مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الليبيون ينتخبون برلمانا جديدا في اختبار للديمقراطية

مركز اقتراع في العاصمة الليبية طرابلس. تصوير: ستيف كريسب - رويترز reuters_tickers

من أولف ليسينج وأحمد العمامي

طرابلس (رويترز) – بدأ الناخبون الليبيون يوم الاربعاء الادلاء بأصواتهم لانتخاب برلمان جديد في انتخابات يأمل المسؤولون بأن تساهم في انحسار الفوضى التي تجتاح البلاد منذ الاطاحة بمعمر القذافي قبل ثلاثة اعوام.

وانتخابات يوم الاربعاء هي خطوة أخرى في انتقال ليبيا الي الديمقراطية بعد عقود من حكم الفرد لكنها تجرى بينما ينزلق البلد العضو في منظمة اوبك بشكل اعمق في الاضطرابات بعد ان أطلق لواء متقاعد بالجيش حملة ضد اسلاميين متشددين في شرق البلاد.

ومن المتوقع على نطاق واسع ان تكون مشاركة الناخبين أقل من انتخابات عام 2012 بعد ان شددت اللجنة الانتخابية قواعد التسجيل في قوائم الناخبين. وبلغ عدد الناخبين المسجلين في الانتخابات الحالية نحو 1.5 مليون ناخب وهو تقريبا نصف عدد الناخبين في انتخابات يوليو تموز 2012 التي كانت أول انتخابات حرة تشهدها البلاد في أكثر من 40 عاما والذي بلغ 2.8 مليون ناخب.

وتحتاج ليبيا بشدة الى حكومة فاعلة وبرلمان عامل. وهي تحاول بسط سيطرتها على جماعات مدججة بالسلاح وقبائل ساهمت في الاطاحة بالقذافي لكنها تتحدى الان سلطة الدولة وتقيم لنفسها اقطاعيات خاصة بها.

وتعاني ليبيا أيضا من أزمة ميزانية. فقد تسببت موجة من الاحتجاجات قامت بها ميليشيات مسلحة في حقول النفط وموانىء الشحن في خفض انتاجها من النفط بدرجة كبيرة وهو شريان الحياة بالنسبة للدول العضو في اوبك.

ويأمل شركاء ليبيا في الغرب ان تساعد الانتخابات على اعادة بناء دولة قادرة على البقاء. وهناك حاجة لانهاء الخلافات بين المناطق الغربية التي ميزها القذافي والمناطق الشرقية المهملة حيث يطالب كثيرون بحكم ذاتي ونصيب أكبر من الثروة الوطنية النفطية.

وتخشى قوى غربية أيضا من تفاقم الصراع بين الميليشيات والقبائل. اما جيش ليبيا الذي تشكل حديثا فلا يزال في مرحلة تدريب ولا يضاهي المقاتلين الذين تمرسوا خلال الانتفاضة ضد القذافي التي استمرت ثمانية اشهر.

وفي دولة بها عدد من مراكز القوى ينافس الاخوان المسلمون الذين توجد معاقلهم في المدن الساحلية الغربية المناطق القبلية في الغرب والشرق للسيطرة على ليبيا.

ويخشى كثير من الليبيين ان الانتخابات ستنتج جمعية نيابية اخرى مؤقتة. ولم تنته لجنة خاصة لصياغة دستور جديد للبلاد من عملها وهو ما يترك اسئلة بشان نوع النظام السياسي الذي ستتبناه ليبيا في نهاية المطاف.

وشددت السلطات الانتخابية قواعد التسجيل بان ألزمت الناخبين باظهار بطاقة رقم قومي للتعريف. وكثيرون من الليبيين ليس لديهم مثل هذه الوثائق نظرا لأن المخاوف الامنية والفوضى السياسية تعرقل الخدمات الاساسية للدولة.

وحرصا على تجنب المزيد من المشاحنات السياسية بين الاحزاب التي أدت الى أزمة بسبب رئيسي وزراء متنافسين في مايو ايار كان على المرشحين خوض الانتخابات كمستقلين لا كممثلين للاحزاب.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة صباحا وكان عدد الناخبين المصطفين أمامها قليلا.

وتأمين مراكز الاقتراع في بنغازي واجزاء اخرى في شرق البلاد ربما يشكل تحديا مع وقوع اشتباكات شبه يومية بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومتشددين اسلاميين يسعى الي طردهم من المدينة. وكان حفتر قد اعلن انه سيلتزم بوقف اطلاق النار يوم الانتخابات.

وفي طرابلس أدلى علي زيدان رئيس الوزراء السابق بصوته بعد ان عاد من أوروبا التي سافر اليها حين أقاله البرلمان في مارس.

وقال زيدان لرويترز انه يأمل ان تحقق الانتخابات الاهداف المرجوة منها وان يبدأ مجلس النواب بداية جديدة مختلفة عن الماضي.

وسيتألف البرلمان الجديد ايضا من 200 مقعد لكنه سيعرف باسم مجلس النواب ليحل محل المؤتمر الوطني العام الحالي الذي يرى كثيرون من الليبيين انه يتحمل جانبا من المسؤولية عن المأزق الذي وصلت اليه البلاد.

وجرى تخصيص 32 مقعدا في البرلمان الجديد للمرأة.

وينافس حوالي 1600 مرشح في الانتخابات وهو رقم يقل حوالي ألف عن عدد المرشحين في الانتخابات البرلمانية السابقة. وعلق بعض المرشحين لافتات في الشوارع او نشروا برامجهم في مواقع للتواصل الاجتماعي لكن بالنظر الي الفترة الزمنية القصيرة منذ الاعلان عن الانتخابات فانه لا توجد حملة انتخابية حقيقية.

وستتسم الانتخابات ايضا بمقاطعة من الامازيغ وهي أقلية تطالب بدور أكبر في اللجنة التى تتولى صياغة الدستور الجديد.

(اعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية