مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الأمم المتحدة تتهم الدولة الاسلامية بارتكاب جرائم قتل واغتصاب وتجنيد أطفال في العراق

من دومنيك ايفانز وماجي فيك

بغداد (رويترز) – اتهمت الامم المتحدة مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق باعدام قيادات دينية وقادة آخرين ومعلمين وموظفي صحة وتجنيد أطفال بالاكراه واغتصاب نساء ضمن أعمال أخرى تصل الى حد ارتكاب جرائم حرب.

وركز تقرير للامم المتحدة على عدد من الانتهاكات التي ارتكبت ضد مدنيين وخاصة من جانب الدولة الاسلامية وان كان التقرير ذكر أيضا ان القوات العراقية والمقاتلين المتحالفين معها لم يتخذوا اجراءات وقائية لحماية المدنيين من العنف.

ووجد التقرير ان “هذا أيضا … قد يصل الى حد ارتكاب جرائم حرب.”

وقالت الامم المتحدة ان “الدولة الاسلامية والجماعات المسلحة المرتبطة بها استمرت في … القيام باغتيالات تستهدف زعماء (محليين وسياسيين ودينيين وموظفين حكوميين وخبراء في التعليم وموظفي صحة ) وارتكاب اعتداءات جنسية واغتصاب واشكال أخرى من العنف الجنسي ضد النساء والفتيات وتجنيد الاطفال بالاكراه وارتكاب أعمال خطف واعدامات وسرقات.”

كما اتهمهم التقرير وهو أكثر تقارير الامم المتحدة شمولا عن ‭‭‭‭‭‬‬‬‬‬‬تأثير الاضطرابات التي استمرت عدة أشهر التي بلغت ذروتها في هجوم لمسلحين سنة بقيادة الدولة الاسلامية على شمال البلاد بارتكاب أعمال تدمير متعمد ونهب لاماكن العبادة وأماكن ذات أهمية ثقافية وتاريخية.

وقالت المفوضة السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي “كل يوم نتلقى روايات عن انتهاكات مروعة لحقوق الانسان ترتكب في العراق ضد الاطفال والنساء والرجال العراقيين العاديين الذين حرموا من الامن وسبل العيش ومن منازلهم ومن التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاساسية الاخرى.”

وقالت وزارة الداخلية العراقية نقلا عن أحد الناجين هذا الاسبوع ان تحقيقا كشف ان مسلحي الدولة الاسلامية اقتادوا 501 سجين شيعي من سجن في الموصل الى منطقة زراعية وأعدموهم .. قتلوهم جميعا باستثناء 17 تمكنوا من الهرب.

ويسرد التقرير بالتفصيل الانتهاكات التي ترتكبها القوات الحكومية والجماعات الموالية لها مشيرا الى “الاعدامات السريعة وأعمال القتل خارج نطاق القانون للسجناء والمعتقلين.”

وقالت الامم المتحدة في وقت سابق هذا الشهر ان من بين 2400 شخص قتلوا في يونيو حزيران يوجد 1531 مدنيا.

ودعا التقرير الحكومة الى التحقيق في انتهاكات خطيرة ومحاسبة المرتكبين.

لكن قدرة الحكومة المؤقتة التي يتزعمها الشيعة على عمل ذلك قد تكون محدودة في مواجهة انتفاضة سنية تهدد بتقسيم البلاد على أسس مذهبية وعرقية .

ومازال يتعين على السياسيين العراقيين استكمال تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت منذ أكثر من ثلاثة أشهر. ويواجه رئيس الوزراء نوري المالكي ضغوطا من السنة والاكراد وبعض الشيعة ليتنحى بعد ان أمضى ولايتين في السلطة والتي يقول منتقدوه انه همش خلالها خصومه.

وفي مقابلة نشرت اليوم الجمعة قال المالكي مجددا انه مصمم على تشكيل الحكومة القادمة.

وقال المالكي في مقابلة مع صحيفة بيلد الالمانية الاكثر مبيعا “في انتخابات حرة وديمقراطية فزنا بمعظم الاصوات وينص الدستور على ان زعيم أقوى فصيل يشكل الحكومة ولذلك أريد ان أخوض مرة اخرى (السباق) على منصب رئيس الوزراء في البرلمان.”

وأضاف ان بعض الجماعات تحاول القفز على نتائج الانتخابات. “لكننا نتمسك بأن رأي وقرار الشعب يجب ان يحترم ولن نقدم تنازلات على حساب الشعب وشرعية الدولة.”

ويجب على البرلمان اضافة الى انتخاب رئيس وزراء جديد ان يتفق على شخص يحل محل الرئيس جلال الطالباني الذي يزور المانيا للعلاج منذ اصابته بجلطة في ديسمبر كانون الاول.

وقال مكتب الطالباني انه سيعود الى العراق غدا السبت.

ورغم ان منصب الرئيس في العراق رمزي الى حد بعيد فانه ينظر الى الطالباني على نطاق واسع على انه شخصية يمكنها توحيد الاطراف في العراق.

وقالت مصادر ان نجم الدين كريم عضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ومحافظ كركوك قدم طلب ترشحه لمنصب الرئيس بدون مباركة زعماء الحزب منافسا برهم صالح الذي يوصف بأنه الأوفر حظا لهذا المنصب.

ومن المقرر ان يجتمع البرلمان يوم الاربعاء القادم في جلسة قادمة لاختيار قيادة سياسية تتعامل مع الصراع الذي تسبب في نزوح أكثر من مليون شخص هذا العام وفقا لتصريحات الامم المتحدة.

ويقيم النازحون الذين شردهم العنف في أحوال “قاسية وصعبة” لكن أكبر رجل دين شيعي انتقد في خطبة الجمعة اليوم الوكالات العراقية والدولية لتجاهل محنتهم.

وقال اية الله العظمى علي السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها مساعد له في مدينة كربلاء إن المؤسسات المعنية بذلك لم تتجاوب بعد مع حجم المصاعب والمعاناة رغم الوعود التي أطلقت بشأن مد يد العون.

وقالت مصادر امنية وشهود ان القتال استمر يوم الجمعة في عدة بلدات شمالي بغداد. وأضافت انه بالقرب من القاعدة العسكرية في المقدادية التي تقع على مسافة 80 كيلومترا الى الشمال من العاصمة فجر مسلحون جسرا لمنع عشائر شيعية من جلب تعزيزات لمواجهتهم.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية