مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حديث قصير بين مبعوثي إيران واسرائيل خلال مؤتمر في القاهرة

القدس (رويترز) – قال مسؤول اسرائيلي يوم الخميس ان حديثا قصيرا غير مسبوق جرى بين مبعوثي اسرائيل وإيران النووين خلال مؤتمر مُغلق لنزع سلاح الشرق الأوسط عُقد في مصر الشهر الماضي.
وشاركت اسرائيل وايران في مؤتمر اللجنة الدولية لمنع الانتشار النووي ونزع السلاح الذي عُقد يومي 29 و30 سبتمبر أيلول في القاهرة. وقال موقع اللجنة على شبكة الانترنت ان المؤتمر منتدى غير رسمي أسسته الحكومتان الاسترالية واليابانية.
وقال مسؤول اسرائيلي على دراية بالمحادثات ان المبعوث الايراني علي أصغر سلطانية سأل نظيرته الاسرائيلية ميراف زافاري- اوديز أثناء المؤتمر عن القدرات النووية لبلادها.
وتابع “قدمت إجاباتها ثم وجه الوفد الاسرائيلي سؤالا في نفس السياق للايرانيين وحصل على جواب.” وأضاف أن الحديث جرى في جلسة علنية وأن الجانبين لم يعقدا اجتماعات خاصة.
ويثير رفض ايران القديم الاعتراف باسرائيل مخاوف عالمية من مشروع نووي ايراني تصر طهران على أنه سلمي لكن الاسرائيليين يرون فيه تهديدا لوجودهم. ويعتقد ان اسرائيل تملك الترسانة الذرية الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط.
ولا تناقش اسرائيل قدراتها النووية بموجب سياسة “تعتيم” تهدف لردع الاعداء وفي الوقت نفسه تتجنب أي استفزازت علنية من شأنها أن تطلق سباقات تسلح.
وبينما تحاول قوى عالمية اقناع ايران بالحد من التكنولوجيا التي تجعلها قادرة على صنع القنابل يقول محللون ان اسرائيل تبحث خيارات مثل الدبلوماسية غير المباشرة لنزع فتيل التهديد الذي تراه وكذلك الضربات الاستباقية وتعزيز دفاعاتها.
وطبقا لتقرير لمحطة تلفزيون القناة الاولى الاسرائيلية ان الحوار الذي جرى بالقاهرة لم يكن متحضرا بالكامل. واضاف التقرير “كانت هناك أسئلة بشأن من الذي يملك أسلحة نووية ومن يريد أسلحة نووية حيث علت الأصوات أحيانا.”
وعادة ما يشارك مبعوثون ايرانيون واسرائيليون في محافل تابعة للامم المتحدة مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا والتي يتولى سلطانية منصب مبعوث طهران فيها.
لكن المسؤول الاسرائيلي قال ان حديث القاهرة لم يسبق له مثيل لانه تضمن حوارا مباشرا بين الجانبين. واضاف “عادة في مثل هذه المحافل ينسحب الوفد الايراني عندما يتحدث الاسرائيليون”.
وردا على سؤال حول الحديث قالت متحدثة باسم اللجنة الاسرائيلية للطاقة الذرية التي تتولى فيها زافاري-اوديز منصبا مهما “حدث هذا الأمر بالفعل.”
ولم يعلق المسؤولون الايرانيون.
وكانت صحيفة هاارتس الاسرائيلية نشرت أنباء عن الاجتماع يوم الخميس بعدما كشفت صحيفة (ذي ايدج) الاسترالية عنه الاسبوع الماضي.
وقدمت وكالة الطاقة الذرية يوم الأربعاء مسودة اتفاق لايران وثلاث قوى كبرى بشأن خفض مخزون طهران من اليورانيوم المخصب.
ودعا ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي يوم الخميس القوى العالمية لمنع ايران من تخصيب اليورانيوم بشكل تام. وقال باراك في حديث بالقدس “اذا لم يوقف التخصيب فعندئذ ستكون النتيجة أن تكتسب ايران الشرعية للتخصيب داخل أراضيها.”
وتابع بارك “يجب ألا تزال المواد المخصبة فقط ولكن التخصيب يجب أن يتوقف في ايران”. ومضى يقول ان ان هناك “وقتا قصيرا ومحدودا” أمام الدبلوماسية قبل أن يتعين “فرض عقوبات خطيرة وفورية” على ايران.
ولم تقل ايران ما اذا كانت ستوافق على مسودة الاتفاق التي يقول دبلوماسيون غربيون انه يلزم طهران بارسال 1.2 طن من مخزونها المعلن من اليورانيوم منخفض التخصيب والذي تصل كميته الى 1.5 طن الى روسيا وفرنسا بحلول نهاية العام الحالي. وستحول المادة الى وقود تستخدمه منشأة طبية نووية في طهران.
وطلبت الوكالة من ايران والقوى الكبرى الثلاث روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الموافقة على مسودة الاتفاق بحلول يوم الجمعة.
من دان وليامز

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية