مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بدء وقف اطلاق نار مدته 72 ساعة في غزة

وزير الخارجية الامريكي جون كيري في الهند يوم الجمعة. تصوير: لوكاس جاكسون - رويترز reuters_tickers

من نضال المغربي

غزة/القدس (رويترز) – بدأ وقف لاطلاق النار مدته 72 ساعة بين إسرائيل ونشطاء فلسطينيين في قطاع غزة سريانه صباح يوم الجمعة على أن يسافر المفاوضون الى مصر في مسعى للتوصل إلى حل طويل الأجل.

لكن بعد نحو ساعتين من بدء الهدنة قال مصور لرويترز ووزارة الداخلية الفلسطينية إن الدبابات الاسرائيلية فتحت النيران في منطقة رفح جنوب قطاع غزة وذكرت وسائل إعلام تابعة لحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) أن أربعة أشخاص قتلوا.

ولم يدل الجيش الاسرائيلي بأي تعليق فوري.

والهدنة التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في بيان مشترك هي المحاولة الأكثر طموحا لانهاء القتال المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بعد تصاعد القلق الدولي من ارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين.

وقال البيان “هذه الهدنة مهمة لمنح المدنيين الأبرياء وقفة من اعمال العنف تشتد حاجتهم اليها.”

وبعد بدء سريان الهدنة بدأت شوارع غزة تعج بالعائلات الفلسطينية العائدة إلى منازلها التي فرت منها خلال القتال الشرس الذي دمر آلاف المنازل او ألحق الأضرار بها.

وفي اسرائيل صمتت صفارات الانذار التي كانت تدفع الآلاف راكضين إلى الملاجئ كل يوم.

وقال أشرف زايد (38 عاما) وهو أب لأربعة اولاد “سنعود إلى بيت لاهيا (شمال قطاع غزة)… نتمنى أن تصبح الهدنة دائمة وألا نضطر إلى العودة إلى ملاجئ الأمم المتحدة.”

وبدأت إسرائيل حملتها البحرية والجوية في الثامن من يوليو تموز على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس ردا على تصاعد اطلاق الصواريخ عبر الحدود من القطاع. ولاحقا دخلت الدبابات والقوات البرية الاسرائيلية إلى القطاع الذي يسكنه 1.8 مليون نسمة في 17 يوليو.

وقال المسؤولون في غزة إن العمليات العسكرية الاسرائيلية أدت الى مقتل 1459 فلسطينيا على الأقل معظمهم مدنيون كما أصيب نحو 7000. وعلى الجانب الاسرائيلي قتل في الاشتباكات 61 جنديا اسرائيليا وأصيب أكثر من 400 كما قتل ثلاثة مدنيين في القصف الصاروخي الفلسطيني لاسرائيل.

وفي مقابل دعم قوي داخل اسرائيل للحملة على غزة واجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغطا خارجيا مكثفا لسحب قواته من القطاع.

وتزايدت الدعوات الدولية لوضع حد لسفك الدماء بعد ان قتل قصف إسرائيلي يوم الأربعاء 15 شخصا كانوا يحتمون بمدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مخيم جباليا.

وأبقت الهدنة على القوات الاسرائيلية في مواقعها في قطاع غزة. وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي إن العمليات مستمرة لتدمير شبكة انفاق استخدمتها حماس في تهديد بلدات وقواعد عسكرية في جنوب اسرائيل.

وأضافت “نقوم بما يجب لتحييد(شبكة الانفاق).”

وانجاز هذه المهمة – بعد إعلان الجيش الاسرائيلي الخميس أن استهداف الأنفاق يمكن أن ينتهي في غضون أيام قليلة- يمكن أن يفتح الباب امام اسرائيل لتعلن أنها حققت الهدف الرئيسي من عمليتها العسكرية البرية وتسحب قواتها من غزة.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية “نعتقد أن الاسرائيليين سيوضحون للأمم المتحدة حدودهم بشكل تقريبي بينما سيستمرون في تدمير الانفاق التي تشكل خطرا على الاراضي الاسرائيلية… ما دامت هذه الانفاق موجودة على الجانب الاسرائيلي من الحدود.”

وتسعى حماس – التي تواجه عزلة في العالم العربي الذي يعتريه القلق بشأن صعود قوة المجموعات الإسلامية المتشددة المسلحة- إلى وضع حد للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. كما تريد من مصر تخفيف القيود التي تفرضها على معبر رفح مع قطاع غزة بعد أن عزل الجيش المصري الرئيس الإسلامي محمد مرسي العام الماضي.

ورفضت اسرائيل قبول فك الحصار عن حدود قطاع غزة بموجب أي اتفاق لوقف التصعيد العسكري ما لم يتم ضمان نزع سلاح حماس.

وقال مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية يصحب كيري في زيارة للهند إن مساعد وزير الخارجية بيل بيرنز سيصل إلى القاهرة غدا السبت مضيفا أن فرانك لونشتاين القائم بأعمال المبعوث الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط ونائب المستشار القانوني في وزارة الخارجية الأمريكية جوناثان شوارتز سيصلان اليوم الجمعة.

وعبر المسؤول عن اعتقاده بأن الفلسطينيين سيصلون إلى العاصمة المصرية يوم الجمعة في حين سيصل المسؤولون الإسرائيليون يوم السبت.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن الوفد الفلسطيني سيتألف من حماس وحركة فتح التي يساندها الغرب وجماعة الجهاد الإسلامي وعدد من الفصائل الأصغر.

لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن ممثلين عن إسرائيل والولايات المتحدة لن يجلسوا مع حماس على مائدة المحادثات.

وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل حماس جماعة ارهابية.

وقالت متحدثة عسكرية اسرائيلية إنه قبل ساعة من بدء الهدنة أطلق نشطون فلسطينيون 11 صاروخا على اسرائيل وان نظام القبة الحديدية الدفاعي اعترض أحد هذه الصواريخ.

وقال مسؤولون في المستشفيات ان الغارات الاسرائيلية قتلت 14 فلسطينيا في غزة من بينهم ثمانية من اسرة واحدة. وفي وقت سابق تسببت صواريخ حماس في اطلاق صافرات الانذار في تل ابيب وتم اعتراض أحدها.

وأعلن الجيش الاسرائيلي ان خمسة من جنوده قتلوا مساء الخميس بقذيفة مورتر.

وكانت المساعي الدولية التي بذلت من قبل أقل نجاحا وتوصلت الى فترات تهدئة قصيرة كان بعضها ينهار على الفور.

وقال جيفري فيلتمان منسق الشؤون السياسية في الأمم المتحدة ان التوصل إلى الهدنة تطلب جهدا دبلوماسيا هائلا.

وقال فيلتمان لشبكة تلفزيون سي.ان.ان “المصريون لعبوا دورا مهما والقطريون لعبوا دورا اساسيا في التقريب بين الأطراف وكان الأتراك على اتصال مع جميع الأطراف. كان هذا جهدا جماعيا.”وقال كيري للصحفيين في نيودلهي إن على أطراف النزاع أن تدرك ضرورة التوصل إلى طريقة لمعالجة مخاوف اسرائيل الامنية وضمان عيش سكان غزة في أمان وكرامة.

وقال كيري “كل الأطراف المعنية بهذا لها مطالب قوية ورؤى قوية بشأن ما يجب أن يكون عليه المستقبل. ويجب أن يكون بمقدور إسرائيل أن تعيش في سلام وأمن بدون هجمات إرهابية وصواريخ وأنفاق وانطلاق صفارات الإنذار.”

واضاف قوله “ويجب أن يكون بمقدور الفلسطينيين أن يعيشوا وينعموا بفرصة تعليم أطفالهم والانتقال بحرية والمشاركة مع بقية العالم وأن يحيوا حياة مختلفة عن تلك التي عانوا منها طويلا.”

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية