مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

برلمان ليبي ثان يختار رئيسا آخر للوزراء مع انتشار الفوضى

مقر رئاسة الوزراء في ليبيا من الخارج بالعاصمة طرابلس يوم 13 ابريل نيسان 2014. تصوير: اسماعيل زيتوني - رويترز reuters_tickers

من فراس بوسلوم وأولف ليسينج

بنغازي (ليبيا) (رويترز) – عاود البرلمان الليبي الذي تم تغييره في انتخابات في يونيو حزيران الانعقاد يوم الاثنين واختار نائبا مدعوما من الاسلاميين كرئيس للوزراء ليصبح في البلد الذي تدب فيه الفوضى زعيمان متنافسان وبرلمانان تدعم كل منهما فصائل مسلحة.

ومع تصاعد الاضطراب اليساسي قال مسؤولون أمريكيون إن مصر والإمارات شنتا سلسلتين من الغارات الجوية الأسبوع المنصرم على الفصائل الإسلامية المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس.

وفي وقت سابق ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن حليفتي الولايات المتحدة تصرفتا دون استشارة واشنطن وأن المسؤولين المصريين أبلغوا دبلوماسيين أمريكيين أن القاهرة لم تشارك في الأمر.

ونفت مصر شن الضربات الجوية أو القيام بعمليات عسكرية أخرى في ليبيا.

وكان المقصود بالانتخابات وضع حد لواقعة تنافس أخرى بين رئيسي وزراء في مايو ايار والسماح ببناء الدولة لمحاولة قمع العنف الذي تفشى على مدى ثلاث سنوات منذ الاطاحة بمعمر القذافي في 2011.

لكن البرلمان السابق (المؤتمر الوطني العام) والذي يحظى الاسلاميون بصوت قوي فيه رفض الاعتراف بشرعية البرلمان الجديد (مجلس النواب) الذي يسيطر عليه الليبراليون ومؤيدو النظام الاتحادي.

وعاود المؤتمر الوطني العام الانعقاد بعدما طردت فصائل مسلحة من مدينة مصراتة الواقعة شرقي طرابلس فصيلا منافسا من مدينة الزنتان الغربية إلى خارج المطار الرئيسي في العاصمة يوم السبت بعد شهر من القتال الذي عبر عن الانقسامات العميقة في البلاد.

وقاتل ابناء الزنتان ومصراتة جنبا الى جنب في 2011 للاطاحة بالقذافي لكن دب النزاع بينهما بسبب التنافس على السلطة واستغلال الموارد النفطية لليبيا.

ودعت الكتيبة التي تقودها مصراتة وتدعمها ميليشيا اسلامية تسمى عملية فجر ليبيا المؤتمر الوطني العام الى استئناف العمل. وعارض فصيل الزنتان المجلس التشريعي القديم في حين يشعر كثيرون في مصراتة أن البرلمان الجديد لا يمثل الاغلبية.

وقال المتحدث عمر حميدان إن المؤتمر الوطني العام الذي اجتمع في العاصمة طرابلس انتخب عمر الحاسي زعيما جديدا له.

وكان الحاسي حاول ان يصبح رئيسا للوزراء في ابريل نيسان بدعم من اسلاميين ومستقلين في البرلمان القديم.

ويجتمع مجلس النواب في مدينة طبرق الشرقية بعيدا عن الاشتباكات المتواصلة في طرابلس وبنغازي.

وأدان رئيس الوزراء عبد الله الثني قرار المؤتمر الوطني العام تعيين رئيس للوزراء باعتبار انه غير صحيح. وقال في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون إن مجلس النواب هو الهيئة الشرعية الوحيدة في ليبيا.

* دعوة للمساعدة

وناشدت ليبيا في وقت سابق المجتمع الدولي المساعدة في حماية حقولها النفطية والمطارات وغيرها من اصول الدولة لأنها أضعف من أن يمكنها وقف الجماعات المسلحة.

وقال السفير محمد جبريل على هامش اجتماع لجيران ليبيا في القاهرة إنه توجد اشكال للتدخل الدولي المحتمل خاصة أن ليبيا غير قادرة على حماية مؤسساتها ومطاراتها ومواردها الطبيعية وخاصة حقول النفط.

لكن في رد فعل فاتر اتفق جيران ليبيا على عدم التدخل في الشؤون الداخلية ودعوا بدلا من ذلك الى حوار وطني وهو نهج جربته الأمم المتحدة بالفعل دون نجاح.

وخلال مطلع الأسبوع قال سكان إن طائرات حربية مجهولة قصفت مواقع في العاصمة الليبية التي باتت أحدث ساحة لأسوأ قتال في ليبيا منذ الاطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة عام 2011. ووقعت هجمات أيضا على مواقع لإسلاميين يوم الاثنين الماضي.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين قولهم ان مصر وفرت قواعد لإطلاق الضربات في حين أن الطيارين والطائرات الحربية وطائرات التزود بالوقود كانت من الإمارات العربية المتحدة.

وشكك المندوب الليبي لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي في ضلوع مصر والإمارات العربية المتحدة في شن الهجمات وقال لرويترز في نيويورك “لا اصدق ذلك.”

وأضاف الدباشي “ليست لديهم القدرة حتى من الناحية التقنية وستكون المسألة أيضا حساسة جدا بالنسبة لهم سياسيا.” ورفض الدباشي التكهن بهوية من قد يكون وراء الضربات الجوية.

وخلال افادة صحفية معتادة في واشنطن رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي التعليق على التقرير.

وفي بيان مشترك يوم الاثنين حذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون من ان التدخل الخارجي في ليبيا سيفاقم الانقسامات ويقوض التحول الديمقراطي في البلاد.

وقالت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا في بيان اصدرته وزارة الخارجية الأمريكية “نعتقد أن التدخل الخارجي في ليبيا يفاقم الانقسامات الحالية ويقوض التحول الديمقراطي في ليبيا.”

وكرروا دعوات سابقة بأن “تقبل كل الأطراف في ليبيا وقف إطلاق النار فورا والدخول بشكل بناء في العملية الديمقراطية.”

وتخشى القوى الغربية أن تتحول ليبيا إلى دولة فاشلة أو أن تندلع حرب أهلية لأن الحكومة غير قادرة على السيطرة على الجماعات المسلحة في بلد يعج بالأسلحة الثقيلة.

وجاء نداء ليبيا للحصول على مساعدة خارجية مع استخدام مهاجمين مجهولين صواريخ جراد لمهاجمة مطار الأبرق في شرق البلاد حسبما افاد مدير المطار ابو بكر العبيدي. وما زال المطار يعمل.

وأصبح مطار الأبرق الواقع شرقي بنغازي بوابة حيوية إلى ليبيا منذ أن ألغت مصر وتونس جميع الرحلات تقريبا إلى العاصمة طرابلس وغرب ليبيا الأسبوع الماضي لأسباب أمنية.

وقال مسؤولون ليبيون ان شركة الخطوط الجوية التونسية علقت رحلاتها الى الأبرق وطبرق في شرق ليبيا يوم الاحد. وكانت واحدة من آخر شركات الطيران الاجنبية التي ظلت تسير رحلات إلى ليبيا بعد أن حولت ميليشيات متناحرة مطار طرابلس إلى ساحة قتال الشهر الماضي.

وأغلق مطار بنغازي في مايو ايار منذ ان شن ضابط سابق حملة على الاسلاميين في المدينة الواقعة في شرق البلاد.

(إعداد وتحرير محمد اليماني للنشرة العربية)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية