مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وزراء أكراد يقاطعون اجتماعات الحكومة وبغداد توقف الشحن الجوي إلى مدينتين كرديتين

من رحيم سلمان وايزابيل كوليه

بغداد‭/‬اربيل (رويترز) – قاطع وزراء أكراد اجتماعات حكومة تسيير الأعمال في العراق وأوقفت السلطات في بغداد رحلات الشحن الجوي إلى مدينتين كرديتين يوم الخميس في تصعيد للخلاف بين الأكراد والحكومة المركزية التي يقودها الشيعة.

ويرجح أن يعقد الخلاف المرتبط بحملة يقودها متشددون سنة في العراق الجهود الرامية للاتفاق على حكومة جديدة للمساعدة في التعامل مع العنف.

وانسحب الوزراء الأكراد الأربعة من اجتماعات الحكومة احتجاجا على تصريح لرئيس الوزراء نوري المالكي وصفوه بأنه “استفزازي” قال فيه إن مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان ملاذ للمتشددين السنة الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من شمال وغرب العراق.

وتمثل المكاسب التي يحققها تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من المقاتلين أخطر تهديد أمني لحكومة المالكي التي يقودها الشيعة منذ انسحاب القوات الأمريكية عام 2011 وتثير شبح تقسيم العراق على أسس عرقية وطائفية.

واستغل الأكراد الاضطرابات للسيطرة على مدينة كركوك واحتياطياتها النفطية الهائلة ليحققوا حلما يراودهم منذ فترة طويلة وطلب زعيمهم مسعود البرزاني من البرلمان الأسبوع الماضي الإعداد لاستفتاء على الاستقلال مما أغضب بغداد.

وقال مسؤول كردي كبير طلب عدم ذكر اسمه لرويترز إن المسؤولين سيواصلون تسيير شؤون وزاراتهم وإنهم لم ينسحبوا من الحكومة.

ولم يضع الوزراء جدولا زمنيا للمقاطعة أو شروطا للعودة لكنهم دعوا إلى تشكيل حكومة وطنية شاملة.

وفي غيابهم كان أول موضوع على جدول أعمال الحكومة يوم الخميس هو توجيه وزارة الخارجية التي يتولاها الكردي هوشيار زيباري الى استدعاء الدبلوماسيين الذين أفادت تقارير بأنهم تظاهروا في لندن من أجل استقلال الأكراد للعودة إلى العراق.

وقال ناصر بندر مدير سلطة الطيران المدني العراقية لرويترز بينما اجتمع البرلمان إن رحلات الشحن الجوي إلى أربيل والسليمانية أكبر مدينتين كرديتين توقفت حتى إشعار آخر. وأضاف أن رحلات الركاب لن تتأثر. وقال إن القرار مرتبط باتهامات المالكي لأربيل بأنها أصبحت قاعدة للإسلاميين المتشددين.

ومع سيطرة المتشددين الإسلاميين على المزيد من الأراضي في محافظات عراقية سنية دعت الولايات المتحدة ودول أخرى السياسيين في بغداد إلى تشكيل حكومة أكثر شمولا بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في أبريل نيسان.

ويطالب الأكراد والسنة بأن يترك المالكي المنصب قائلين إنه همشهم خلال ولايته الممتدة منذ ثماني سنوات لكنه لم يظهر أي بادرة على الاستعداد للرحيل.

وهوت العلاقات بين الشيعة والأكراد لمستوى جديد يوم الأربعاء عندما اتهم المالكي الأكراد بالسماح باستخدام أربيل كمركز للدولة الإسلامية وآخرين من بينهم أعضاء سابقون في حزب البعث المنحل.

وردا على اتهامات المالكي التي وصفها “بالباطلة” قال أميد صباح الناطق الرسمي لرئاسة إقليم كردستان يوم الأربعاء إن المالكي “أصابته هستيريا فعلا وفقد توازنه وهو يحاول بكل ما أمكن تبرير أخطائه وفشله وإلقاء مسؤولية الفشل على الآخرين.”

وأضاف أن أربيل “ملاذ كل المظلومين بمن فيهم هو بالذات عندما هرب من الدكتاتورية وهي ملاذ جميع الذين يهربون الآن من دكتاتوريته.” ودعا صباح المالكي إلى الاعتذار للشعب العراقي عن تدمير بلده. وقال “من يدمر البلاد لا يمكنه إنقاذها من الأزمات.”

وأضاف أن الشخص الذي دمرها لا يمكن أن ينقذها من الأزمات.

ولجأ الكثير من السنة الفارين من مدينة الموصل الشمالية أثناء حملة المتشددين إلى كردستان وأصبحت شخصيات سياسية سنية بارزة يكرهها المالكي تتردد على الإقليم.

واستولى المتشددون على المال والسلاح ومعدات أخرى خلال اجتياحهم المحافظات السنية. وأبلغ العراق الأمم المتحدة هذا الأسبوع بأن المتشددين استولوا على 40 كيلوجراما من مركب اليورانيوم من الموصل.

وقللت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أهمية المادية يوم الخميس قائلة إنها “منخفضة المستوى” ولا تشكل تهديدا أمنيا كبيرا.

وقالت الحكومة إنها فقدت السيطرة على منشأة سابقة للأسلحة الكيماوية الشهر الماضي في المثنى شمالي بغداد حيث توجد بقايا البرنامج السابق للأسلحة الكيماوية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إن المادة قديمة على ما يبدو ومن غير المرجح التمكن من الوصول إليها أو استخدامها.

وقال المتحدث العسكري باسم المالكي اللواء قاسم عطا يوم الخميس إن عشرات “الإرهابيين” قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية بما في ذلك 46 في محافظة الأنبار بغرب العراق و39 إلى الشرق من بغداد.

لكن المتشددين واصلوا تحقيق المكاسب في بعض المناطق وقال مصدر بالشرطة إنهم سيطروا على قرية في ديالى على بعد ثلاثة كيلومترات شرقي بلدة المقدادية على طريق رئيسي يربطها ببلدات أخرى في المحافظة.

وقال مصدر أمني ومسؤول محلي إن المتشددين استولوا على قاعدة عسكرية في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد يوم الخميس.

وأضافا أن المتشددين خاضوا اشتباكات حتى دخلوا القاعدة التي تقع على مشارف بلدة المقدادية على بعد 80 كيلومترا شمال شرقي بغداد. وكان الجانب الشمالي من البلدة تحت سيطرتهم بالفعل قبل اشتباكات يوم الخميس.

وشهدت المنطقة المحيطة بالمقدادية اشتباكات مستمرة في الأسابيع القليلة الماضية منذ سيطر مقاتلون يقودهم تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الموصل في شمال العراق وتقدموا جنوبا باتجاه بغداد.

وأكد مسؤول محلي أن المتشددين اقتحموا الموقع لكنه قال إنه سيتم صدهم. وأضاف “تمكنوا من السيطرة على جزء من القاعدة لكننا سنستعيده منهم.”

ولم يتسن الاتصال بالمتحدث باسم الجيش للتعليق.

وفي محافظة صلاح الدين شمالي بغداد اختطف 35 مزارعا سنيا في اليومين الماضيين حين جاءوا بمنتجاتهم لبيعها في بلدة الدجيل وفقا لما ذكره ابن عم أحد المخطوفين ومسؤولان محليان.

وقال قريب المخطوف إنه رأى مسلحين يخطفون ابن عمه بينما كان يجلس في سيارته على مقربة.

وقال قادة ميليشيات ومقاتلون يدعمون القوات الحكومية في محافظة صلاح الدين وحول بغداد لرويترز إنهم يعتقلون السنة باتهامات تتصل بالإرهاب. وتقول عائلات المخطوفين إن أقاربهم اختفوا ولا أثر لهم.

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية