مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الدبابات الإسرائيلية تحاصر مستشفى الشفاء بغزة وبايدن يدعو لحماية المستشفيات

الدخان يتصاعد فوق مستشفى الشفاء في مدينة غزة بينما يحتمي نازحون فلسطينيون داخله في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني 2023 . تصوير : دعاء روقة - رويترز . reuters_tickers

من نضال المغربي ودان وليامز

غزة/القدس (رويترز) – تقدمت الدبابات الإسرائيلية يوم الاثنين إلى أبواب المستشفى الرئيسي في مدينة غزة، وهو هدف رئيسي في معركة السيطرة على النصف الشمالي من القطاع، بينما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يجب حماية المستشفيات.

على نحو منفصل، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها مستعدة للإفراج عن نحو 70 من النساء والأطفال المحتجزين في غزة مقابل هدنة لخمسة أيام في الحرب.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة من داخل مستشفى الشفاء إن 32 مريضا، منهم ثلاثة من الأطفال حديثي الولادة، لقوا حتفهم خلال الأيام الثلاثة الماضية نتيجة حصار المستشفى وانقطاع التيار الكهربائي.

ولا يزال 650 مريضا على الأقل داخل المستشفى يشعرون باليأس لعدم إمكانية إجلائهم إلى منشأة طبية أخرى، سواء من الصليب الأحمر أو أي وكالة محايدة أخرى. وتقول إسرائيل إن المستشفى يقع فوق أنفاق تضم مقرا لمقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإنهم يستخدمون المرضى دروعا بشرية، وهو ما تنفيه حماس.

وقال الطبيب الجراح بالمستشفى أحمد المخللاتي عبر الهاتف “الدبابات أمام المستشفى. نحن تحت حصار شامل. هذه منطقة مدنية بالكامل. يوجد فقط مرافق المستشفى والمرضى والأطباء ومدنيون يقيمون في المستشفى. يجب على أحد (المسؤولين) إنهاء هذا الوضع”.

وأضاف “قصفوا خزانات وآبار المياه ومضخة الأكسجين أيضا. قصفوا كل شيء في المستشفى”.

وفي أول تصريحات له منذ أحداث بداية الأسبوع ومنها وفاة المرضى في مستشفى الشفاء، قال بايدن إنه يجب حماية المستشفيات.

وصرح بايدن للصحفيين في البيت الأبيض بأنه “يأمل ويتوقع بأن تكون هناك إجراءات أقل تدخلا فيما يتعلق بالمستشفيات وسنظل على اتصال مع الإسرائيليين”.

وأضاف أن “هناك أيضا جهودا لتحقيق هذه الهدنة للتعامل مع إطلاق سراح المحتجزين وهذا يجري التفاوض بشأنه أيضا مع القطريين… لذلك ما زلت متفائلا إلى حد ما ولكن يجب حماية المستشفيات”.

وأطلقت إسرائيل حملتها الشهر الماضي للقضاء على حماس التي تدير غزة بعد أن اجتاح مقاتلوها جنوب إسرائيل في هجوم قالت إنه أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة وفق إحصاء إسرائيل.

وقتلت الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة بعد ذلك الآلاف من سكان غزة وصار ثلثا سكان القطاع بلا مأوى. وأمرت إسرائيل بإخلاء النصف الشمالي من قطاع غزة. وتقول السلطات الطبية في غزة إنه تأكد مقتل ما يزيد على 11 ألف شخص، نحو 40 بالمئة منهم أطفال.

وتقول إسرائيل إن حماس تستخدم المستشفيات كمرافق عسكرية، ونشر الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين مقاطع فيديو وصورا قال إنها لأسلحة خزنتها الحركة في قبو مستشفى الرنتيسي، وهو مستشفى للأطفال متخصص في علاج السرطان.

* رهائن مقابل وقف إطلاق النار؟

قال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام في تسجيل صوتي على قناة حماس على تيليجرام إنهم على استعداد للإفراج عن بعض الرهائن الذين تحتجزهم مقابل وقف إطلاق النار لخمسة أيام، وهو عرض من غير المرجح أن تقبله إسرائيل.

وأضاف أبو عبيدة “طلب العدو الإفراج عن 100 إمرأة وطفل من محتجزي العدو في غزة وقد أخبرنا الوسطاء أن بامكاننا في هدنة مدتها خمسة أيام تتضمن أن نفرج عن 50 من النساء والأطفال المحتجزين في غزة وقد يصل العدد في نهاية المطاف إلى 70 على اعتبار وجود إشكالية في تواجد أولئك المحتجزين لدى فصائل وجهات متعددة”، في إشارة إلى طلب إسرائيلي.

وأوضح أنه “كان هناك جهد من الإخوة الوسطاء القطريين الأسبوع الماضي من أجل الإفراج عن محتجزي العدو من النساء والأطفال مقابل الإفراج عن 200 طفل فلسطيني و75 امرأة فلسطينية هم مجموع المعتقلين حتى تاريخ الحادي عشر من نوفمبر من النساء والأطفال لدى العدو”.

وتابع أبو عبيدة أنه يجب أن تتضمن الهدنة “وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإغاثية والإنسانية لجميع أبناء شعبنا في جميع أنحاء قطاع غزة”.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان للصحفيين إن واشنطن “ترغب في رؤية فترات توقف أطول بكثير، لأيام وليس لساعات، في سياق إطلاق سراح الرهائن”.

وأفاد مسؤول أمريكي آخر، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن إطلاق سراح عشرات الرهائن قد يؤدي إلى توقف القتال لعدة أيام قائلا إن المفاوضات حساسة للغاية.

ورفضت إسرائيل، التي تحاصر غزة فعليا، وقف إطلاق النار بحجة أن حماس ببساطة ستستغله لإعادة تجميع صفوفها لكنها سمحت “بفترات توقف مؤقتة” قصيرة سمحت بدخول المواد الغذائية والإمدادات الأخرى وخروج الأجانب.

ووقع قتال أيضا في مستشفى القدس الذي توقف عن العمل أيضا، وهو ثاني أكبر مستشفى في شمال غزة. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن المستشفى محاصر وسط إطلاق نار كثيف وإن قافلة أرسلت لإجلاء المرضى والموظفين لم تتمكن من الوصول إليه.

وقالت إسرائيل إنها قتلت “نحو 21 إرهابيا” في مستشفى القدس ردا على إطلاق نار عند مدخل المستشفى. ونشرت لقطات تظهر ما قالت إنه مجموعة من الرجال عند بوابة المستشفى، ويحمل أحدهم على ما يبدو قاذفة قنابل صاروخية.

وفي مؤشر على التقدم الإسرائيلي في غزة، بثت القناة 12 التلفزيونية صورة لجنود يحملون الأعلام الإسرائيلية في قاعة البرلمان في غزة. وقال يسرائيل كاتس الوزير في الحكومة الأمنية الإسرائيلية على منصة إكس إن الصورة أظهرت أن “رمز حكم حماس في غزة” في أيدي الجنود الإسرائيليين.

وقالت الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية إنها قتلت عددا من قادة ومسؤولي حماس من بينهم محمد خميس دبابش، الذي وصفته بأنه الرئيس السابق للمخابرات العسكرية للحركة.

وذكرت وسائل إعلام تابعة لحركة حماس أن غارة جوية إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة قتلت أكثر من 30 شخصا وأصابت العشرات. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه يجري التحقق من هذا التقرير.

وفي إسرائيل، انطلقت صفارات الإنذار في وسط البلاد وفي مدينة تل أبيب مساء يوم الاثنين إذ قالت كتائب القسام على حساب حماس على تيليجرام إنها أطلقت مجموعة من الصواريخ على تل أبيب.

وتجددت المخاوف من اتساع نطاق الحرب خارج قطاع غزة مع تصاعد الاشتباكات على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان وشن الولايات المتحدة ضربات جوية على أهداف لفصائل مرتبطة بإيران في سوريا المجاورة.

* مستشفى في قلب المعارك

في مستشفى الشفاء، قال القدرة إن المستشفى يتعرض لهجمات من قناصة إسرائيليين وطائرات مسيرة مما يجعل من المستحيل على المسعفين والمرضى التنقل.

وطلبت إسرائيل من المدنيين المغادرة ومن الأطباء إرسال المرضى إلى أماكن أخرى. وتقول إنها حاولت إجلاء الأطفال من جناح الأطفال حديثي الولادة وتركت 300 لتر من الوقود لتشغيل مولدات الطوارئ عند مدخل المستشفى، لكن حماس رفضت ذلك.

وقال القدرة إن هذه الكمية من الوقود تكفي لإمداد المستشفى بالكهرباء لمدة نصف ساعة فقط وإن مستشفى الشفاء يحتاج إلى ما بين 8000 و10000 لتر من الوقود يوميا يقدمها الصليب الأحمر أو إحدى الوكالات الدولية.

(إعداد محمد علي فرج ورحاب علاء للنشرة العربية)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية