مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مسعفون: قصف بحري اسرائيلي يقتل أربعة أطفال على شاطئ غزة

جندي اسرائيلي قرب وحدة عسكرية مدرعة خارج قطاع غزة يوم الأربعاء - رويترز reuters_tickers

من نضال المغربي والين فيشر ايلان

غزة/القدس (رويترز) – قال مسؤول صحة محلي في قطاع غزة إن القصف الاسرائيلي أسفر عن مقتل أربعة فتية على شاطئ غزة يوم الاربعاء فيما أطلق ناشطون فلسطينيون 70 صاروخا آخر على اسرائيل بعد أن فشلت محاولة مصرية في وقف أكثر من أسبوع من الاعمال القتالية.

وفي وقت لاحق قالت اسرائيل يوم الاربعاء انها ستوقف مؤقتا اطلاق النار في قطاع غزة يوم الخميس لمدة خمس ساعات لاسباب انسانية.

وقال الجيش الاسرائيلي بعد اتصالات مع مسؤولي الأمم المتحدة إن اسرائيل قررت أنه “بين الساعة 1000 (0700 بتوقيت جرينتش) و1500 (1200 بتوقيت جرينتش) سيوقف الجيش الاسرائيلي عملياته في قطاع غزة وسيوقف اطلاق نيرانه.”

ولم يتوفر تعليق فوري لدى حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وذكر المسؤول الاسرائيلي ان النداء جاء من الامم المتحدة بعد وقت قصير من رفض حماس الموافقة على وقف اطلاق نار اقترحته مصر لانهاء الحرب المستمرة منذ تسعة ايام.

وقال مسعفون هناك انه بعد قصف منطقة الشاطئ قتل ستة فلسطينيين آخرين بينهم أربعة من عائلة واحدة منهم امرأة في السبعين وطفلان في الرابعة والسادسة قتلوا في ضربات جوية اسرائيلية في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.

وحثت إسرائيل سكان عدد من المناطق في قطاع غزة يقاربون المئة ألف على إخلاء منازلهم وهددت بشن عملية عسكرية برية بعد وقف قصير لإطلاق النار من جانبها بموجب مبادرة مصرية لوقف اطلاق النار أخفقت في حمل مقاتلي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على وقف هجماتهم الصاروخية.

وقال مسؤول اسرائيلي ان وزير الدفاع طلب من الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة التفويض بتعبئة 8000 جندي آخر من جنود الاحتياط. وقال الجيش ان نحو 30 ألف جندي احتياط تم استدعاؤهم منذ بدء الهجوم الاسرائيلي قبل اسبوع.

وقال نتنياهو لرؤساء البلديات في البلدات التي تعرضت لاطلاق صواريخ “سنستمر في تنفيذ هذه الحملة الى ان يتحقق الهدف منها. سنستخدم أكبر قدر من القوة ضروري لاعادة الهدوء الى سكان اسرائيل.”

وعلى الصعيد الدبلوماسي رفضت القيادة السياسية لحركة حماس رسميا الخطة التي قدمتها مصر لوقف اطلاق النار بعد يوم من رفض جناحها العسكري للخطة. وواصل ناشطو حماس اطلاق الصواريخ على اسرائيل التي أوقفت اطلاق النار لمدة ست ساعات يوم الثلاثاء.

لكن رغم انهيار جهود الهدنة المصرية توجد مؤشرات على انه مازالت الجهود جارية للتوصل الى وقف لاطلاق النار.

وقالت وكالتا الانباء المصرية والفلسطينية ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحث خطة مصر في القاهرة يوم الاربعاء مع مسؤول حماس موسى أبو مرزوق. وقالت وكالة الانباء الفلسطينية وفا ان الاثنين أجريا محادثات مستفيضة.

وفي واشنطن قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان الولايات المتحدة تبذل “كل ما في طاقتها” لتحقيق هدنة.

وقال أشرف القدرة وهو متحدث باسم وزارة الصحة في غزة ان القصف من زورق بحري اسرائيلي قبالة ساحل غزة على البحر المتوسط قتل أربعة فتية اثنان في العاشرة والاثنان الاخران في التاسعة والحادية عشرة وهم من عائلة واحدة واصيب فتى آخر بجروح خطيرة على الشاطئ.

وقال الجيش الاسرائيلي ان الاصابات التي اشارت اليها التقارير بين المدنيين لم تكن متعمدة وأنها “مأساوية” وانه يحقق فيما حدث. وقال في بيان “استنادا الى النتائج الاولية فان هدف هذه الضربة كان نشطاء ارهابيون من حماس.”

ويقول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان القوات المسلحة تحاول تجنب ايقاع خسائر بالمدنيين لكن أطقم اطلاق الصواريخ يتعمدون وضع أشخاص غير مقاتلين عرضة للخطر من خلال العمل من مناطق ذات كثاف سكانية عالية.

وقال أحمد أبو حصيرة الذي شاهد الحادث على الشاطيء لرويترز ان الاطفال كانوا يلعبون على الشاطئ وأنهم جميعا دون الخامسة عشرة.

وغالبا ما يستهدف القصف الاسرائيلي شواطئ غزة التي يشتبه في انها مناطق انطلاق هجمات الناشطين.

وقال أبو حصيرة الذي كان قميصه ملطخا بالدماء انهم ركضوا بعيدا حين سقطت القذيفة الاولى على الارض لكن قذيفة أخرى أصابتهم جميعا. وأضاف أنهم جميعهم دون الخامسة عشرة.

وغالبا ما يستهدف القصف الاسرائيلي شواطئ غزة التي يشتبه في انها مناطق انطلاق هجمات الناشطين. وقال أبو حصيرة الذي كان قميصه ملطخا بالدماء انهم ركضوا بعيدا حين سقطت القذيفة الاولى على الارض لكن قذيفة أخرى أصابتهم جميعا.

وفي رد فعله على الحادث قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري للصحفيين في غزة ان هذه “الجرائم” لن تنجح في كسر ارادة الفلسطينيين وانهم سيواصلون المواجهة والمقاومة ووعد بأن تدفع اسرائيل ثمن كل هذه “الجرائم”.

وقال مسعفون انه في وقت سابق قتلت الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة ثمانية فلسطينيين خمسة منهم مدنيون وتوفي طفل في السادسة متأثرا بالجروح التي اصيب بها قبل بضعة ايام.

وأدت غارتان جويتان في وقت لاحق على خان يونس ووفاة فلسطيني آخر متأثرا بجروحه التي اصيب بها في هجوم سابق الى ارتفاع عدد القتلي في غزة الى 215 شخصا.

ويقول مسؤولو صحة في غزة ان معظم القتلى الفلسطينيين في أسوأ اندلاع للاعمال القتالية في عامين هم مدنيون.

وقال مركز الميزان لحقوق الانسان في غزة ان 259 منزلا دمرت في الهجمات الجوية الاسرائيلية وان 1034 منزلا لحق بها أضرار بالاضافة الى 34 مسجدا وخمسة مستشفيات.

واطلاق الصواريخ من غزة جعل الهرولة الى المخابئ مشهدا يوميا لمئات الالاف في اسرائيل. وقتل اسرائيلي بنيران الصواريخ وسقطت معظم القذائف في ارض فضاء أو تم اعتراضها بدرع القبة الحديدية الصاروخي.

وقال الجيش الاسرائيلي ان نظام القبة الحديدية أسقط 23 صاروخا من 70 صاروخا اطلقت على اسرائيل يوم الاربعاء بينما سقطت الصواريخ الاخرى دون ان تسبب اصابات. وأجبرت مجموعة صواريخ أطلقت على بلدة عسقلان الساحلية وزير الخارجية النرويجي بورج بريند الى التوجه لى المخبأ.

ونقل الجيش الاسرائيلي الذي فوضه نتنياهو بتصعيد الهجوم التحذيرات الى السكان في شمال غزة باسقاط منشورات ومن خلال مكالمات هاتفية.

لكن في حيي الشجاعية والزيتون في شرق غزة معقل التأييد الشعبي لحماس والجهاد الاسلامي لا يوجد ما يشير الى ان السكان أذعنوا لانذار اسرائيل باخلاء المنطقة.

وجاء في رسالة مسجلة تلقاها سكان الشجاعية والزيتون إن عدم الامتثال سيعرض حياة متلقي الرسائل وعائلاتهم للخطر. وقال ماهر ابو سعيد وهو طبيب عمره 45 عاما في الزيتون انه مع تعرض عدة مناطق للهجوم في غزة فانه لا يوجد مكان آمن وانه لن يرحل رغم التحذيرات الهاتفية الاسرائيلية.

وقال أبو زهري وهو يعلن رفض الحركة رسميا خطة وقف اطلاق النار “خلاصة النقاش داخل مؤسسات الحركة هو رفض المبادرة ولذلك حماس أبلغت القاهرة الليلة الماضية اعتذارها عن قبول المبادرة المصرية.” ويقول قادة حماس إن الهدنة يجب أن تتضمن رفع حصار إسرائيل عن قطاع غزة وإعادة الالتزام باتفاق التهدئة الذي أنهى حرب غزة التي استمرت ثمانية أيام في عام 2012 وإطلاق المئات من نشطيها الذين اعتقلوا في الضفة الغربية بينما كانت اسرائيل تبحث عن ثلاثة شبان مختطفين. وعثر على الاسرائيليين الثلاثة في وقت لاحق قتلى وقتل شاب فلسطيني في وقت لاحق فيما بدا انه هجوم انتقامي شنه اسرائيليون. وأدت أعمال القتل هذه الى اندلاع المواجهة الحالية.

وتريد حماس أن تخفف مصر القيود في معبر رفح التي فرضت بعد أن عزل الجيش الرئيس السابق المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو تموز الماضي.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية