مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ايطاليا تدين ضباط مخابرات أمريكيين سابقين في قضية نقل سجناء

ميلانو/روما (رويترز) – أمر قاض ايطالي بحبس 23 ضابطا سابقا في المخابرات المركزية الامريكية لمدد تصل الى ثمانية أعوام يوم الاربعاء بسبب خطف رجل دين مُسلم في إدانة رمزية لرحلات جوية للمخابرات المركزية الامريكية استخدمتها الحكومة الامريكية السابقة لنقل سجناء بصورة غير قانونية.
وصدرت الاحكام بحق الامريكيين جميعا غيابيا بهد أن رفضت الولايات المتحدة تسليمهم لكن الحكم وهو الأول من نوعه لاقى ترحيبا من المدافعين عن حقوق الانسان الذين اشتكوا منذ فترة طويلة من أن سياسة نقل السجناء تنتهك حقوق الانسان الاساسية.
وقال المدعي الايطالي ارماندو سباتارو “هذا الحكم يوجه رسالة واضحة لجميع الحكومات بأنه حتى في الحرب ضد الارهاب لا يمكنكم التخلي عن الحقوق الاساسية لنظمنا الديمقراطية.”
وأصدر القاضي أوسكار ماجي الاحكام في قضية خطف رجل الدين المصري المولد حسن مصطفى أسامة نصر الذي خطف من شارع في ميلانو في عام 2003 ونقل الى مصر لاستجوابه.
وصدرت أكبر عقوبة ضد رئيس مكتب وكالة المخابرات المركزية السابق في ميلانو روبرت سيلدون لادي حيث حكم عليه بالسجن ثمانية أعوام وحكم على 21 آخرين من الضباط السابقين بالوكالة بالسجن خمسة أعوام لكل منهم. كما حكم بالسجن خمسة أعوام أيضا على اللفتنانت كولونيل جوزيف رومانو بالقوات الجوية الامريكية.
وعبرت وزارة الخارجية الامريكية عن “خيبة أملها” بشأن الاحكام. وقال ايان كيلي المتحدث باسم الوزارة “اننا نشعر بخيبة أمل ازاء الاحكام التي صدرت ضد أمريكيين وايطاليين وجه اليهم الاتهام في ميلانو لتورطهم المزعوم في قضية شملت رجل الدين المصري أبو عمر.”
وأسقط ماجي التهم عن ثلاثة متهمين أمريكيين آخرين من بينهم رئيس سابق لمكتب وكالة المخابرات المركزية في روما لتمتعه بحصانة دبلوماسية.
كما أسقط الحكم عن خمسة متهمين ايطاليين من بينهم نيكولو بولاري الرئيس السابق لجهاز المخابرات العسكرية الايطالي (سيسمي) لان الادلة المقدمة ضدهم تنتهك قوانين حماية أسرار الدولة.
لكن القاضي أصدر أحكاما بالسجن ثلاثة أعوام على ضابطين آخرين من رتبة أدنى في جهاز سيسمي لتواطؤهما مما يشير الى أن السلطات الايطالية كانت على علم بالخطف.
وقضى بأن يدفع هؤلاء الذين عوقبوا بالسجن تعويضا قدره مليون يورو لنصر المشهور بأبو عمر و500 ألف يورو لزوجته.
وكان أبو عمر يخضع لمراقبة الشرطة الايطالية حين خطف للاشتباه في أنه يجند مسلحين للعراق ونقل سرا جوا من قاعدة افيانو الامريكية في شمال شرق ايطاليا عن طريق قاعدة رامشتاين في ألمانيا الى مصر حيث يقول انه تعرض للتعذيب واحتجز دون اتهام حتى عام 2007 .
وقال أبو عمر لمنظمة هيومان رايتس ووتش (مراقبة حقوق الانسان) “علقت كما تعلق الشاة المذبوحة وتعرضت للصعق بالكهرباء.”
وهذه أول قضية من نوعها تتحدى سياسة نقل السجناء بطرق غير عادية في عهد ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش حيث اعتقل أشخاص يشتبه في صلتهم بالارهاب في دولة ونقلوا لاستجوابهم في دولة ثالثة تستخدم اساليب أكثر قسوة في الاستجواب.
وكانت المحاكمة التي بدأت في عام 2007 اختبارا للعلاقات الامريكية الايطالية. وتحركت ببطء لان الحكومات الايطالية المتعاقبة بما في ذلك حكومة سيلفيو برلسكوني المحافظة رفضت المطالبة بتسليم المتهمين الامريكيين.
وقالت جوديث ساندرلاند من هيومان رايتس ووتش “من الواضح أن هذا حكم تاريخي… انها شهادة حقيقية على اصرار مكتب الادعاء في ميلانو على المضي قدما في هذه القضية.”
ولم تعترف واشنطن قط بنقل أي سجناء من ايطاليا جوا. وما زال الجدل يدور هناك حول مسألة اللجوء الى أساليب قاسية في استجواب أشخاص يشتبه في صلتهم بالارهاب محتجزين في سجون أمريكية وما اذا كان ينبغي محاكمة المسؤولين عن ذلك.
ونفلت صحيفة “ال جورنال” الايطالية المملوكة لعائلة برلسكوني في يونيو حزيران الماضي عن لادي قوله “بالطبع كانت عملية غير قانونية. لكنه عملنا. نحن في حرب ضد الارهاب.”
(شارك في التغطية ايمليو بارودي في ميلانو)
من مانويلا دالساندرو ودانييل فلين

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية