مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الأمم المتحدة: غزة تواجه سنوات من البؤس ما لم ينته الحصار

بيير كراهينبول رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين يدلي بتصريحات في الاردن يوم 5 اغسطس اب 2014 . تصوير. ماجد جابر - رويترز reuters_tickers

من نضال المغربي

غزة (رويترز) – قال رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين إنه ما لم تؤد المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحصار المفروض على غزة فإن أهالي القطاع لن يشهدوا أي تحسن في حياتهم على مدى 15 عاما مقبلة على الأقل.

وفي القاهرة مفاوضون إسرائيليون وفلسطينيون يحاولون الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار بعد قتال ضار على مدى شهر في قطاع غزة دمر أحياء بأكملها وأجبر مئات الآلاف على النزوح عن منازلهم.

ومن بين المطالب الرئيسية لحركة حماس التي تسيطر على القطاع إنهاء الحصار العسكري الإسرائيلي الذي تفرضه إسرائيل من جهة والتدابير المصرية المشددة الخاصة بفتح المعابر مع القطاع. وأدت هذه التدابير إلى إصابة اقتصاد قطاع غزة بالشلل وعرقلة أو وقف استيراد مواد البناء الأساسية.

وقال بيير كراهينبول رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مقابلة مع رويترز “سيكون السؤال هو هل سيكون وقفا لإطلاق النار يعيدنا ببساطة إلى الحالة التي كنا عليها تحت الحصار؟”

“إذا كان الحال كذلك.. فسيستغرق الأمر أعواما وأعواما وأعواما لإعادة البناء.” مشددا على طول المدة التي يستغرقها إحضار مواد البناء ومعدات البناء وغير ذلك من وراء الحدود مع إسرائيل ومصر.

وأضاف “مع مدى التدمير الذي وقع.. لا يمكنك تخيل أن نتمكن من تحقيق أي شيء قبل 15 عاما أو أكثر في واقع الأمر.”

ويريد المفاوضون الفلسطينيون في القاهرة أن تسمح إسرائيل ببناء ميناء وإعادة إنشاء مطار غزة الذي قصفته إسرائيل في بداية الانتفاضة الفلسطينية عام 2001.

وأشار مسؤولون إسرائيليون ومصريون إلى رغبة في تخفيف الحصار إذا تسلمت السلطة الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس إدارة الحدود من حماس.

ولكن إسرائيل حذرة بشأن أي رفع كامل للقيود على الحدود. فكثير من مواد البناء التي دخلت غزة في الأعوام الأخيرة استخدمتها حماس في بناء أنفاق متينة استخدمها النشطاء في مهاجمة إسرائيل.

وتريد إسرائيل نزع سلاح غزة. وهي خطوة يؤيدها الاتحاد الأوروبي وآخرون ولكن حماس قالت إنها ليست على استعداد لاتخاذها. وتنتهي الهدنة الحالية التي مدتها خمسة أيام في الساعة 2100 بتوقيت جرينتش يوم الاثنين ما لم يتم إحراز تقدم في القاهرة. والمؤشرات حتى الآن غير مشجعة.

* مليارات الدولارات

أدت الحرب التي دامت شهرا وهي الأكثر تدميرا منذ انسحاب إسرائيل من طرف واحد من قطاع غزة عام 2005 إلى مقتل أكثر من 2000 فلسطيني معظمهم مدنيون و64 جنديا إسرائيليا وثلاثة مدنيين في إسرائيل.

وإلى جانب سقوط قتلى فإن عناصر من البنية الأساسية في غزة قد أصيبت بالشلل بما في ذلك محطة الكهرباء الوحيدة ومركز معالجة المياه والأراضي الزراعية.

وتشير بعض التقديرات إلى أن إعادة بناء كل المنازل والطرق والجسور وغير ذلك من البنية الأساسية المدمرة سيتكلف عشرة مليارات دولار. وقال كراهينبول إن من الواضح أن الرقم بالمليارات ولكن أولويته الأولى هي الاعتناء بالنازحين حيث يقدر أن 425 ألفا من سكان غزة البالغ عددهم 1.8 مليون شخص هم من دون منازل ويحتاجون لمأوى وغير ذلك من المعونة.

وأضاف أنه بينما تستطيع الوكالة توفير مساعدة طارئة فإن هناك حاجة لخطوات شجاعة إذا قدر لقطاع غزة أن يقف على قدميه. وتابع كراهينبول وهو مواطن سويسري “لا يمكن أي طرف فاعل حل هذا الموضوع بمفرده إذا رجعنا إلى الحالة التي كنا عليها من الاحتلال والحصار.”

وقال “إذا لم يتغير ذلك.. وإذا لم تتغير هذه الصيغة.. وإذا لم يكن ثمة شيء يأتي بصيغة جديدة واتفاق جديد وأمل جديد للشعب من حيث الانفتاح” فسيكون محكوما على غزة أن تعيش “مصاعب جمة”.

وتعمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في المنطقة منذ عام 1949. وكان عملها بالأساس مساعدة اللاجئين من الحرب التي نشبت بعد قيام إسرائيل عام 1948. ومن بين مسؤولياتها الآن إدارة مدارس وعيادات في مختلف أنحاء غزة.

وأصيبت خلال الحرب نحو ستة مدارس تابعة للوكالة جراء القصف المدفعي الإسرائيلي مما أدى إلى مقتل 25 على الأقل لجأوا إلى تلك المدارس. وعثر على صواريخ تابعة للنشطاء الفلسطينيين مخبأة في ثلاث مدارس خالية. وقتل 11 من العاملين في أونروا خلال الحرب.

وشجب كراهينبول الجماعات المسلحة لأنها خبأت السلاح في المدارس قائلا إن ذلك يضر بقدرة أونروا على أن تظهر كفاعل محايد. ووجه أيضا انتقادات لإسرائيل لأنها لم تتعلم من دروس حرب عام 2008 / 2009 حينما أصيبت مدارس أونروا جراء القصف الإسرائيلي.

وقال “في هذه الحالات التي رأينا فيها أدلة قاطعة بأن القذائف الإسرائيلية استخدمت.. تحدثنا علنا.. وشجبناها.. ونلقي بالمسؤولية فيها على إسرائيل وطالبنا بتحقيق.”

(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير رفقي فخري)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية