مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تزايد الضغوط للتوصل الى تهدئة في حرب غزة المستمرة منذ اسبوع

فلسطينيون مجتمعين حول اطلال منزل بعد ما قالت الشرطة إنه ضربة جوية اسرائيلية على رفح بقطاع غزة يوم الاثنين. تصوير: ابراهيم ابو مصطفى - رويترز. reuters_tickers

من نضال المغربي جيفري هيلر

غزة/القدس (رويترز) – استأنف المقاتلون الفلسطينيون الهجمات الصاروخية على تل أبيب يوم الاثنين بعد هدوء دام 24 ساعة في الضربات التي تستهدف العاصمة التجارية الإسرائيلية في حين واصلت إسرائيل قصفها الجوي والبحري على قطاع غزة رغم تنامي الضغوط للتوصل إلى هدنة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط طائرة بدون طيار مصدرها قطاع غزة.

وهذه هي المرة الأولى التي يسجل فيها استخدام المقاتلين الفلسطينيين لطائرة بدون طيار.

وسيمثل استخدام طائرة بدون طيار تقدما في مستوى التسلح في ترسانة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رغم انه لم يتضح على الفور ما اذا كانت الطائرة تحمل متفجرات.

وتمكن النظام الإٍسرائيلي المضاد للصواريخ والمعروف باسم القبة الحديدية من اعتراض الصواريخ التي تطلق من غزة بشكل منتظم لكن نحو ستة إسرائيليين أصيبوا منذ بدء العمليات قبل اسبوع. ويقول مسؤولو الصحة في قطاع غزة إن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت 170 فلسطينيا معظمهم من المدنيين.

ومع تزايد النداءات الدولية للتوصل إلى وقف لاطلاق النار ذكرت وسائل الإعلام المصرية أن من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى القاهرة يوم الثلاثاء لاجراء محادثات حول الوضع في غزة. ولم يرد على الفور أي تأكيد أمريكي للنبأ.

وقال الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين إنه على اتصال “بكل الأطراف في المنطقة” للضغط من أجل وقف فوري للعمليات العسكرية التي توصف بأنها أسوأ اعمال عنف بين الجانبين منذ ما يقرب من عامين.

وأشار عضوان من الحكومة الإسرائيلية المصغيرة المعنية بالشؤون الأمنية إلى انه ربما تكون هناك هدنة قيد الإعداد. وقال وزير الاتصالات جلعاد اردان عندما سئل عن زيارة كيري المحتملة للقاهرة “هناك اتصالات طوال الوقت.”

وقال وزير الاقتصاد اليميني نفتالي بينيت في تصريحات في القناة الثانية التلفزيونية “كل الخيارات مطروحة” لكنه قال إن التقال قد يتواصل ايضا.

وتفجر العنف بعد مقتل ثلاثة طلاب يهود وقتل صبي فلسطيني انتقاما لهم. وقال مسؤولون إسرائيليون يوم الاثنين إن ثلاثة أشخاص اعتقلوا فيما يتعلق بقتل الصبي الفلسطيني وانهم اعترفوا بحرقه حيا. وينظر إلى مصر وقطر على انهما وسيطان محتملان لكن جهود السلام تعقدت نتيجة رفض حماس قبول مجرد “التهدئة من أجل التهدئة” بحيث يوقف الجانبان إطلاق النار وتطالب بشروط أوسع نطاقا تشمل الافراج عن سجناء وانهاء الحصار الإسرائيلي لغزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته وزوارقه الحربية هاجمت عشرات الأهداف في قطاع غزة وإن المقاتلين الفلسطينيين أطلقوا أكثر من 20 صاروخا على إسرائيل مما أدى إلى إصابة صبي بجروح طفيفة في بلدة اسدود حيث تضرر أحد المنازل وإصابة فتاتين 11 و13 عاما قرب بئر السبع.

وقال مسؤولون في القطاع الصحي الفلسطيني إن 20 شخصا على الأقل جرحوا في غزة.

لكن إسرائيل لم تنفذ تهديدها بتصعيد الهجمات على مواقع إطلاق الصواريخ التي قالت انها مخبأة بين منازل المدنيين في بلدة بيت لاهيا وحثت السكان هناك على المغادرة.

وقالت وكالة مساعدات تابعة للأمم المتحدة إن نحو ربع سكان بيت لاهيا البالغ عددهم 70 ألف نسمة فروا.

وشهدت تل أبيب هدنة نادرة في الضربات الصاروخية الصباحية لكنها استؤنفت خلال ساعة الذروة المسائية وتصدى لها نظام القبة الحديدية. وقالت الشرطة انه لم تقع إصابات أو قتلى.

وقالت حركة حماس التي تدير قطاع غزة إن جناحها العسكري أرسل عددا من الطائرات بلا طيار لتنفيذ مهمات خاصة في عمق إسرائيل.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الطائرة بدون طيار أسقطت بالقرب من ميناء اسدود بصاروخ باتريوت الأمريكي الصنع.

وتحاول القوات الإسرائيلية جمع حطام الطائرة في المنطقة التي سقطت بها على بعد 25 كيلومترا شمال قطاع غزة وتحديد ما إذا كانت تحمل متفجرات.

وأخمدت هدنة توسطت فيها مصر آخر مواجهة كبيرة في غزة عام 2012 وقال بيان مصري رسمي إن الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أبلغ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اتصال هاتفي بأن مصر هي الطرف الأكثر مصداقية القادر على اقناع الجانبين بالتوقف عن القتال.

لكن حكومة القاهرة على خلاف مع حركة حماس مما يعقد جهود الوساطة مع الحركة التابعة لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة حاليا في مصر.

وسئل المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي عما اذا كانت مصر تقوم بجهود وساطة فاكتفى بالقول بأن مصر على اتصال وثيق مع الإسرائيليين وجميع الفصائل الفلسطينية بالاضافة إلى دول في المنطقة وخارجها.

وقال انه لا يريد التكهن بما اذا كانت تلك الجهود ستدفع إسرائيل وحماس إلى التوصل إلى تهدئة.

وقال عضو بالمكتب السياسي لحماس إن كيري اتصل بوزير خارجية قطر هذا الاسبوع وطلب منه التوسط مع الحركة الفلسطينية. لكن مصدرا بالحكومة القطرية قال إن حماس تضع شروطا غير واقعية للهدنة.

وقال عزت الرشق أحد زعماء حماس اثناء تواجده في الدوحة إن قطر هي الطرف الوحيد الذي تواصل معهم. وأضاف انه لا يستطيع ان يصف ذلك بالوساطة قائلا ان هذا امر سابق لأوانه وان القطريين فتحوا فقط خط اتصال مع حماس من دون وجود اي خطة واضحة حول طبيعة الوساطة.

وقالت مصادر فلسطينية في القاهرة إنها تنوي تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي عبر الجامعة العربية يطالب بوقف اطلاق النار على الفور.

وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي اردان للقناة الثانية إن إسرائيل ترغب في “تهدئة على الأمد الطويل وتغيير حقيقي يتمثل في توجيه ضربة كبيرة قدر الامكان لحماس والبنية التحتية للإرهاب.”

وأضاف “لا نستبعد حدوث هذا إلى جانب التوصل إلى حل دبلوماسي.”

وقال مركز الميزان الفلسطيني لحقوق الانسان ومقره غزة إن 869 منزلا إما دمرت أو لحقت بها اضرار في الهجمات الإسرائيلية خلال الأسبوع المنصرم.

وقال زعماء حماس إن وقف اطلاق النار يجب ان يشمل انهاء الحصار الإسرائيلي على غزة وإعادة الالتزام باتفاق تهدئة عام 2012.

وتريد حماس علاوة على ذلك ان تخفف مصر القيود التي فرضتها على معبر رفح مع قطاع غزة منذ أن أعلن الجيش عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو تموز الماضي.

وقال زعماء حماس إن على إسرائيل الإفراج عن مئات الفلسطينيين الذين اعتقلتهم في الضفة الغربية الشهر الماضي أثناء البحث عن ثلاثة طلاب معهد ديني يهودي قالت إن حماس خطفتهم.

ولم تؤكد حماس أو تنف مسؤوليتها.

وفي اعمال عنف قرب الحدود السورية انطلق صاروخ على مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا عام 1967 وضمتها اليها بعد ذلك . وتسبب الصاروخ في اندلاع النيران دون وقوع اصابات.

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية