مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فرار آلاف المدنيين في غزة بعد تحذير إسرائيلي

مركبة تقل فلسطينيين فارين من غزة يوم 13 يوليو تموز 2014. تصوير: محمد سالم - رويترز reuters_tickers

من نضال المغربي وجيفري هيلر

غزة/القدس (رويترز) – فر آلاف من منازلهم في بلدة في غزة يوم الأحد بعد أن حذرتهم إسرائيل مطالبة إياهم بالرحيل قبل هجمات على مواقع إطلاق صواريخ في اليوم السادس من حملة قال مسؤولون فلسطينيون إنها أسفرت عن سقوط 160 قتيلا على الأقل.

وواصل النشطاء في قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إطلاق الصواريخ على مناطق أعمق من ذي قبل في إسرائيل.

ولم تظهر بوادر على تراجع أسوأ موجة من أعمال العنف وإراقة الدماء بين الفلسطينيين وإسرائيل في عامين. وقال وزراء الخارجية الغربيون الذين يجتمعون يوم الأحد إن وقف إطلاق النار له أولوية ملحة.

وكتب في منشور أسقطه الجيش الإسرائيلي على بلدة بيت لاهيا قرب الحدود مع إسرائيل “من لن يلتزموا بالتعليمات بالمغادرة فورا سيعرضون أرواحهم وأرواح عائلاتهم للخطر. احترسوا”

وأبلغ الجيش الإسرائيلي سكان ثلاثة من عشرة أحياء في بيت لاهيا بأن عليهم مغادرة البلدة البالغ عدد سكانها 70 ألف نسمة بحلول ظهر يوم الأحد. وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن نحو عشرة آلاف شخص فروا جنوبا إلى ثماني مدارس تديرها المنظمة الدولية في مدينة غزة.

وقال ضابط كبير بالجيش الإسرائيلي في تصريحات بالهاتف للصحفيين الأجانب إن إسرائيل “ستضرب بقوة” في منطقة بيت لاهيا اعتبارا من الساعات المتأخرة من ليل الأحد.

ولم يذكر ما إذا كان هذا سيشمل توسيع حملة القصف الجوي والبحري لتشمل عملية برية في شمال قطاع غزة.

وقال “أقام العدو بنية أساسية صاروخية بين المنازل.. يريد إسقاطي في شرك هجوم وإلحاق الأذى بالمدنيين.”

وقالت وزارة الصحة في غزة إن 160 شخصا على الأقل بينهم نحو 135 مدنيا منهم نحو 30 طفلا قتلوا خلال الحملة المستمرة منذ ستة أيام وإن أكثر من ألف أصيبوا.وفي المدارس التي تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بمدينة غزة وصل سكان بيت لاهيا في عربات تجرها الحمير محملة بالأطفال والأمتعة والحشيات بينما وصل آخرون في سيارات خاصة وسيارات أجرة. وقال رجل كان يرتدي ملابس النوم إن بعض السكان تلقوا اتصالات هاتفية تخطرهم بالرحيل.

وقال سالم أبو حليمة (25 عاما) وهو أب لطفلين “ماذا كان يمكن أن نفعل؟ كان علينا الفرار لانقاذ أرواح أبنائنا.”

وفي بيان أذاعه راديو حركة حماس رفضت وزارة الداخلية في غزة التحذيرات الإسرائيلية بوصفها “حربا نفسية” وقالت لمن تركوا منازلهم إن عليهم العودة ووجهت من لم يرحلوا إلى البقاء في أماكنهم.

وسوت الجرافات الإسرائيلية عشرات المنازل في أجزاء من بيت لاهيا بالأرض خلال الحرب التي استمرت شهرا في غزة في أواخر عام 2008 وبداية عام 2009. وتقول إسرائيل إن هذه المنازل توفر غطاء للنشطاء ومنصات إطلاق الصواريخ.

وهذه هي المرة الأولى التي تحذر إسرائيل فيها الفلسطينيين مطالبة إياهم بمغادرة منازلهم في مثل هذه المنطقة الواسعة. وكانت التحذيرات السابقة تتم عبر الهاتف أو باطلاق صواريخ دون شحنة ناسفة على المنازل المستهدفة بالهجوم.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن إمرأة وطفلة عمرها ثلاث سنوات قتلتا في غارات جوية إسرائيلية في وقت مبكر من صباح يوم الأحد.

وزادت حدة التوتر على الحدود بين إسرائيل وغزة الشهر الماضي بعد أن ألقت القوات الإسرائيلية القبض على مئات من نشطاء حماس في الضفة الغربية المحتلة بعد خطف ثلاثة شبان إسرائيليين عثر عليهم مقتولين فيما بعد. وقتل شاب فلسطيني فيما بعد في القدس فيما يشتبه أنه هجوم انتقامي نفذه إسرائيليون. وعلى الرغم من العمل العسكري الإسرائيلي المكثف الذي شمل هجوما للقوات الخاصة الليلة الماضية في أول تقرير عن عملية برية خلال الحملة الحالية واصل النشطاء اطلاق صواريخ عبر الحدود.

وأدى إطلاق صواريخ طويلة المدى صباح يوم الأحد إلى إطلاق صافرات الانذار في بعض الضواحي وفي مطار بن جوريون الدولي في تل أبيب الذي لم تصبه أي صواريخ ويعمل بشكل طبيعي. ولم يسقط قتلى من جراء ما قال الجيش الإسرائيلي إنها أكثر من 800 صاروخ أطلقها الفلسطينيون منذ بدء الحملة. وصواريخ حماس غير مزودة بنظم توجيه مما جعل الكثير منها يسقط بعيدا عن أي هدف. وأسقط نظام الدفاع الإسرائيلي المسمى القبة الحديدية عددا من الصواريخ.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات مذاعة بعد أن اجتمع مع حكومته “سنواصل التحرك بصبر وحلم وبتصميم ومسؤولية وشراسة لتحقيق هدف الحملة وهو إعادة الهدوء لفترة طويلة من خلال تسديد ضربة كبيرة لحماس وغيرها من الجماعات الإرهابية في قطاع غزة.” وزادت الضغوط الدولية على الجانبين من أجل إعادة الهدوء ودعا مجلس الأمن الدولي إلى وقف الأعمال القتالية بينما يبحث وزراء الخارجية الغربيون الذين يجتمعون يوم الأحد الاستراتيجية اللازمة.

وتحدث وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عما أسماه “تصعيد خطير” وأبلغ الصحفيين قبل محادثات في فيينا مع نظرائه الأمريكي والألماني والبريطاني بأن التوصل إلى وقف لاطلاق النار له “أولوية مطلقة”.

وقالت وسائل إعلام ألمانية إن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير سيتوجه إلى الشرق الأوسط يوم الاثنين وسيجتمع مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتوسطت ألمانيا في تبادل للسجناء عام 2011 حين تم تسليم جندي إسرائيلي خطفته حماس مقابل الإفراج عن أكثر من ألف فلسطيني من السجون الإسرائيلية.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي انهار مسعاه للتوسط من أجل السلام بين الطرفين دعم واشنطن لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

ولكن مسؤولا كبير في وزارة الخارجية أفاد أن كيري أكد خلال حديثه الهاتفي مع نتنياهو “قلق الولايات المتحدة بشأن تصاعد التوتر.. والاستعداد لتسهيل وقف الاقتتال بما في ذلك العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر تشرين الثاني 2012.”

وتوسطت مصر من أجل الوصول إلى ذلك الاتفاق الذي أنهى آخر مواجهة كبيرة. وتسعى القاهرة الآن إلى تهدئة وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن تركيا وقطر عرضتا أيضا التوسط لدى حماس التي لا تتعامل معها إسرائيل أو الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي رسميا بوصفها جماعة إرهابية.

وتعلن إسرائيل تقبلها لمقترحات الهدنة قائلة إن هجومها الحالي على حماس هو أفضل ضمانة لتهدئة طويلة المدى. وتقول إسرائيل إن غزو غزة ما زال خيارا مفتوحا واستنفرت أكثر من 30 ألفا من قوات الاحتياط. لكن ما زالت معظم الهجمات التي تشنها إسرائيل تنفذ عن طريق الجو. وأصابت الضربات الإسرائيلية نحو 1200 هدف.

وكشفت إحصائية أجرتها القناة العاشرة التابعة للتلفزيون الإسرائيلي عن أن 90 في المئة من الأغلبية اليهودية في إسرائيل تؤيد شن هجوم جوي. وردا على سؤال بما إذا كان يتعين على إسرائيل إرسال قوات برية رأى 47 في المئة إنه يتعين فعل ذلك بينما عارض ذلك 32 في المئة وقال 21 في المئة إنهم لم يحسموا أمرهم بهذا الخصوص.

وكان اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تحدث في وقت سابق يوم الأحد عن العملية التي نفذتها قوات خاصة تابعة للبحرية وقال إن أربعة من أفراد القوة أصيبوا في تبادل لإطلاق النار مع النشطاء لكن موقع إطلاق الصواريخ طويلة المدى الذي هاجموه أصيب.

وشارك مئات المشيعين في جنازات السبعة عشر فلسطينيا الذين قتلوا يوم الأحد في قصف منزل قائد شرطة غزة تيسير البطش. وردد المشيعون هتاف “بالروح بالدم نفديك يا شهيد” بينما أطلق مسلحون النار في الهواء.

وقال مصدر من حماس إن البطش حالته حرجة وإن جميع القتلى من أفراد عائلته.

وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن 45 شخصا أصيبوا في القصف. وقالت أجهزة الطوارئ إن مراهقا إسرائيليا أصيب يوم الأحد في هجوم صاروخي على بلدة عسقلان بجنوب إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه عين جنرالا مكلفا بالتحقيق في ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين في عدة ضربات وجهت في قطاع غزة.

وأفادت خدمات الإسعاف أن صبيا إسرائيليا أصيب يوم الأحد جراء إطلاق صاروخ على بلدة عسقلان في جنوب إسرائيل.

(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير حسن عمار)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية