مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مؤشرات على انقسام السنة في الانتخابات العراقية القادمة

بغداد (رويترز) – قال محللون ان السنة العراقيين فشلوا في تشكيل كتلة موحدة تخوض الانتخابات القادمة وبدلا من ذلك انضموا الى تحالفات تتجاوز الخطوط الطائفية قد يكون لها تداعيات هامة على التمرد السني.
وقاطع السنة الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2005 وصعدت الاغلبية الشيعية الى السلطة مما أجج استياء السنة الذين فقدوا الهيمنة بعد سقوط الرئيس صدام حسين وأذكى تمردا مازال قائما.
واذا حصل السنة الذين يعتقد انهم يشكلون نحو 20 في المئة من تعداد سكان العراق على تمثيل أفضل في البرلمان خلال انتخابات يناير كانون الثاني فقد يتراجع هذا الاستياء اما اذا همشوا فخيبة أملهم قد تزداد.
ويبدو ان التخلص من السياسات القائمة على الطائفية التي هيمنت على العراق بعد الغزو الامريكي عام 2003 سيكون افضل اختيار امام العراقيين من كل القطاعات لا بالنسبة للسنة وحدهم بعد ست سنوات ونصف من الحرب الطائفية مع استعداد القوات الامريكية للانسحاب من البلاد بحلول نهاية عام 2012 .
ويقول سعد الحديثي المحلل بجامعة بغداد ان ذلك في الوقت نفسه قد يصيب الناخبين السنة بخيبة امل لانهم لم يعودوا كتلة موحدة.
وأعرب عن مخاوفه من ان يدفعهم ذلك الى عدم المشاركة في الانتخابات باعداد كبيرة مثلما حدث في انتخابات عام 2005 .
وتراجع الى حد كبير الاقتتال الطائفي بين السنة والشيعة الذي قتل عشرات الالاف بعد الغزو الامريكي لكن المقاتلين ومن بينهم مقاتلو القاعدة السنة لازالوا يشنون هجمات كبيرة في مسعى لاشعال الحرب الطائفية وتقويض الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة.
ويخشى كثير من العراقيين ان تشهد الفترة السابقة للانتخابات تصعيدا في أعمال العنف مع صراع الفصائل المتناحرة للسيطرة على احتياطيات النفط العراقية بينما يسعى خصوم نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الشيعي الى تقويض المكاسب التي يزعم تحقيقها في مجال الامن.
ويقول مسؤولون امريكيون انهم قلقون بالمثل على الفترة التي تعقب الانتخابات حين يتضح حجم قوة الفصائل المتناحرة وتبدأ التنافس على منصب رئيس الوزراء والمناصب الوزارية الاخرى.
وقال جوست هيلترمان من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات وهي جماعة بحثية ” على الرغم من اننا يجب ان نحيي القوائم التي تتخطي الحدود الطائفية الا ان غياب صوت متجانس للعرب السنة قد يكلفهم الكثير على الصعيد السياسي.
“هذا الضعف يمكن ان يستغله لاعبون من الخارج غير مرأيين في اللعبة السياسية مثل عناصر من النظام السابق.”
وكان المالكي يعتزم التودد لسياسيين سنة كبار للدخول في تحالف انتخابي ذي قاعدة عريضة لكنه فشل.
ويقول سياسيون سنة وشيعة ان دولا عربية مثل المملكة العربية السعودية والاردن وقطر ضغطت فيما يبدو من اجل ان يشكل الزعماء السنة في العراق جبهة موحدة ضد المالكي لكنها فشلت ايضا.
وبدلا من ذلك تحالف الشيخ احمد ابو ريشة الزعيم العشائري البارز المناهض للقاعدة مع وزير الداخلية جواد البولاني وهو شيعي كما تحالف السني المستقل صالح المطلق مع رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وهو شيعي علماني.
اما الحزب الاسلامي العراقي وهو الجماعة السنية الوحيدة التي من المرجح ان تخوض الانتخابات بجدول طائفي فقد تفكك بدرجة كبيرة.
وعكس قرار السنة العراقيين بالانضمام الى قوائم تتجاوز الخطوط الطائفية تيارا عاما في السياسة العراقية مع رفض الناخبين التشدد الطائفي الذي أدى الى حرب أهلية ودعوتهم الى توجه سياسي يركز على الوحدة الوطنية والخدمات.
وقال ريدار فيسار رئيس تحرير موقع هيستوري دوت اورج Historiae.org الذي يركز على الشؤون العراقية “لقد فعلوا ذلك لانهم يعتقدون ان هذه الاستراتيجية سيكون لها صدى لدى الناخبين وعلى هذا تمنحهم أصواتا أكثر من استراتيجية قائمة على الطائفية.”
لكن هذا قد يعكس أيضا صدعا خطيرا بين السنة وربما يثير أيضا غضبهم اذا حدث وتخلى عنهم شركاؤهم الشيعة لاي سبب كان بعد الانتخابات.
وقال هيلترمان من المجموعة الدولية “المسألة لا تتمثل في أن السياسيين من العرب السنة قرروا عدم تشكيل تحالف موحد لكن المسألة هي أنهم لا يستطيعون ان يتخذوا قرارا مشتركا بشأن أي شيء.”
من وليد ابراهيم

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية