مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات
الشؤون العربية في الصحافة السويسرية

ماذا تكتب الصحافة السويسرية عن العالم العربي؟

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يتحدث خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس المصري عقب لقائهما في قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة، 24 نوفمبر 2023. Keystone

حلّلت الصحف السويسرية هذا الأسبوع فرصَ محمود عبّاس في تولّي السلطة في غزّة. ونقلت انطباعات المتحدث الإعلامي لليونيسف، عن الوضع الإنساني في القطاع. كما تطرّقت إلى "الأزمة الدبلوماسية" التي أثارها رئيس الوزراء الإسباني مع إسرائيل.  

“أزمة دبلوماسية بين إسبانيا وإسرائيل”

تناولت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ  بالتحليل “الأزمة الدبلوماسية” التي أثارها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز مع إسرائيل خلال أول رحلة له إلى الخارج في فترة ولايته الجديدة. فبينما أكّد سانشيز على أنّ لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، إلّا أنّه أضاف بأنّ ذلك لا بدّ من أن يكون “في حدود القانون الإنساني الدولي”. ونقلت الصحيفة بأنّ تصريحه قد أدى إلى انتقادات شديدة من وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الذي قام باستدعاء السفير الإسباني.

وأضافت نويه تسورخير تسايتونغ بأنّ التوترات بين إسرائيل وإسبانيا لا تزال مستمرّة منذ سنوات. ويرجع ذلك جزئيا إلى قرار أصدره البرلمان الإسباني عام 2014 يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بحسب الصحيفة. حيث شرحت أنّ سانشيز قد أكّد قبل رحلته على أنّه سيواصل العمل لتحقيق هذا الهدف في أوروبا، الأمر الذي “أدّى إلى نزاع دبلوماسي آخر”.

وكتبت الصحيفة بأنّ حماس قد أيّدت تصريحات سانشيز، في حين كان هناك بالفعل غضب في إسبانيا قبل الرحلة بسبب المظاهرات ضد غزو القوات الإسرائيلية لغزة. وتفاقم الوضع بسبب معارضة وزيرين من حكومة سانشيز الائتلافية لقرار البرلمان الأوروبي الذي يدين هجوم حماس، بحسب ما جاء في الصحيفة.

وقد اتّهم ألبرتو نونيز فيجو، زعيم المعارضة في إسبانيا، رئيس الوزراء سانشيز باتباع سياسة خارجية غريبة الأطوار، تنتهك إجماع الاتحاد الأوروبي بشأن إسرائيل، ويمكن أن تضرّ بسمعة إسبانيا على المستوى الدولي. ورداً على هذا الجدل، رفضت إسرائيل بالفعل دعوة من سانشيز لحضور مؤتمر البحر الأبيض المتوسط في برشلونة، بحسب الصحيفة.

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 26 نوفمبر 2023، بالألمانية)

انطباع اليونيسيف بعد زيارة إلى غزّة

في تقرير له، نقل موقع الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالألمانية انطباعات المتحدث الإعلامي الرسمي لليونيسف، جيمس إلدر، عن الوضع الإنساني في قطاع غزة، إبّان زيارته له.

ووصف إلدر في المقابلة مع الموقع السويسري الدمارَ واسع النطاق في القطاع، وحال الأطفال الذين أصيبوا بجروح خطيرة، ووجود مئات الآلاف من النازحين. حيث قال: “إن الوضع الطبي كارثي، حيث تعمل المستشفيات فوق طاقتها ويكافح الطاقم الصحّي لتحديد من يجب علاجه”، مضيفًا بأنّ المدارس تُستخدم كملاجئ، وأنّ التدريس قد تعطّل.

وأكّد المسؤول في اليونيسيف أنّ تقديم الرّعاية الطبيّة يمثّل تحديًا كبيرًا، لوجود إصابات مروّعة، كالحروق وإصابات بالشظايا وإصابات بالعيون وكسور العظام، بحسب التقرير الصحفي. وقد سلّط المقال الضوءَ  أيضاً على مصائر فردية، كقصّة طفل في العاشرة من عمره فقد بصرَه ووالدَه وشقيقه، ناقلاً مناشدة جيمس إلدر بضرورة توفير الغذاء والماء، ووقف إطلاق النار لفترة أطول بغرض توصيل المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها.

وردّاً على سؤال الموقع حول تصريحات رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الأخيرة بأنّه لم يعد هناك مكان آمن في قطاع غزة، قال إلدر: “لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن لأي شخص أن يعتقد أن تدمير غزّة وموت الأطفال يمكن أن يحقّق السلام. يبدو من غير المنطقي بالنسبة لي، بل إنّه موقف قاسٍ وبارد من وجهة نظر إنسانية، أن يعتقد المرء أنّه لا بدّ للقصف من أن يبدأ من جديد. ليس لدى الناس مكان يذهبون إليه بحثًا عن الأمان.”

وبيّن إلدر أنه قد ” تمّ قصف العشرات من مرافق الأونروا: المدارس والمستشفيات والعيادات وسيارات الإسعاف”، مؤكّدًا بالقول إنه “يجب أن يستمر وقف إطلاق النار، ونأمل أن يتحول هذا في مرحلة ما إلى وقف دائم لإطلاق النار. يجب أن ينصبّ الاهتمام على رفاهية الأطفال، هنا في إسرائيل، وفي المنطقة بأكملها”.

(المصدر: موقع الإذاعة والتلفزة السويسرية الناطقة بالألمانيةرابط خارجي، 28 نوفمبر 2023)

رئيس بلا وطن أو شعب!

تناول مقال لصحيفة نويه تسرخر تسايتونغ فرصَ محمود عبّاس، رئيس السلطة الفلسطينية، في تولّي زمام الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب. وسلط المقال الضوءَ على مشاركة عباس المبكرة في حركة فتح، وخلفيته الأكاديمية، ودوره في مفاوضات أوسلو للسلام، إضافةً إلى التحديات والخلافات التي واجهها، بما في ذلك الانقسام بين فتح وحماس.

وقالت الصحيفة إن عبّاس “كان يُعتبر لعقود عديدة الرجل الثاني بعد ياسر عرفات. واليوم، يُنظر إلى الرئيس الفلسطيني البالغ من العمر 88 عامًا على أنه فاسد وسلطوي ولا يحظى بشعبية كبيرة”، مشيرة أيضاً إلى حالة عدم اليقين المحيطة بخليفته المحتمل والوضع الحالي في غزة.

ورأت نويه تسرخر تسايتونغ أنه “على الرغم من كل عيوبه، إلا أن عباس يظل المحاور المفضل لدى الغرب.  كما تعرف واشنطن مواقفه ورفضه للعنف وتفضيله للحلّ التفاوضي مع إسرائيل”.  وأكدت الصحيفة دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لإعادة إحياء السلطة الفلسطينية، شارحةً أنه: “ليس من المستغرب أن يوضح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الضفة الغربية في بداية نوفمبر أن محمود عباس يجب أن يسيطر على غزة بعد انتهاء الحرب…  وقبل أيام قليلة، عبر جو بايدن أيضًا عن دعمه لعباس… وكتب الرئيس الأمريكي في صحيفة واشنطن بوست أن غزة والضفة الغربية يجب أن تحكمهما “سلطة مستقلة متجددة” في المستقبل. وأعلن عباس استعداده للقيام بذلك بشرط أن يتم ذلك كجزء من “الحل السياسي الشامل”، أي إنشاء دولة فلسطين ذات سيادة”.

في المقابل، استعرضت الصحيفة أيضًا مخاوف بنيامين نتنياهو من هذا السيناريو، بالقول إنّ “رئيس الوزراء الإسرائيلي يواصل مقاومة هذه الخطة، حيث يخشى عضو حزب الليكود حلّ الدولتين، الذي يرفضه”.  وشكّك المقال في قدرة نتنياهو على مواصلة هذا النهج، حيث تساءل: “حتّى متى سيتمكّن نتنياهو من الحفاظ على مقاومته، يُعدّ أمرًا مشكوكًا فيه. خاصة وأن الإسرائيليين أنفسهم لا يريدون احتلال قطاع غزة، على الأقل ليس بشكل دائم”.

وأشارت الصحيفة إلى مخاوف أخرى مفادها أن “الرئيس الفلسطيني المسن قد يموت في أي لحظة، ولا أحد يعرف من سيخلف عباس. خوفا من فقدان السلطة، لم يُعِدّ الرئيس خلفًا له. ويتفق جميع الخبراء الفلسطينيين والغربيين تقريبا على أنه لا يمكن استبعاد ظروف شبيهة بالحرب الأهلية بعد وفاته.” حيث نقل المقال تصريحًا للزميل المشارك في مركز السياسات الأمنية في جنيف والرفيق السابق لمحمود عباس، أحمد سامح الخالدي،  جاء فيه: “من يخلف محمود عباس سيجد صعوبة في الحصول على نفس الشرعية التي يتمتع بها، لأنه كان جزءاً من الحركة الوطنية الفلسطينية منذ بدايتها”.

وختمت الصحيفة بالقول “رغم أن عبّاس لا يحظى بشعبية كبيرة سواء بين الفلسطينيين أو الإسرائيليين في نهاية حياته السياسية الطويلة، إلا أن وفاته سوف تترك فراغاً لا يستطيع أحد أن يملأه. كل الأطراف المعنية ستدرك ذلك على أقصى تقدير عندما تصمت الأسلحة في قطاع غزة”.

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 27 نوفمبر 2023، بالألمانية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+ الجيش السويسري في كوسوفو: بين الحياد وتحديات السياسة الخارجية

+ تحذير من تصاعد معاداة الساميّة والعنصريّة في سويسرا

+ العفو الدولية تنتقد تعامل سويسرا مع المنظمات الفلسطينية

+ حكم قضائي سويسري يحبط الآمال بمزيد من الشفافية في قطاع الذهب

+ اختبار نظام لجوء جديد في زيورخ خاص برعايا شمال أفريقيا يثير تساؤلات

+ يالها من مفارقة.. إحياء أسبوع السلام في هذا الوقت!

+ مع تزايد الضغوط .. سلطة مراقبة الأسواق المالية مدعوّة إلى إجراء إصلاحات

للمشاركة في النقاش الأسبوعي: 

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: ثائر السعدي

كيف تحصلون على معلومات موثوقة حول الحرب الإسرائيلية الفلسطينية والصراعات الدولية الأخرى؟

كيف تحصلون على المعلومات حول الحرب الإسرائيلية الفلسطينية والصراعات الدولية الأخرى، وكيف تضمنون موثوقية المعلومات التي تقرأوها؟

131 تعليق
عرض المناقشة

يمكنكم/ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم/ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

سننشر عرضنا الصحفي القادم في الثامن من ديسمبر.  حتى نلتقي، نتمنّى لكم/ن عطلة نهاية أسبوع سعيدة!

إلى الأسبوع القادم!

تحرير: أمل المكي

محتويات خارجية
لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء… نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

كيف تنظر الصحافة السويسرية إلى ما يجري في البلدان العربية؟ نقدّم لكم/ن في هذا العرض الصحفي ملخّصا لأبرز الأخبار والتقارير والآراء المتعلّقة بالشؤون العربية.

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية