مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الطيران السعودي يقصف مواقع للمتمردين باليمن

الرياض (رويترز) – قال مستشار للحكومة السعودية يوم الخميس ان بلاده شنت غارات جوية مكثفة على متمردين في شمال اليمن وانها تحرك قوات باتجاه الحدود وذلك بعدما توغل المتمردون الشيعة في أراضيها.
وقال مسؤولون في الحكومة السعودية ان الطيران السعودي قصف متمردين سيطروا على منطقة حدودية داخل المملكة وأضافوا أن القوات السعودية استعادت السيطرة عليها. وذكر المسؤولون أن 40 متمردا على الأقل قتلوا في المعارك.
ونفى مسؤول بوزارة الدفاع اليمنية يوم الخميس ان تكون القوات السعودية ضربت أهدافا داخل اليمن.
وقال المسؤول لرويترز “السعودية لم تضرب أهدافا في اليمن.” لكنه رفض اعطاء مزيد من التعليقات على التقارير عن أن سلاح الجو السعودي هاجم مواقع للمتمردين.
ويتزايد قلق السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم إزاء عدم الاستقرار في اليمن الذي يواجه أيضا مشاعر انفصالية في الجنوب وتهديدا متناميا من تنظيم القاعدة.
وقال المستشار الذي طلب عدم ذكر اسمه لان العمليات لا تزال مستمرة “بدأت غارات جوية سعودية اعتبارا من عصر أمس على مواقعهم في شمال اليمن.”
وأضاف “نفذت غارات جوية متعاقبة .. قصف مكثف للغاية على مواقعهم ليس فقط على الحدود وانما على مواقعهم الرئيسية أيضا حول صعدة” في اشارة الى المحافظة الشمالية اليمنية التي يحارب فيها المتمردون الحكومة اليمنية منذ أغسطس اب.
ونقلت قناة الجزيرة الفضائية عن متحدث باسم المتمردين قوله ان الطيران السعودي قصف ستة مواقع داخل اليمن وان أحدها تعرض للقصف بنحو مئة صاروخ خلال ساعة واحدة.
ولم يصدر تأكيد رسمي من السعودية أو اليمن بشأن الغارات الجوية السعودية عبر الحدود والتي قال المستشار السعودي انها تمت بالتنسيق مع القوات المسلحة اليمنية.
وقالت السعودية يوم الأربعاء ان ضابط أمن قُتل وأُصيب 11 في هجوم شنه مسلحون عبروا الحدود من اليمن وهو أول توغل معلن منذ اندلاع الصراع بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية مجددا في أغسطس اب.
وأشار موقع ايلاف السعودي ومقره لندن الى أن جنديا آخر توفي في وقت لاحق متأثرا بجراح أُصيب بها في الاشتباك.
وقال المستشار السعودي انه لم يتم اتخاذ قرار بعد بارسال قوات عبر الحدود لكنه أوضح أن الرياض لم تعد مستعدة للتسامح مع المتمردين اليمنيين.
وأضاف “بعد ما حدث أمس من الواضح أنهم فقدوا ادراكهم للواقع وبلغ الوضع مرحلة حيث لا يوجد سبيل آخر. يجب القضاء عليهم.”
وكان تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب أعلن مسؤوليته يوم الخميس عن مقتل سبعة من مسؤولي الأمن اليمنيين في كمين بالقرب من الحدود السعودية الاسبوع الحالي.
وكان المتمردون الحوثيون في شمال اليمن اتهموا السعودية من قبل بدعم القوات المسلحة اليمنية في صراعهم معها. ونفت صنعاء هذا الأمر.
وقال المتمردون يوم الأربعاء انهم سيطروا على منطقة جبل الدخان بعدما ألحقوا الهزيمة بقوات سعودية هناك.
وأضافوا أن السعودية تسمح للجيش اليمني باستخدام المنطقة الجبلية لشن هجمات عليهم وأنه سيكون لهم رد اذا استمر هذا الأمر.
وقال مراسل تلفزيون العربية محمد الحسن في مكالمة هاتفية من جبل الدخان ان القتال مستمر.
وأضاف أنهم يسمعون أصوات الرصاص وقذائف المدفعية من وقت لآخر ويرون أعمدة الدخان تتصاعد. وتابع انه كان هناك قصف جوي سعودي مكثف مساء الأربعاء وصباح الخميس على جبل الدخان وبعض الجبال المحيطة به خاصة في جهة الشرق لكن القصف الجوي توقف منذ عدة ساعات.
وتمتد الحدود بين اليمن والسعودية مسافة 1500 كيلومتر وتمثل مبعث قلق أمني بالنسبة للسعودية التي تبني سياجا حدوديا تستخدم فيه التكنولوجيا المتقدمة لمنع التسلل.
وتخشى السعودية ودول غربية من أن يمكن الصراع في شمال اليمن وحركة انفصالية في جنوبه القاعدة من الاحتفاظ بموطيء قدم قوي في اليمن.
وتعززت هذه المخاوف في أغسطس عندما حاول انتحاري من القاعدة جاء من اليمن وتظاهر بأنه تائب اغتيال مسؤول مكافحة الارهاب في السعودية وهو أحد أفراد العائلة المالكة.
وتخشى دول عربية حليفة للولايات المتحدة مثل السعودية ومصر أن يصبح لايران نفوذ في اليمن من خلال المتمردين الحوثيين الذين ينفون تلقيهم أي مساعدة من طهران التي عرضت التوسط في الصراع.
وبدأ اليمن عملية الارض المحروقة في أغسطس للقضاء على التمرد. وتقول جماعات إغاثة ان القتال الذي اندلع عام 2004 أدى الى نزوح نحو 150 ألف شخص.
ويقول المتمردون انهم يتعرضون لتهميش سياسي واقتصادي وديني من قبل الحكومة المركزية في اليمن.
من سهيل كرم

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية