مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وكالة: المواد النووية التي استولى عليها مسلحون في العراق لا تمثل خطرا

مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا من الخارج في 28 نوفمبر تشرين الثاني 2013. رويترز reuters_tickers

من فردريك دال

فيينا (رويترز) – قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوم الخميس إنها تعتقد أن المواد التي قال العراق إن مسلحين استولوا عليها من “درجة منخفضة” ولا تمثل خطرا أمنيا يذكر.

وقال العراق للأمم المتحدة إن المواد النووية كانت تستخدم في الأبحاث العلمية بجامعة في مدينة الموصل في شمال البلاد وطلب المساعدة لتجنب خطر استخدام “الإرهابيين” لهذه المواد في العراق أو في الخارج.

وقال السفير العراقي لدى الأمم المتحدة محمد علي الحكيم هذا الأسبوع إن الحكومة فقدت السيطرة كذلك على منشأة سابقة لإنتاج الأسلحة الكيماوية وإن المنشأة سقطت في أيدي “جماعات إرهابية مسلحة” وإن الحكومة لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها الدولية بتدمير المواد السامة الموجودة في المنشأة.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات من العراق وسوريا قبل أن يعلن خلافة إسلامية في 29 يونيو حزيران.

وقالت جيل تودور المتحدثة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الوكالة “على دراية ببلاغ العراق وتجري اتصالات للحصول على المزيد من التفاصيل.”

وأضافت “بناء على المعلومات الأولية نعتقد أن المواد المذكورة من درجة منخفضة ولا تمثل خطرا كبيرا على السلامة والأمن أو الانتشار النووي.”

وقالت تودور “مع ذلك فإن فقدان السيطرة على المواد النووية وغيرها من النظائر المشعة يدعو للقلق.”

وقال السفير العراقي لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى الأمين العام بان جي مون في الثامن من يوليو تموز إن حوالي 40 كيلوجراما من مركبات اليورانيوم كانت موجودة في جامعة الموصل.

وكتب الحكيم يقول “استولت مجموعات إرهابية على مواد نووية في المواقع التي خرجت عن سيطرة الدولة”.

لكن مصدرا بالحكومة الأمريكية قال إن المواد لا يعتقد أنها يورانيوم مخصب ولذلك سيكون من الصعب استخدامها لتصنيع سلاح نووي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشفيتش إن من غير المرجح أن يشكل الحادث المذكور تهديدا مباشرا. لكنه قال “بالطبع فإن حقيقة أن الإرهابيين… أظهروا اهتماما لا لبس فيه بالحصول على المواد النووية والكيماوية تثير انزعاجا شديدا.”

ويقول خبراء إن أي فقد أو سرقة لليورانيوم عالي التخصيب والبلوتونيوم أو أنواع أخرى من المواد المشعة يمثل خطرا محتملا إذ قد يحاول المتشددون المسلحون استخدامها لصنع قنبلة نووية بدائية أو لتصنيع “قنبلة قذرة”.

وقال أولي هاينونين كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق إن المواد إذا جاءت من الجامعة فقد تكون مواد كيميائية معملية أو للوقاية من الإشعاع وتحتوي على يورانيوم طبيعي أو منضب.

وقال هاينونين لرويترز “لا يمكنك القيام بتفجير نووي من هذه الكمية لكن كل مركبات اليورانيوم سامة… هذه المواد أيضا لا تصلح بما يكفي لصنع قنبلة قذرة.”

وفيما يسمى “بالقنبلة القذرة” تستخدم المتفجرات التقليدية لتنشر الإشعاع من أي مصدر مشع مثل المواد المستخدمة في المستشفيات والمصانع والتي لا تخضع لحماية كافية.

وقال هاينونين إنه ينبغي ألا يكون هناك يورانيوم مخصب في الموصل مستشهدا بتحقيقات الأمم المتحدة التي تعود لعشر سنوات أو أكثر.

وساعدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا في تفكيك البرنامج النووي العراقي في التسعينيات خلال فترة عمل هاينونين بالوكالة.

وقال هاينونين “ينبغي ألا يكون لدى العراق أي منشأة نووية متبقية تستخدم المواد النووية بهذه الكميات.”

وقال مارك هيبس من مؤسسة كارنيجي البحثية “مشط مفتشو الأمم المتحدة منطقة الموصل وعدة إدارات بالجامعة مرارا لعشر سنوات بعد حرب الخليج الأولى (1990-1991) ويعرفون المواد المخزنة هناك.”

وأضاف “تشمل هذه المواد أطنان نفايات اليورانيوم السائلة وأكاسيد اليورانيوم ورابع فلوريد اليورانيوم. بعض هذه المواد لا يزال هناك لكن لا يوجد يورانيوم مخصب.”

وقالت وزارة الخارجية العراقية إن عينات المواد الذرية كانت تستخدم في معامل جامعة الموصل بكميات صغيرة للغاية لأغراض الدراسة والبحث العلميين فقط. وأضافت أن السلطات العراقية كانت تعد خطة للتخلص منها لكن الوضع الأمني حال دون ذلك.

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية