مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الامم المتحدة: مذبحة في مدرسة بغزة نتيجة القصف الإسرائيلي

رجل يرقد على محفة امام ابنه عقب اصابته في قصف اسرائيلي على حي الشجاعية بقطاع غزة يوم الأربعاء. تصوير. صهيب سالم - رويترز reuters_tickers

من نضال المغربي

غزة (رويترز) – قال مسؤولون بالأمم المتحدة إنهم أبلغوا الجيش الإسرائيلي 17 مرة أن المدرسة المقامة في أكبر مخيم للاجئين في غزة تستخدم كمأوى للمدنيين الفلسطينيين الفارين من القتال في القطاع الساحلي لكن هذا لم يكن كافيا لانقاذهم من قصف مميت.

وأضاف المسؤولون أن 15 فلسطينيا على الأقل من الرجال والنساء والأطفال قتلوا وأصيب أكثر من 100 عندما قصفت المدفعية الإسرائيلية مدرسة جباليا الأساسية للبنات يوم الأربعاء. وقالوا إن الضحايا تحولوا إلى اشلاء اثناء نومهم على حشايا في فصول المدرسة.

وكان الضحايا فروا من منازلهم في مناطق قتال اخرى املا في ان يكونوا في مأمن تحت راية الأمم المتحدة.

وقال عبد الكريم المسامحة (27 عاما) انه جاء مع اسرته الى المدرسة هربا من المعارك الدائرة قرب منزله في شمال قطاع غزة.

وقال “لم نجد الامان هنا. الناس استشهدوا أمام أعيننا. قطعت أوصالهم.”

وقالت وزارة الصحة في غزة ان ما لا يقل عن 15 قتلوا في المدرسة وان الناجين يجمعون اشلاء الجثث لدفنها. وقال مدير وكالة الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن من السابق لاوانه اعطاء رقم رسمي للقتلى.

وقال الجيش الاسرائيلي إن مسلحين قرب المدرسة أطلقوا قذائف مورتر على القوات الإسرائيلية التي ردت على القصف.

وقالت متحدثة باسم الجيش “لا نزال نحقق في الحادث.”

لكن بيير كرينبول مدير الأونروا قال إن الوكالة أبلغت الجيش الإسرائيلي 17 مرة بالموقع المحدد للمدرسة كان اخرها قبل ساعات من القصف.

وأضاف في بيان ” أندد بأقوى العبارات الممكنة بهذا الخرق الخطير للقانون الدولي من قبل القوات الإسرائيلية.” وعند أطراف فناء المدرسة سقط على الارض نحو 20 حمارا نفقت خلال القصف وهي مقيدة في سياج.

ويتعرض مخيم جباليا للقصف الإسرائيلي طوال الاربع والعشرين ساعة الماضية وهو أكبر مخيمات اللاجئين في غزة ويعيش فيه 120 الفا زادت أعدادهم مع فرار مزيد من الفلسطينيين من القتال الدائر بين إسرائيل والنشطاء الفلسطينيين في صراع متفجر منذ 23 يوما.

وقالت حليمة غابن وهي تمسك بطفلها الصغير في المدرسة “لا يوجد أي مكان آمن لا البيوت ولا المدارس. ماذا أقول للعالم؟ أوجدوا لنا حلا.. نحن مدنيون وأطفال عزل.”

وقال خليل الحلبي مدير عمليات الأونروا في شمال غزة إن نحو 3000 فلسطيني كانوا يحتمون بالمدرسة لدى تعرضها للقصف.

وقال إن خمس قذائف إسرائيلية سقطت على الناس وقتلت كثيرين وهم نيام موضحا أن هؤلاء الناس لجأوا إلى المدرسة لانها حددت كمأوى تابع للامم المتحدة.

وتقول إسرائيل إن حركة حماس تتحمل المسؤولية عن مقتل المدنيين لان مقاتليها يعملون في مناطق سكنية ويستخدمون المواطنين العزل كدروع بشرية.

ووجه الجيش الإسرائيلي تحذيرا للسكان في رسائل أسقطها على غزة يوم الأربعاء طالبهم فيها بالابتعاء عن العناصر “الارهابية” التي تنفذ انشطة “ارهابية”.

واحتوت الرسالة على ارقام هواتف وعناوين بريد الكتروني يمكن للمدنيين استخدامها لنقل معلومات عن “قاذفات الصواريخ والانفاق ومستودعات الذخيرة وأماكن تجمع العناصر الارهابية في منطقتكم.”

وتقول الأونروا وهي وكالة الاغاثة الرئيسية التابعة للامم المتحدة في غزة انها تقترب من “نقطة الانهيار” بعد ان لجأ أكثر من 200 الف فلسطيني إلى مبانيها بعد ان أنذرت إسرائيل سكان أحياء بأكملها باخلائها قبل بدء العملية العسكرية.

ويوم الخميس الماضي قتل 15 فلسطينيا وأصيب 200 في ضربة اسرائيلية لمدرسة تابعة للامم المتحدة في بيت حانون بشمال القطاع كانت مكتظة بمئات المدنيين النازحين.

وأدان الامين العام للامم المتحدة بان جي مون هذا الهجوم وقال انه صدم لقصف مبنى خصصته الامم المتحدة للايواء. وقال الجيش الاسرائيلي ان نشطاء فلسطينيين فتحوا النار من على مقربة من المدرسة وان القوات الاسرائيلية ردت على النيران.

وعبر بان أيضا الاسبوع الماضي عن انزعاجه الشديد لاكتشاف صواريخ في مدرستين تابعتين للأنوروا. كما عثر أمس الثلاثاء على صواريخ في مدرسة ثالثة وأدان متحدث باسم الوكالة “الجماعة أو الجماعات التي عرضت المدنيين للخطر” باخفاء ذخائر هناك.

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير علا شوقي)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية