مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مسؤول بالأمم المتحدة يقر استخدام العراق للقوة العسكرية ضد المتشددين

مقاتلون ينتمون لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام يحتفلون على متن سيارة شرطة قاموا بالاستيلاء عليها في الموصل يوم 23 يونيو حزيران 2014. تصوير رويترز. reuters_tickers

من لويس شاربونو

الأمم المتحدة (رويترز) – وجه مسؤول كبير في الأمم المتحدة يوم الأربعاء دعوة غير مألوفة لاستخدام القوة العسكرية قائلا إنه يجب التعامل مع تقدم متشددين إسلاميين في شمال وشرق العراق عسكريا لكنه شدد على أن النجاح سيتوقف على تحقيق توافق سياسي موسع.

وقال الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف إن احتياطيات النفط الرئيسية في جنوب العراق لا تزال آمنة. لكنه رفع العدد المقدر للقتلى المدنيين إلى 1300 على الأقل منذ اندلاع أحدث موجة من القتال. وكانت التقديرات تشير حتى يوم الثلاثاء إلى سقوط أكثر من ألف قتيل.

وتزامنت تصريحات ملادينوف مع هجوم شنه مقاتلون متشددون سنة على واحدة من أكبر القواعد الجوية في العراق.

وقال ملادينوف الذي كان يتحدث للصحفيين في مقر الأمم المتحدة من بغداد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة “يجب التعامل عسكريا مع جانب من الأزمة التي سببها تقدم جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام.”

وأضاف أنه لا بد من تحسين التعاون السياسي بين الأكراد العراقيين وحكومة بغداد. وقال إن الحلول العسكرية يجب أن تستند أيضا إلى خطة يتولى العراقيون أساسا وضعها وتعبر عن توافق وطني.

وقال ملادينوف “التهديد الذي تشكله جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام يؤثر على جميع الطوائف في هذا البلد” مؤكدا دعوات سابقة للأمم المتحدة لتشكيل حكومة عراقية تضم كل الأطراف.

وأضاف أن معظم إمدادات النفط العراقية لا تزال آمنة.

وتابع قائلا “لا يزال القتال يدور حول أكبر مصفاة للنفط في بلدة بيجي.” وأضاف “القوات الحكومية لا تزال تسيطر على المصفاة نفسها لكن القتال مستمر.”

وأضاف “حقول النفط في جنوب البلاد التي تشكل معظم الاحتياطيات النفطية… لا تزال آمنة وفي مناطق تخضع لسيطرة الحكومة المركزية.”

وحث دول المنطقة على الالتزام بقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تحظر تمويل القاعدة وجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام.

ومضى يقول “من الواضح أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ممول بشكل جيد في ضوء تدفق التمويل والمركبات والأسلحة التي يمتلكها التنظيم.”

وقال إن التنظيم لديه مصادر مختلفة للتمويل والإمدادات بعضها من سوريا التي مزقتها الحرب ومن الاستيلاء على الأموال من داخل العراق. وقال ملادينوف إن نهب فرع البنك المركزي في الموصل وحده وفر للجماعة المرتبطة بالقاعدة بين 400 و450 مليون دولار.

وأضاف “الذين عبروا الحدود من سوريا إلى العراق مدربون بشكل جيد ومسلحون بشكل جيد ومن الواضح أنه جرى إعدادهم بشكل جيد” مضيفا أن عددا قليلا منهم عراقيون.

ولم يؤكد ملادينوف تقارير عن قصف الحكومة السورية لمقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام على الحدود العراقية السورية.

وقال “ما نعرفه أن هذه لم تكن طائرات عراقية ولكن ليست لدينا معلومات أكثر من ذلك.” واستطرد قائلا “لا اعتقد أن ذلك كان له أي تأثير كبير على الوضع على الأرض.”

وتابع ان الجانبين -جماعة الدولة الإسلامية والقوات الحكومية- ارتكبا انتهاكات لحقوق الإنسان من بينها الإعدام دون محاكمة. وأضاف أن بعثة الأمم المتحدة تجري تحقيقا.

ومضى ملادينوف كذلك إلى مدى أبعد مما قاله في تصريحات أدلى بها مؤخرا بشأن التهديد الذي تواجهه العاصمة العراقية قائلا إنه جرى وقف تقدم جماعة الدولة الإسلامية في اتجاه بغداد.

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير احمد حسن)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية