مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مواصلة سويسرا تمويلَ الأونروا موضعُ شكّ

فلسطينيات وفلسطينيون نزحوا بسبب المعارك الدائرة في غزة
نزوح فلسطينيين وفلسطينيات بسبب الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على قطاع غزة، 27 يناير، 2024. Copyright 2024 The Associated Press. All Rights Reserved.

أوقفت عدّة دول تمويلَ وكالة الأمم المتحدة للاجئين.يات الفلسطينيين.يات (الأونروا)، في أعقاب مزاعم بأن بعضًا من موظفيها وموظفاتها متورطون.ات في هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر. أمّا سويسرا، فهي تنتظر نتائج التحقيق قبل اتّخاذ قرار بشأن تمويلها المستقبلي للوكالة.

وأعلنت الأونروا، يوم الجمعة 26 يناير، أنها فتحت تحقيقاً ضدّ عدد من موظفيها وموظفاتها، وقطعت العلاقات مع الأشخاص المشتبه في تورّطهم في الهجمات الإرهابية التي نفّذتها حماس في 7 أكتوبر ضد إسرائيل.

وبعد أقل من 24 ساعة، أوقفت عدّة دول مؤقتاً تمويل وكالة الإغاثة، التي تعدّ مصدراً حاسماً لدعم النًاس في غزّة، بعد مزاعم إسرائيل بالخصوص. وبحسب ما ورد، فإن هذه الدول تشمل كلاّ من بريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، وفنلندا، والولايات المتحدة، وأستراليا، وكندا.

+ الاتفاق على الميزانية الحكومية مع خفض تمويل المساعدات الإنسانية

من جانبها، أشارت سويسرا إلى أنها تنتظر نتائج التحقيق لتصدر قرارها بشأن “الإجراء الذي يجب اتخاذه” فيما يتعلّق بمساهمتها المالية للأونروا.

وبادئ الأمر، أعلنت الدولة التي تشقّها جبال الألب، كما فعل من طرفه الاتحاد الأوروبي، أنها ستنتظر نتائج تحقيق الأونروا قبل اتخاذ أي قرار في هذا الشأن، ولكنّ وزارة الخارجية السويسرية أشارت في وقت لاحق إلى أنه لن يتمّ دفع المساهمات المقرّرة للأونروا هذا العام، والتي لم يتمّ دفعها بعد، إلا بعد حصول سويسرا على مزيد من المعلومات حول تلك الادعاءات الخطيرة.

انقسام داخل البرلمان السويسري بشأن المساعدات المقدمة للأونروا

وقالت الوزارة السويسرية إنّ قرارها هذا لا يعني تعليق التمويل، بل يظهر الحاجة إلى مزيد من التحليل للوضع قبل تسديد المدفوعات، وإنه يمكن بالتالي، إجراء التحليل بشكل مستقل وبسرعة أكبر من التحقيق الذي تجريه وكالة الأمم المتحدة.

فيليب لازاريني: «أصبح الوقود اليوم مرادفاً للحياة»

معارضة سياسيّين.ات سويسريّين.ات للمساهمة السويسرية

من ناحية أخرى، يطالب بعض السياسيين.ات السويسريين.ات بالتعليق الفوري للتمويل السويسري للأونروا. وفي هذا السياق، كان مجلس النواب قد دعا في نهاية العام الماضي سويسرا إلى إنهاء تمويلها للأونروا، والذي يصل إلى 20 مليون فرنك سويسري سنويا، بسبب التواطؤ المحتمل بين الوكالة التابعة للأمم المتحدة وحركة حماس.

وقال بيير أندريه بيج، من حزب الشعب السويسري (يمين محافظ)، للإذاعة والتلفزيون العمومي السويسرية الناطقة بالفرنسية يوم السبت 27 يناير: “أعتقد أن سويسرا يجب أن تكون صارمة حقاً. يجب أن نساعد السكان ممّن يواجهون.ن صعوبات، ولكن ليس من خلال منظمة إرهابية”.

هل من السهل على سويسرا تصنيف حماس منظمة إرهابية؟

ولقد عارض مجلس الشيوخ السويسري آنذاك قرار مجلس النواب، وتم التوصّل إلى حلّ وسط يتضمن تخفيض التمويل بمقدار 10 ملايين فرنك سويسري وإرفاقه بشروط معينة. وكان من بينها على سبيل المثال، وجوب إبلاغ لجان السياسة الخارجية في البرلمان بانتظام بالأموال الإنسانية المخصصة للشرق الأوسط وكيفية استخدامها.

ومع أخذ ذلك كلّه في الاعتبار، سيتوجّب أن يمثل فيليب لازاريني، مفوّض الأونروا ، قريبا أمام لجنة السياسة الخارجية السويسرية للمساعدة في تسليط الضوء على هذه المسألة.

“لا تسامح مع دعم الإرهاب”

بالنسبة لبيير أندريه بيج، فإنه من السذاجة الاعتقاد بأن الأونروا ليست متورطة في تصرفات موظفيها وموظفاتها، حيث يقول: “أنا لا أتسامح مع دعم الإرهاب. لدينا دليل على أن بعض الأموال قد تم دفعها لدعم حماس، وقام السيد لازاريني بسرعة بطرد اثني عشر موظفًا وموظفة قبل إجراء التحقيق”.

أمّا كارلو سوماروغا، عضو مجلس الشيوخ عن جنيف، فقد ذكّر بأن الأونروا ليست منظمة إرهابية، وأن الأمم المتحدة أنشأتها لمساعدة اللاجئين واللاجئات.

ويعتقد سوماروغا أنه لا ينبغي فرض عقوبات على الأونروا بسبب عدد قليل من الموظفين.ات. حيث شدّد على الأهمية الحيوية لوكالة الأمم المتحدة من أجل البقاء بالنسبة لسكان غزة. وقال لقناة الإذاعة والتلفزيون السويسري العمومي الناطقة بالفرنسية (RTS) إن معاقبة الأونروا هي في المقام الأول معاقبة للسكان من المحتاجين والمحتاجات في غزة، وإنه ليس هناك بديل عنها”.

أمّا بيير أندريه بيج فيعتقد أن هناك حلولاً أخرى لحالة الطوارئ الإنسانية، مثل الصليب الأحمر. ولكنّه يصرّ على ضرورة فرض ضوابط صارمة، حيث يقول: “هناك الكثير من الإهمال في كل مكان. هناك حاجة إلى العمل من قبل الحكومة الفدرالية السويسرية للسيطرة على هذا التمويل في الخارج”.

“أمر صادم”

ومن المقرّر أن تجتمع لجنة برلمانية هذا الأسبوع في برن للتحقيق في تمويل الأونروا.

من جانبه، كان رئيس الأونروا، فيليب لازاريني، قد أصدر في 27 يناير، بيانا قال فيه إنه شعر بالصدمة عندما علم بتجميد التمويل من قبل العديد من الدول المانحة.

وأضاف: “إنه لأمر صادم أن نرى تعليق الأموال للوكالة كردّ فعل على مزاعم ضد مجموعة صغيرة من الموظفين والموظفات، خاصة في ضوء الإجراء الفوري الذي اتخذته الأونروا بإنهاء عقودهم.ن والمطالبة بإجراء تحقيق مستقل وشفاف … الأونروا هي وكالة إنسانية رئيسية في غزة، حيث يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص للبقاء على قيد الحياة”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية