مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قائد إسلامي ليبي سابق يستأنف حكما لاثبات تورط بريطانيا في قضية تعذيبه

من مايكل هولدن

لندن (رويترز) – قدم قائد إسلامي ليبي سابق يقول إنه تعرض للتعذيب طوال سنوات على يد نظام معمر القذافي بعد أن سلمه جواسيس الولايات المتحدة وبريطانيا لليبيا طعنا يوم الإثنين على حكم يمنع مقاضاة الحكومة البريطانية.

ويقول عبد الحكيم بلحاج الذي شارك مع قواته في الاطاحة بالقذافي عام 2011 ويتزعم الآن حزب الوطن إنه وزوجته الحامل فاطمة اختطفهما عملاء وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه) في تايلاند عام 2004 ونقلا بعدها بشكل غير مشروع إلى طرابلس بمساعدة جواسيس بريطانيين.

وقبل عامين رفع بلحاج دعوى قانونية ضد وزير الخارجية البريطاني في ذلك الوقت جاك سترو وجهاز المخابرات الداخلية (إم.آي 5) وجهاز المخابرات الخارجية (إم.آي 6) ورئيس مخابرات سابق وإدارات حكومية ذات صلة.

لكن في ديسمبر كانون الاول رأى قاضي محكمة عليا انه نظرا لقانون خاص بمقومات الدولة لا يحق للمحاكم البريطانية النظر في قضية متعلقة بمزاعم بلحاج عن خطفه وتسليمه تمس دولا أخرى خاصة الولايات المتحدة.

وقال ريتشارد هيرمر محامي بلحاج يوم الإثنين شارحا قضية موكله امام محكمة الاسئناف في لندن إن لها “تداعيات عميقة وواسعة النطاق على سيادة القانون” في مثل هذه القضايا.

واستطرد “اذا لم تستمع هذه المحكمة لهذه الدعوى فلن تنظر في اي مكان آخر.”

وأضاف أن هناك ادلة ذات مصداقية على تورط بريطانيا في تسليم موكله وانها استفادت من احتجازه واساءة معاملته.

ويحذر محامون ونشطون مدافعون عن حقوق الانسان من أنه إذا فشل مسعى بلحاج فسيحول ذلك فعليا دون رفع دعوى ضد الحكومة البريطانية في اي قضايا مشابهة للتعذيب وتسليم المشتبه بهم.

وقال جون دالهوسن من منظمة العفو الدولية “سلطات المملكة المتحدة تفادت الرد على دورها المزعوم في هذه الاحداث الدنيئة وآخرها بالتذرع بالقانون” الخاص بمقومات الدولة.

واستطرد “حان الوقت ان تمتنع الحكومة البريطانية عن الاختباء وراء نظريات قانونية توجه بشكل خاطيء لتسمح لاصحاب الدعاوى بالوصول إلى المحكمة.”

ويواجه أعضاء جهازي المخابرات البريطانية الداخلية والخارجية منذ سنوات اتهامات بالتورط في إساءة معاملة متشددين مشتبه بهم في الاغلب على أيدي السلطات الامريكية.

ونفى وزراء بريطانيون مرارا علمهم بارسال اي مشتبه به للتعرض للتعذيب في الخارج وهناك أيضا تحذيرات من ان كشف مواد سرية للمخابرات في المحاكم قد يضر العلاقات مع واشنطن.

ويقول بلحاج إنه احتجز في البداية في الصين قبل أن ينقل إلى ماليزيا ثم تايلاند.

ثم سلم إلى رجال المخابرات المركزية الامريكية الذين تحركوا بعد تلقي معلومات من جهاز (إم.آي 6) البريطاني ثم رحل جوا عبر جزيرة دييجو جارسيا البريطانية في المحيط الهندي إلى طرابلس لأن في هذا الوقت كانت بريطانيا والولايات المتحدة تحرصان على تحسين العلاقات مع القذافي.

وسجن بلحاج وعذب لكونه من خصوم القذافي القدامى إلى أن أفرج عنه عام 2010 كما تعرضت زوجته الحامل لسوء المعاملة.

وتقول شركة لي داي القانونية في لندن التي تمثل بلحاج إن الوثائق التي عثر عليها بعد سقوط القذافي تثبت تورط بريطانيا في القضية.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية