مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ايران تهدد بريطانيا وأمريكا بعد هجوم على الحرس الثوري

طهران (رويترز) – توعد قائد الحرس الثوري في ايران يوم الاثنين بالرد على الولايات المتحدة وبريطانيا بعد أن اتهمهما بدعم مرتكبي تفجير انتحاري أسفر عن مقتل ستة من قادة الحرس الثوري.
وتقول وسائل اعلام ايرانية ان جماعة جند الله السنية أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في اقليم سستان وبلوخستان يوم الاحد وأسفر عن سقوط 42 قتيلا.
ويهدد الهجوم بأن يلقي بظلاله على المحادثات بين ايران وقوى عالمية في فيينا يوم الاثنين بهدف انهاء مواجهة مع الغرب بشأن طموحات ايران النووية.
وذكرت وكالة الطلبة الايرانية للانباء أن محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري قال ان مسؤولي الامن الايرانيين قدموا وثائق تشير الى “صلات مباشرة” بين جند الله وأجهزة استخبارات أمريكية وبريطانية و”للاسف” باكستانية.
وتقول جماعة جند الله التي يتزعمها عبد الملك ريجي والتي ألقي عليها باللوم في هجمات كثيرة منذ عام 2005 في الاقليم الصحراوي المتاخم لباكستان انها تحارب الحكومة لانهاء التمييز ضد السنة.
وقال جعفري “ما من شك في أن هذا الشخص نفسه وخططه تقع تحت مظلة وحماية هذه الاجهزة” الامريكية والبريطانية والباكستانية.
ونقل التلفزيون الايراني عن الجنرال محمد باكبور قائد القوات البرية للحرس الثوري قوله “ان قاعدة الارهابيين والمتمردين لا توجد في ايران بل تدربهم أمريكا وبريطانيا في بعض الدول المجاورة.”
وأدانت كل من الولايات المتحدة وباكستان وبريطانيا الهجوم وهو أعنف هجوم يقع في ايران منذ الحرب العراقية الايرانية التي دارت من عام 1980 الى عام 1988 ونفت الدول الثلاث تورطها.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية “نرفض بأشد العبارات أي تأكيد على أن هذا الهجوم له علاقة ببريطانيا … الارهاب مقيت في أي مكان وجد فيه.”
وأدى تفجير لمسجد في زاهدان عاصمة سستان وبلوخستان والذي تردد أيضا أن جند الله أعلنت مسؤوليتها عنه الى سقوط 25 قتيلا في مايو ايار.
والاقليم الصحراوي الذي يعاني نقصا في التنمية وتسكنه أغلبية من السنة متاخم لكل من باكستان وأفغانستان وشهد مرارا اشتباكات بين قوات الامن ومسلحين من السنة البلوخ ومهربي المخدرات المدججين بالسلاح.
وقالت هيئة الاذاعة والتلفزيون الايرانية ان من بين ضحايا التفجير الذي وقع في مدينة سرباز موظفان في الهيئة وعدد من شيوخ القبائل الذين كان من المقرر أن يعقدوا اجتماعا مع الحرس الثوري لتشجيع الوحدة بين السنة والشيعة. وقال الحرس الثوري ان الهجوم استهدف اشعال فتنة طائفية.
وتسبب الهجوم في توترات بين ايران والقوى الكبرى قبل المحادثات النووية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
وكان من المفترض طرح اقتراح بأن ترسل ايران يورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج لمزيد من التخصيب حتى يستخدم في مفاعل ينتج نظائر طبية.
وقال علي شيرزاديان المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الايرانية يوم الاثنين ان طهران ستمضي في عمليات التخصيب المكملة بنفسها اذا لم يتم التوصل لاتفاق في محادثاتها مع روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.
ويقول محللون ان المحافظين ربما يستغلون حادث التفجير الذي وقع يوم الاحد كمبرر لاتخاذ اجراءات قمعية ضد المعارضين الاصلاحيين للرئيس محمود أحمدي نجاد الذي أشعلت اعادة انتخابه في يونيو حزيران احتجاجات هائلة من المعارضة.
وقام الحرس الثوري بدور رئيسي في قمع احتجاجات الشوارع بعد الانتخابات.
وقال المكتب الصحفي للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف انه عرض تعاون روسيا في مكافحة الارهاب والتطرف في خطاب الى أحمدي نجاد.
وكتب يقول “نحن مستعدون للتعاون مع ايران في مكافحة تلك التهديدات.”
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان أحمدي نجاد حث الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري في مكالمة هاتفية على المساعدة في التوصل الى مرتكبي الهجوم.
وصرح عبد الباسط المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية لصحفية ديلي تايمز “باكستان لا تتورط في أنشطة ارهابية … اننا نناضل لاستئصال هذا الخطر.”
ودعمت باكستان جماعات سنية في الماضي خاصة في أفغانستان.
واتسمت العلاقات بين ايران وباكستان بالود بصفة عامة في السنوات الاخيرة ويتعاون البلدان المجاوران في خطط لمد خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي. لكن ايران قالت في الماضي ان أفرادا من جند الله يعملون انطلاقا من أراضي باكستان.
(شارك في التغطية هاشم كالانتاري وباريسا حافظي في طهران وأوجوستين انتوني في اسلام اباد)
من فريدريك دال وحسين جاسب

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية