مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إسرائيل تصعد هجومها البري على غزة وارتفاع الخسائر بين المدنيين

جنديان اسرائيليان على مشارف غزة يوم الجمعة. تصوير. نير الياس - رويترز reuters_tickers

من نضال المغربي وجيفري هيلر

غزة/القدس (رويترز) – صعدت إسرائيل هجومها البري على قطاع غزة يوم الجمعة بالمدفعية والدبابات والزوارق وأعلنت انها قد “توسع بشكل كبير” نطاق العملية لكن الولايات المتحدة حذرتها من مخاطر المزيد من التصعيد مع ارتفاع أعداد القتلى من المدنيين الفلسطينيين.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون ان 58 فلسطينيا قتلوا – بينهم 15 على الأقل دون الثامنة عشرة من العمر- منذ شنت إسرائيل هجومها البري على القطاع الساحلي الذي يسكنه 1.8 مليون نسمة يوم الخميس.

وقال الجيش الإسرائيلي انه قتل 17 مسلحا فلسطينيا بينما استسلم 13 آخرون وتم احتجازهم للاستجواب بعد بدء هجوم المشاة والدبابات في القطاع الذي تهيمن عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأضاف الجيش إن جنديا إسرائيليا قتل بنيران صديقة على ما يبدو وأصيب آخرون في العمليات التي تم خلالها مهاجمة نحو 150 هدفا بينها 21 منصة إطلاق صواريخ مخبأة وأربعة أنفاق.

وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الجمعة انه تحدث الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وأكد له تأييد الولايات المتحدة لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها لكنه عبر عن القلق بشأن “مخاطر المزيد من التصعيد” والمزيد من الخسائر في أرواح الأبرياء.

وقال أوباما للصحفيين في البيت الأبيض “نأمل أن تواصل اسرائيل التعامل مع هذه العملية بطريقة تقلل من الخسائر بين المدنيين الى الحد الأدنى.”

ويعتزم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون التوجه الى منطقة الشرق الاوسط غدا السبت في محاولة لإنهاء الأعمال القتالية.

وفي جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة ندد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان بإطلاق الصواريخ على اسرائيل لكنه عبر عن قلقه من “الرد الاسرائيلي المفرط”.وجاء الهجوم البري الإسرائيلي بعد عشرة أيام من قصف غزة من الجو والبحر وإطلاق حماس مئات الصواريخ على إسرائيل وفشل المساعي المصرية في تأمين وقف إطلاق النار.

وبعد حلول الظلام يوم الجمعة أضاءت القذائف الإسرائيلية سماء القطاع الساحلي ودوت أصداء الانفجارات في تكثيف للهجمات الإسرائيلية الجوية والبرية على ما يبدو.

وقالت الشرطة الاسرائيلية ان هجمات الصواريخ التي اعترض نظام القبة الحديدية الكثير منها استمرت يوم الجمعة على جنوب إسرائيل ومنطقة تل ابيب لكنها لم تسبب خسائر.

وقال نتنياهو للصحفيين قبل جلسة خاصة للحكومة في قاعدة عسكرية بتل أبيب “اخترنا بدء هذه العملية بعد استنفاد خيارات أخرى وتوصلنا لنتيجة هي أنه بدون هذه (العملية) سندفع ثمنا أغلى بكثير… الهدف الأساسي هو استعادة الهدوء.”

وأضاف “تعليماتي… للجيش الإسرائيلي وبموافقة المجلس المصغر المعني بالشؤون الأمنية.. هي الإستعداد لاحتمال توسيع العملية البرية بشكل كبير.”

ولم يحدد نتنياهو الشكل المحتمل للعملية الموسعة. وتقول إسرائيل ان قواتها ركزت حتى الآن على استهداف الانفاق التي قد يستخدمها نشطاء فلسطينيون لتنفيذ هجمات عبر الحدود.

وأحبط تسلل من هذا النوع يوم الخميس وقال الجيش الإسرائيلي انه تصدى لثلاثة عشر مسلحا من حماس خرجوا من نفق قرب بلدة زراعية إسرائيلية. وقال مسؤولون في غزة إن 291 فلسطينيا أغلبهم من المدنيين وبينهم 50 على الأقل دون 18 عاما قتلوا منذ بدء القتال في الثامن من يوليو تموز.

وسقط قتيلان اسرائيليان هما الجندي ومدني قتله صاروخ. ودفع إطلاق اكثر من 100 صاروخ في اليوم على جنوب اسرائيل وتل ابيب مئات الآلاف للاحتماء بالمخابىء.

ويقول سكان غزة إن القوات الإسرائيلية توغلت لمئات الأمتار في شمال غزة وإنها انتشرت بجنوب القطاع على مسافة أعمق قليلا.

وقالت إسرائيل انها استدعت 18 ألفا من جنود الاحتياط للانضمام إلى أكثر من 30 ألفا آخرين تمت تعبئتهم بالفعل لتعزيز القوات النظامية.

وقالت حماس ان رجالها يقصفون الدبابات بقذائف المورتر ويفجرون قنابل ضد الجنود الذين يعبرون الحدود الرملية تحت ستار من الدخان.

وقال ابو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس إن لديه آلاف المقاتلين في انتظار الانضمام للمعركة.

وتريد حماس من إسرائيل -التي تختلف حكومتها مع الحركة الإسلامية- انهاء القيود المفروضة على الحدود التي عمقت الأزمة الاقتصادية والبطالة.

وأوقفت إسرائيل إطلاق النار فترة قصيرة يوم الثلاثاء بعد أن اعلنت مصر عن مبادرة لوقف إطلاق النار لكن حركة حماس وجماعات النشطاء الأخرى رفضت الاقتراح قائلة إنه لم يف بمطالبها التي تشمل انهاء الحصار الإسرائيلي للقطاع وفتح المعبر مع مصر.

وقال مسؤول أمريكي إن وزير الخارجية جون كيري على اتصال مستمر مع وزير خارجية قطر التي لها صلات وثيقة مع حماس وزعماء آخرين بشأن “كيفية التوصل لوقف إطلاق النار”.واقترحت قطر أن تلعب دور الوسيط لكن الولايات المتحدة واسرائيل تقولان إنها قريبة من حماس بدرجة لا تسمح لها بالاضطلاع بهذا الدور.

وأضاف المسؤول “في كل اتصالاته مؤخرا أوضح وزير الخارجية أننا ندعم المقترح المصري وأننا نأمل أن يقف الجميع وراءه. لا توجد مقترحات جادة أخرى لوقف إطلاق النار قيد المناقشة.”

وكرر عاموس جلعاد المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية الذي أجرى محادثات مع حكومة مصر بشأن خطة التهدئة في القاهرة موقف كيري.

وقال للقناة العاشرة بالتلفزيون الاسرائيلي “من المهم أن تفهم قطر أن اي بديل للمبادرة سيكون عديم النفع.”

وأضاف “لنكن واقعيين… من الذي له حدود مع غزة قطر ام مصر؟”

ودعا وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس جميع الاطراف الى قبول مبادرة وقف إطلاق النار المصرية.

وقال شكري إن مصر تعمل على التوصل الى إطار عمل يقبل به الجانبان.

وتقول إسرائيل إنها لا تسعى للإطاحة بحركة حماس المهيمنة على قطاع غزة. وهذا هو أسوأ قتال بين إسرائيل والفلسطينيين في عامين.

وتفجر الصراع الحالي يرجع بدرجة كبيرة إلى مقتل ثلاثة شبان إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة ومقتل صبي فلسطيني في الثاني من الشهر الجاري فيما يشتبه أنه رد انتقامي.

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية