مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حماس تعدم 18 بتهمة التخابر ومقتل طفل إسرائيلي بقذيفة مورتر

مسلح من حماس يقتاد احد المتهمين بالتخابر لاسرائيل قبل اعدامه في غزة يوم الجمعة - رويترز reuters_tickers

من نضال المغربي وألين فيشر إيلان

غزة/القدس (رويترز) – أعدم مسلحون تقودهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة يوم الجمعة 18 فلسطينيا اتهمتهم بالتخابر مع إسرائيل بعد يوم من تعقب إسرائيل لثلاثة من قادة حماس الكبار وقتلهم.

وكان هؤلاء أبرز قادة من حماس تقتلهم إسرائيل في الحرب الدائرة منذ ستة أسابيع.

وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصعيد القتال ضد حماس متعهدا بأن تدفع الجماعة “ثمنا باهظا” بعد مقتل طفل عمره أربعة أعوام في هجوم بقذيفة مورتر أطلقت من غزة وهو أول طفل يلقى حتفه في الحرب الدائرة منذ ستة أسابيع.

وبعد قليل من تصريحات نتنياهو قال مسؤولون فلسطينيون إن إسرائيل دمرت منزلا بالكامل في غارة على مدينة غزة مما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 40 شخصا.

وتعرض نتنياهو لضغوط لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة لوقف إطلاق الصواريخ مع قيام محتجين من البلدات الواقعة في مرمى الصواريخ في جنوب إسرائيل بالتجمع أمام منزله بعد مقتل الطفل.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن من المحتمل القيام بعملية برية أخرى لوقف إطلاق الصواريخ إذا تطلب الأمر.

وقال‭‭‭‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬شهود إن سبعة أشخاص قتلوا رميا بالرصاص أمام مصلين خارج مسجد بأحد ميادين غزة الرئيسية في أول عملية إعدام علنية في القطاع منذ التسعينيات.

وفي عملية الإعدام العلنية قتل نشطاء ملثمون يرتدون ملابس سوداء المتهمين بالتخابر الذين غطيت رؤوسهم وكبلت ايديهم أثناء خروج المصلين من المسجد العمري بميدان فلسطين أحد أكثر ميادين غزة ازدحاما.

وقال مسؤولو أمن من حماس ان 11 شخصا آخرين قتلوا في مركز شرطة مهجور بالقرب من مدينة غزة.

وقال موقع المجد المؤيد لحماس “في ظل الوضع الميداني والتطورات الخطيرة التي تجري على الأرض صدرت قرارات صارمة بالبدء بمرحلة خنق رقاب العملاء والتعامل الثوري مع المشبوهين والعملاء في الميدان مع ضرورة عدم التهاون مع أي محاولة لخرق الاجراءات الأمنية التي فرضتها المقاومة”.

ووضع خطاب إدانة موقع من “المقاومة الفلسطينية” على جدار قرب المكان الذي رقدت فيه جثث القتلى جاء فيه “قدموا معلومات للعدو عن أماكن رباط وأنفاق وأماكن عبوات ومنازل مجاهدين وأماكن صواريخ قام الاحتلال بقصف غالبيتها ونتج عن ذلك العديد من الشهداء من المقاومين. وبناء عليه تم تنفيذ حكم العدالة الثورية.”

وفي وقت سابق قال مسؤول أمني من حماس إن 11 شخصا يشتبه في أنهم تخابروا مع إسرائيل قتلوا بالرصاص في مركز شرطة مهجور. وشاهدت رويترز جثتين في الموقع بينما كانت تحملهما سيارة إسعاف. وطلب من مراسلي رويترز مغادرة المنطقة.

وتأتي الحملة الصارمة ضد الذين يشتبه في تعاونهم مع اسرائيل بعد قتل ثلاثة من قادة الجناح العسكري لحماس في غارة جوية اسرائيلية يوم الخميس. واعتمد هذا الهجوم على معلومات مخابرات دقيقة بشأن أماكنهم.

وبعد الاعدام حصلت رويترز على بيان من “المقاومة الفلسطينية” يقول إن “عددا” آخر من المتعاونين استسلم للسلطات.

وندد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بعمليات القتل.

وقال راجي الصوراني رئيس المركز في بيان “المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يطالب السلطة الوطنية والمقاومة بالتدخل لوقف هذه الإعدامات الخارجة عن القانون أيا كانت أسبابها أو دوافعها.”

وبدأت إسرائيل هجوما على القطاع يوم الثامن من يوليو تموز بهدف معلن هو وقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود من غزة. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن قذيفة مورتر أطلقت من غزة قتلت طفلا إسرائيليا (اربع سنوات) في مزرعة على الحدود يوم الجمعة.

والطفل هو رابع مدني يقتل في إسرائيل منذ اندلاع الصراع في الثامن من يوليو تموز وأول قتيل إسرائيلي منذ انهيار الهدنة التي توسطت فيها مصر في وقت سابق هذا الأسبوع.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن أكثر من 60 صاروخا أطلقت من غزة على إسرائيل أصاب واحد منها معبدا يهوديا في مدينة أسدود مما أدى إلى اصابة خمسة أشخاص.

وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن إسرائيل مصممة على أن قذيفة المورتر أطلقت من مدرسة الزيتون التي تديرها الأمم المتحدة وهي منطقة قصفتها إسرائيل في وقت سابق من الحرب. وتشير تصريحات المصدر إلى إن المنطقة أو المدرسة قد تستهدف مرة أخرى.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن القوات الاسرائيلية نفذت أكثر من 25 هجوما جويا في غزة يوم الجمعة وقتلت أربعة أشخاص.

ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي البريجادير جنرال موتي ألموز الفلسطينيين الموجودين بالقرب من مخازن الأسلحة في قطاع غزة إلى مغادرة منازلهم. وقال “سنكثف هجماتنا” مضيفا أن إسرائيل تستعد “لتحرك بري محتمل.”

وسحبت إسرائيل قوات المشاة والمدرعات من غزة منذ أكثر من أسبوعين بعد تدمير شبكة أنفاق تستخدمها حماس للتسلل إلى إسرائيل.

ووافق نتنياهو يوم الخميس مبدئيا على استدعاء عشرة الاف من جنود الاحتياط فيما يشير الى احتمال القيام بعمل عسكري موسع في غزة.

وقتل أكثر من 2071 فلسطينيا منذ ان بدأت اسرائيل هجومها على قطاع غزة معظمهم مدنيون بينما دمرت أجزاء كبيرة من قطاع غزة ما أدى الى نزوح أكثر من 400 الف شخص من سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة. كما قتل 64 جنديا اسرائيليا إضافة إلى أربعة مدنيين.

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية