مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

القراصنة الصوماليون يوسعون نطاق عملياتهم

لندن (رويترز) – يبدو ان اجراءات مكافحة القرصنة قبالة ساحل الصومال تجبر القراصنة على تمديد نطاق عملياتهم للضرب في عمق المحيط الهندي مما ينقل التهديد الى مناطق أبعد عن حماية القوات البحرية الدولية.
ونفذ مسلحون يوم الاثنين اطول عملية اختطاف مدى يقومون بها عندما فتحوا النار على ناقلة كبيرة للنفط الخام ترفع علم هونج كونج واسمها ( بي.دبليو ليون) على بعد الف ميل بحري شرقي مقديشو وفقا لما ذكرته القوة البحرية التابعة للاتحاد الاوروبي.
وفشلت المحاولة لكنها كانت تعبيرا صارخا عن طموح العصابات التي تمارس نشاطها في المياه لخداع القوات البحرية المنتشرة لمكافحتها والتغلب على دفاع اكثر عزما من قبل ضحاياها المدنيين.
وقال مارتن ميرفي الخبير في الحرب البحرية غير النظامية بمركز تقييمات الاستراتيجيات والميزانيات بواشنطن “هذا تطور هائل. انه يظهر أن القراصنة خصم واثق من نفسه وقابل للتكيف.”
وشهدت مياه سواحل منطقة القرن الافريقي وبها ممرات شحن حيوية تربط بين اسيا واوروبا زيادة حادة في الهجمات التي يشنها القراصنة الذين جنوا عشرات الملايين من الدولارات من الفدى التي حصلوا عليها مقابل الافراج عن سفن مخطوفة كانت معظمها اجنبية في الاعوام الثلاثة الماضية.
وخلال تلك الفترة كان النصح يوجه للسفن بأن تظل على بعد 600 ميل على الاقل من الشاطيء مقارنة مع مسافة كانت تقل عن 200 ميل في السابق. ويستخدم القراصنة “السفن الام” للابحار لمئات الاميال في المياه ثم يهاجمون في زوارق صغيرة.
وقال ميرفي “أظهروا كفاءتهم عند مسافات اكبر واكبر. في كل مرحلة من هذا التطور ذهب القراصنة الى الحد الذي كان مفترضا فيما سبق لنطاقهم وهم يعلمون أنهم سيجدون هناك سفنا ليهاجموها.”
ويشبه هجوم يوم الاثنين هجمات مماثلة وقعت قبالة الساحل الشرقي فاقت محاولات الخطف السابقة كثيرا والتي كانت تحدث عادة على مبعدة 200 ميل من الساحل.
وفي 29 اكتوبر تشرين الاول على سبيل المثال خطف قراصنة سفينة صيد ترفع علم تايلاند اسمها (تاي يونيون) على بعد نحو 200 ميل بحري شمالي سيشل و650 ميلا من ساحل الصومال.
وفي 19 اكتوبر خطف قراصنة سفينة الفحم الصينية دي شين هاي على بعد نحو 700 ميل بحري الى الشرق من الصومال.
ويقول توني ميسون امين عام الغرفة الدولية للشحن التي تمثل 75 في المئة من الصناعة العالمية ان التقارير عن هجوم الاثنين مثيرة للقلق.
وأضاف “هذه مشكلة كبيرة حقا اذا كان يجب أن تعتبر الملاحة في هذه المنطقة نفسها عرضة لهجوم من القراصنة.”
ومن المفارقات أن هذا التطور ينبع فيما يبدو من تحسن الاجراءات الامنية التي تتخذها السفن. فاستجابة لنصح الخبراء تتخذ طواقم سفن كثيرة الان مجموعة متنوعة من الاجراءات لمقاومة القراصنة لكسب الوقت حتى يتسنى للقوات البحرية القدوم لانقاذهم.
وتتضمن هذه الاجراءات تركيب لفات سلك شائك واستخدام خراطيم اطفاء الحرائق والابحار بالسفينة في خط متعرج وزيادة السرعة. لكن اتخاذ هذه الخطوات في المياه النائية قد لا يفيد كثيرا لان القوات البحرية العاملة هناك والتي يمكن أن تنقذهم ضئيلة جدا.
وتنتشر قوات البحرية الاجنبية في الاساس قبالة الساحل الشمالي للصومال في خليج عدن. ومنذ بداية العام تسير قوافل كما أنشأت وتراقب ممر عبور لتمر السفن عبر النقاط التي تكون فيها عرضة للخطر.
وأدت هذه الخطوات ايضا الى ردع القراصنة لكن لا يكون لها أثر الا حيث تتواجد القوات البحرية.
ويقول سايروس مودي المدير في المكتب البحري الدولي في لندن “على النقيض على الساحل الشرقي للصومال ليست هناك جهود بحرية عمليا باستثناء ربما بضع سفن تابعة لبرنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة وربما بضع (سفن) اضافية.”
وقال جون دالبي الرئيس التنفيذي لمؤسسة (ام.ار.ام) التي توفر أفراد الامن للسفن التجارية بالمنطقة انه سيستحيل على القوات البحرية “حراسة النصف الغربي من المحيط الهندي بكامله.”
ويقول ميسون من مركز الغرفة الدولية للشحن “نؤكد للحكومات أننا لا يمكن أن نرى هذه المشكلة وهي تتحول لمسألة معتادة وأن يقبل الناس القرصنة في هذه المنطقة كنمط حياة… بالنسبة لنا هذا غير مقبول. نحن بحاجة الى أن ندعو الحكومات الى قليل من التفكير الجديد حول كيفية التعامل بالفعل مع هذه المشكلة.”
وقال محلل اقليمي طلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع ان القراصنة احرزوا تقدما في استخدام أجهزة نظام تحديد المواقع العالمي التي تساعد في الملاحة وباتوا بارعين في التعامل مع التحديات المتعلقة بالمساعدات الادارية من اعادة تزويد زوارقهم بالوقود والمؤن في المياه النائية.
ويرى المحلل أن القراصنة سيتطلعون الى سفن كبيرة مثل ناقلات النفط لان هذه “وسيلة لضمان فدية اكبر. هناك حافز لمحاولة تقاضي فدية اكبر لان هيكل الاجر قائم على أساس نسب مئوية.”
وقال جيمس بيرنيل نادجينت قائد اسطول البحرية البريطانية السابق لرويترز “القوات البحرية قامت بعمل رائع حيث كانت بمثابة مسكن في تعاملها مع الاعراض. خليج عدن أصبح اكثر امانا مما كان عليه بكثير.”
واستطرد قائلا “لكن الاسباب الجذرية لهذا الخطر الموجودة في البر لم تعالج بعد. نصف القطر البالغ الف ميل (لهجوم الاثنين) علامة تحذيرية لصناعة الملاحة بوجه عام.”
من جوناثان سول ووليام ماكلين

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية