مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مجلس حقوق الانسان ينتقد اسرائيل بشأن الحرب في غزة

جنيف (رويترز) – صدق مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة يوم الجمعة على تقرير أصدرته المنظمة الدولية يتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة وأصدر قرارا يختص الدولة العبرية بالاستهجان دون أن يشير الى تجاوزات من جانب حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
ويتهم التقرير الذي وضعه القاضي ريتشارد جولدستون الجنوب افريقي الجانبين بارتكاب جرائم حرب في غزة لكنه ينتقد اسرائيل بشكل أكبر. وكان ما يصل الى 1387 فلسطينيا و13 اسرائيليا قد قتلوا في الحرب التي دارت في قطاع غزة في ديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني.
وفي جلسة خاصة اقترح الفلسطينيون عقدها صدقت 25 دولة بينها الصين وكوبا وروسيا ونيجيريا على القرار الذي رفضته ست دول من بينها الولايات المتحدة وامتنعت 11 دولة عن التصويت عليه. ولم تصوت على القرار أربع دول من بينها فرنسا وبريطانيا.
وسارع مسؤولون فلسطينيون بالمطالبة بالمزيد من تحقيقات الامم المتحدة في تصرفات اسرائيل أثناء الحرب.
وقال نبيل أبو ردينة -وهو مساعد للرئيس الفلسطيني محمود عباس- ان المجتمع الدولي يجب أن يضمن أن يصبح القرار سابقة تكفل حماية الشعب الفلسطيني من أي اعتداء.
وقال خالد مشعل زعيم حركة حماس ان القرار انتصار للشعب الفلسطيني وللحق والعدالة.
وقال لقناة الجزيرة الفضائية التلفزيونية “بهذه المناسبة ادعو كل دول العالم والمجتمع الدولي ان يحاكموا اسرائيل وقياداتها السياسية والامنية والعسكرية على جرائمهم بحق شعبنا في محاكمهم المحلية وفي المحاكم الدولية.”
لكن اسرائيل التي ترفض تماما الاتهامات الموجهة اليها في التقرير المكون من 575 صفحة قالت ان التصويت سيضر بعملية السلام في الشرق الاوسط وسيعطي دفعة للمتشددين في شتى انحاء العالم.
وقالت الحكومة الاسرائيلية في بيان ان القرار “يشجع المنظمات الارهابية في انحاء العالم ويقوض السلام العالمي.”
وقال داني ايالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي انه لا يعتقد أن القرار سيضر اسرائيل.
وصرح ايالون لوسائل اعلام اسرائيلية “لا أعتقد أن هذا التصويت اليوم وأي قرار أو أي اشارة الى تقرير جولدستون هذا ستكون له أي عواقب في المستقبل لان اسرائيل مثل كل الدول المحترمة الاخرى التي تتعرض للهجوم ستفعل كل ما يجب أن نفعله للدفاع عن أنفسنا وللدفاع عن مدنيينا.”
ووافق القرار على كل توصيات جولدستون بما في ذلك التوصية بنقل ملف جرائم الحرب الى مجلس الامن الدولي اذا لم يجر الجانبان تحقيقات محلية ذات مصداقية في غضون ستة أشهر وقد ينقل الملف بعد ذلك الى المحكمة الجنائية الدولية. لكنه لم يأت على ذكر حماس التي انتقدها تقرير جولدستون أيضا.
وأرسل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون رسالة مشتركة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي يطالبانه فيها ببدء تحقيق “مستقل وشفاف” في الصراع.
وطالب الزعيمان بوقف أي توسع في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ودعوا الى تخفيف الحصار على غزة والسماح بمرور قوافل المساعدات الانسانية قائلين ان مثل هذه الخطوات ستساعدة على اعادة انطلاق عملية السلام.
وقال دوجلاس جريفيثز القائم بالاعمال الامريكي ان الولايات المتحدة صوتت برفض القرار بسبب طبيعته المنحازة.
وبجانب انتقاده لعدم تعاون اسرائيل مع تحقيق جولدستون يدين نص التقرير “بشدة كل السياسات والاجراءات التي اتخذتها اسرائيل القوة المحتلة بما في ذلك فرض قيود على وصول الفلسطينيين الى أملاكهم وأماكنهم المقدسة خاصة في القدس الشرقية المحتلة.”
ويدعو التقرير الجمعية العامة للامم المتحدة للنظر في تقرير جولدستون ويدعو بان جي مون الامين العام للمنظمة الدولية لابلاغ مجلس حقوق الانسان بمدى التزام اسرائيل بالتقرير وهي خطوة قد تبقي اسرائيل في دائرة الضوء على الساحة الدولية.
ووافق مجلس حقوق الانسان خلال جلسته العادية الاخيرة على تأجيل مناقشة تقرير غزة تحت ضغط من واشنطن بهدف اعادة عملية السلام في الشرق الاوسط الى مسارها لكن عباس تعرض لانتقادات حادة لموافقته على التأجيل مما أدى الى طلب عقد جلسة خاصة بشأن الموضوع.
من لورا ماكينيس

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية