مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عائلات غزة تعاني وطأة ضربات إسرائيل المحددة

فلسطيني يحمل كرسي متحرك ويسير وسط حطام مركز لإعادة التأهيل قالت الشرطة أنه ضرب بقذيفة من دبابة إسرائيلية في شمال قطاع غزة يوم السبت. تصوير: محمد سالم - رويترز. reuters_tickers

من نوح براونينج

غزة (رويترز) – يقول سكان فلسطينيون إن “الهجمات المحددة” التي تنفذها إسرائيل على منازل في غزة قتلت عائلات بأكملها وأطفالا لكنها لم تنل إلا من قلة ممن تستهدفهم لأنهم تعلموا منذ فترة طويلة أن يخفوا أنفسهم.

ويقول مسؤولون طبيون فلسطينيون إنه بعد خمسة أيام من الغارات عبر الحدود بين مقاتلي غزة والقوات الجوية الإسرائيلية فإن 81 من 121 فلسطينيا قتلوا هم مدنيون بينهم 25 طفلا.

ورغم أن مصادر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتقارير إعلامية تشير إلى أنه لم يقتل سوى عدد قليل نسبيا من النشطاء وأقل من قيادييهم فإن إسرائيل تبدو عازمة بشكل أكبر من الحروب السابقة على نقل المعارك إلى بيوتهم في القطاع المكتظ بالسكان والمطل على البحر المتوسط.

وكثيرا ما ينفي الأقرباء والجيران وآخرون صلتهم بالمقاتلين أنفسهم على خط نار الضربات الإسرائيلية.

وقال شادي حمد وهو يقف في ساحة منزل مدمر وسط أقربائه الذين انخرطوا في البكاء “لا أستطيع أن أصدق ما حدث. وكأنه كابوس.. كانت الساعة الحادية عشرة مساء وكانت العائلة قد جلست لتحتسي القهوة بعد إفطار رمضان. سقط الصاروخ في المنتصف فقتل الجميع.”

وكانت الضربة الجوية تستهدف حافظ حمد وهو قيادي محلي في حركة الجهاد الإسلامي وتسببت في مقتله إلى جانب والديه وشقيقيه وإحدى قريباته.

وتساءل باسم قائم وهو أحد جيرانهم “أين حقوق الإنسان التي تقول إسرائيل ومؤيدوها إنها تدافع عنها؟ حتى لو كان حمد من المقاومة هل يبيح لهم هذا قتل كل أسرته؟ هذه جريمة.”

ومن جانبهم اضطر المدنيون الإسرائيليون القلقون للامتثال لصفارات الانذار واللجوء للمخابيء للاحتماء من الصواريخ الفلسطينية والتي أطلق منها نحو 700 من غزة منذ يوم الثلاثاء. ولم تسفر هذه الصواريخ عن سقوط قتلى في صفوف الإسرائيليين وإنما بعض الاصابات والأضرار.

وتتنصل إسرائيل من المسؤولية عن قتلى غزة وتقول إن حماس تخبيء أسلحتها وأفرادها بين المدنيين وتأمل في استعطاف رخيص مقابل موتهم.

وقال قائد الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال بيني جانتس يوم الجمعة “نستخدم كل قدراتنا الهجومية لكن ليس بدون عقل أو منطق ولا بدون الأخذ في الحسبان أن هناك أيضا مدنيين في غزة. ندرك أن هناك مدنيين في غزة. حماس حولتهم إلى رهائن.”

وأضاف “نواصل الهجوم بأفضل ما يمكننا ..الصواريخ ومراكز القيادة والأنفاق والذخيرة والبنية التحتية الدفاعية وغزة تغرق في مأساة.”

وفي وقت سابق يوم السبت قال مسعفون فلسطينيون إن امرأتين معاقتين قتلتا وأصيب أربعة آشخاص آخرين بجروح خطيرة عندما قصفت دبابة إسرائيلية مركزا لإعادة التأهيل في شرق مدينة غزة.

وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إنها تتحرى عن تفاصيل بشان أسباب استهداف المركز.

وذكر سكان أن مسجدا في وسط غزة قصف حتى تحول إلى أنقاض وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان مخبأ للأسلحة.

وتقول إسرائيل إنها هاجمت أكثر من ألف هدف في القطاع الساحلي منذ بدء المعارك في الآونة الأخيرة.

وقال وزير داخلية غزة لرويترز إن منازل أكثر من 200 أسرة استهدفت منذ بدء الحملة الإسرائيلية وإن معظمها يملكه ضباط شرطة ومقاتلون لكن نحو 15 منزلا فقط يؤوي قياديين كبارا.

ووفقا لمؤسسة الميزان لحقوق الإنسان فإن 537 منزلا -122 منها تم استهدافها بشكل مباشر- لحقت بها أضرار كاملة أو جزئية نتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية منذ يوم الثلاثاء.

ويعتقد فلسطينيون أن الهجمات تهدف إلى إشاعة الذعر وبث الفرقة بينهم وبين المقاتلين.

وقال عزيز أبو عوادة في بلدة بيت حانون الحدودية الشمالية “لا يستطيعون العثور على أي هدف في هذه الحرب لأنهم مختبئون. لذا قرروا معاقبة الأبرياء. هل ترى أي مقاتلي مقاومة هنا؟ بالطبع لا. لقد اختبأوا منذ أيام.”

وأضاف “هذه هو الإرهاب بكل ما في الكلمة من معنى. قتل أفراد الأسر والناس العادية سيوحدنا كشعب. المقاومة حق لنا وأي شعب في العالم سيدافع عن نفسه ضد هذا.”

(شارك في التغطية نضال المغربي – إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية