مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كيري يتعهد بتقديم دعم “قوي ومتواصل” للعراق

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري (الى اليسار) ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد يوم الاثنين. صورة لرويترز من ممثل لوكالات الانباء. reuters_tickers

من ليزلي روتون واحمد رشيد

بغداد (رويترز) – وعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الإثنين بتقديم دعم “قوي ومتواصل” للعراق لكنه قال إن الدولة لن تتمكن من تجاوز محنتها إلا اذا اتخذ قادتها خطوات عاجلة لانهاء الانقسامات.

وقالت مصادر امنية إنه قبل ساعات من وصول كيري إلى بغداد سيطرت عشائر عراقية سنية على المعبر الرسمي الوحيد بين العراق والأردن ليختفي أي وجود للقوات الحكومية على كامل الحدود الغربية التي تضم بعضا من أهم طرق التجارة في الشرق الأوسط. وعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع الماضي ارسال ما يصل إلى 300 مستشار عسكري أمريكي للعراق لكنه أحجم عن تلبية طلب من الحكومة العراقية بشن غارات جوية للتصدي لتقدم المتشددين السنة المستمر منذ اسبوعين.

وطالب المسؤولون في الوقت نفسه العراقيين بتشكيل حكومة لا تقصي أحدا. وغذى الاحساس بالتهميش والاضطهاد بين السنة حملة المتشددين.

وقال كيري للصحفيين في بغداد “سيكون الدعم مكثفا ومتواصلا وإذا اتخذ زعماء العراق الخطوات الضرورية لتوحيد البلاد فسيكون ذلك فعالا.”

وأضاف أن رئيس الوزراء نوري “أكد في مناسبات عديدة التزامه بموعد الأول من يوليو” للبدء في تشكيل حكومة جديدة تضم المزيد من السنة والأكراد لتقاسم السلطة وهي خطوة تحرص واشنطن على تحقيقها.

وقالت مصادر امنية عراقية وأردنية إن زعماء عشائر يتفاوضون لتسليم معبر طريبيل الصحراوي لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي استولى على معبرين رئيسيين مع سوريا في مطلع الاسبوع ودفع قوات الحكومة التي يقودها الشيعة للتراجع نحو بغداد.

وقال التلفزيون الرسمي العراقي في وقت متأخر يوم الاثنين إن الجيش استعاد السيطرة على معبر طريبيل مع الأردن ومعبر الوليد مع سوريا. ولم تستطع رويترز التأكد من هذه الانباء من مصدر مستقل بسبب القيود الامنية.

وتسيطر القوات الكردية على معبر ثالث مع سوريا في الشمال ليختفي أي وجود للقوات الحكومية على الحدود الغربية الممتدة لمسافة 800 كيلومتر.

وبالنسبة للمسلحين فإن السيطرة على الحدود خطوة مهمة نحو هدف ازالة الحدود الحديثة كلية واقامة خلافة على جانبي الحدود السورية العراقية.

وقال كيري “يواجه العراق تهديدا لوجوده ويجب على زعماء العراق التغلب على هذا التهديد بالسرعة المذهلة التي يتطلبها. مستقبل العراق يتوقف على الاختيارات التي ستتم في الأيام والأسابيع القادمة.”

وتخشى واشنطن أن تكون حكومة المالكي فاقمت التذمر باقصاء السنة المعتدلين الذين قاتلوا ضد القاعدة في السابق ولكن انضموا الآن للحملة التي يقودها تنظيم الدولة الإسلامية.

*ضغط على المالكي

وحرصت واشنطن على عدم التصريح علنا برغبتها في تخلي المالكي عن السلطة وقال مسؤولون عراقيون إن رسالة بهذا المعنى نقلت بشكل غير مباشر في الاحاديث الخاصة.

ودار حديث ودي قصير حين اجتمع كيري مع المالكي وجلس الرجلان على مقعدين في قاعة مع مسؤولين آخرين.

واستمر الاجتماع ساعة و40 دقيقة ثم رافق وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري نظيره الأمريكي إلى سيارته. وحينما دخل كيري السيارة قال “كان هذا جيدا”.

واتهم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي واشنطن يوم الأحد بمحاولة استعادة السيطرة على البلد الذي احتلته ذات يوم. ونفى كيري هذا الاتهام قائلا إن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة العراق لكنها تريد تشكيل حكومة تضم المزيد من الطوائف السياسية.

ومن المقرر تشكيل حكومة جديدة في العراق بعد الانتخابات التي جرت في ابريل نيسان وأسفرت عن فوز قائمة المالكي بالحصة الأكبر من مقاعد البرلمان ولكنه لا يزال بحاجة لضم حلفاء ليحقق أغلبية.

وقال ساسة عراقيون كبار من بينهم عضو واحد على الأقل في قائمة المالكي لرويترز إن مسؤولين عراقيين تلقوا رسالة مفادها أن واشنطن تقبل برحيل المالكي وذكروا أن الرسالة نقلت إلى الزعماء العراقيين بلغة دبلوماسية.

ووصفت الاجتماعات الاخيرة بين المالكي والامريكيين بالعصيبة وقال دبلوماسي غربي أطلعه أحد المشاركين في الاجتماعات على المناقشات التي دارت فيها إن دبلوماسيين أمريكيين أبلغوا المالكي أن عليه القبول بتخليه عن منصبه إذا عجز عن تحقيق أغلبية في البرلمان لولاية ثالثة. وطعن مسؤولون امريكيون في صحة نقل رسالة بهذا الشأن.

وقال حليف وثيق الصلة بالمالكي إن الأخير يشعر بمرارة تجاه الامريكيين في الأيام الاخيرة لامتناعهم عن منحه دعما عسكريا قويا في مواجهة تقدم المتشددين.

وألقى رئيس منطقة كردستان العراقية شبه المستقلة التي استغلت الفرصة لتوسع مساحتها لتشمل مدينة كركوك الغنية بالنفط باللوم في التطورات الاخيرة على “السياسات الخاطئة” للمالكي وانضم الى الدعوات التي تطالبه بترك منصبه.

وقال مسعود البرزاني إن العراق يتفكك وكرر تهديده باجراء استفتاء على الانفصال عن باقي البلاد.

وأضاف في مقابلة مع تلفزيون سي.ان.ان “حان الوقت للشعب الكردي ليحدد مستقبله.” وتابع “نعيش في عراق مختلف تماما عن العراق قبل اسبوعين.”

وقالت مصادر في الجيش الأردني إن القوات الأردنية اعلنت في الأيام الأخيرة حالة التأهب على طول الحدود مع العراق الممتدة 181 كيلومترا وأعادت انتشارها في بعض المناطق في إطار خطوات للتصدي لاي تهديد أمني محتمل.

وتسيطر عشائر عراقية سنية على المعبر الاردني. وقال أحد افراد عشيرة عراقية ان من المحتمل ان يسلم المعبر لمتشددين سيطروا على معبر على الطريق السريع بين دمشق وبغداد أمس.

وأضاف أنه يتفاوض مع تنظيم الدولة الاسلامية سعيا لحقن الدماء وتسهيل مهمة موظفي المعبر مضيفا ان العشائر تلقت رسائل ايجابية من المتشددين.

(إعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية