مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الولايات المتحدة ترفع حظر الرحلات لإسرائيل وعدد القتلى يتجاوز 700

فلسطينيون يتجمعون حول جثتي صبيين فلسطينيين قتلا في غارة جوية اسرائيلية خلال جنازتهما بمسجد في غزة يوم الخميس, تصوير: صهيب سالم- رويترز. reuters_tickers

من نضال المغربي ودان وليامز

غزة/القدس (رويترز) – نالت إسرائيل تخفيفا جزئيا للضغوط الاقتصادية التي نتجت عن حربها على غزة يوم الخميس بعد أن رفعت الولايات المتحدة حظرا على الرحلات التجارية لتل أبيب فيما أدت المعارك لارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 700.

ولم يتسن التوصل لهدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) رغم مساعي الوساطة المكثفة.

وقال فلسطينيون إن سكان قريتين جنوبيتين حوصروا بسبب قصف الدبابات على مدى أيام وإن المسعفين غير قادرين على إجلاء المصابين فيما قالت وكالات تتبع الأمم المتحدة إن أكثر من 140 ألف شخص تشردوا. وأطلقت حماس صواريخ على تل أبيب وقالت ان مسلحيها نفذوا كمينا ضد جنود إسرائيليين في شمال غزة أدى إلى وقوع خسائر بشرية.

وبتشجيع من واشنطن تسعى مصر للتوسط من أجل التوصل لوقف محدود لإطلاق النار لأغراض انسانية. وتشارك تركيا وقطر حليفة حماس أيضا في المساعي الدبلوماسية.

وقال مسؤول في القاهرة يوم الأربعاء إن الهدنة قد تسري بحلول مطلع الأسبوع تزامنا مع عيد الفطر الذي قد يحل يوم الاثنين أو الثلاثاء.

لكن مسؤولا أمريكيا قال ان من غير المرجح التوصل لأي هدنة بحلول مطلع الأسبوع كما أكد على هذا الرأي وزير في الحكومة المصغرة الإسرائيلية المعنية بشؤون الأمن إذ قال إن الجيش يحتاج لما بين أسبوع وأسبوعين ليكمل مهمة هدم الانفاق التي تستغلها حماس لشن هجمات عبر الحدود.

وقال الوزير جلعاد اردان لراديو إسرائيل “إذا كان الحديث عن هدنة انسانية لغرض – لا أحب قول هذا – إزالة الجثث فان كل شيء له صلة بالمدنيين على المدى القصير قد يكون محل النظر.”

وأضاف “لكنني سأعارض أي وقف لإطلاق النار حتى يتضح أن الانفاق ستدمر وما الذي سيحدث في الفترة التي تعقب وقف إطلاق النار.

وبلغ عدد القتلى في غزة 723 يوم الخميس بعد أن أدى قصف دبابات إسرائيلية وهجمات قبل الفجر إلى مقتل 31 شخصا في القطاع الساحلي الذي تسيطر عليه حماس. وقال مسؤولون فلسطينيون ان بين القتلى طفلا عمره 18 شهرا وستة افراد من الأسرة ذاتها.

وفي قريتي عبسان وخزاعة في الجنوب قال المسؤولون ان القصف الإسرائيلي خلف قتلى ومصابين تحت الانقاض بينما لم تستطع الفرق الطبية المخاطرة بالاقتراب. وفي أنحاء أخرى في غزة قالت وكالة اغاثة تتبع الأمم المتحدة ان ثلاثة من مدرسيها قتلوا في ضربات جوية إسرائيلية.

وفقدت إسرائيل 32 جنديا في الاشتباكات داخل غزة ومع مقاتلي حماس الذين يتسللون عبر الحدود المحصنة من خلال الانفاق. وأكد الجيش وقوع اشتباك جديد يوم الخميس لكنه لم ينشر على الفور تقارير بالخسائر.

وتسببت الصواريخ وقنابل المورتر الفلسطينية في مقتل ثلاثة مدنيين في إسرائيل. وارتفعت وتيرة هذا القصف في الاسابيع الماضية فيما شنت إسرائيل حملة ضد حماس في الضفة الغربية المحتلة الأمر الذي أدى لبدء الهجوم الجوي والبحري في الثامن من يوليو تموز على القطاع والذي تصاعد إلى غزو بري قبل اسبوع.

ورغم أن نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ أسقط معظم الصواريخ التي أطلقت من غزة لكن صاروخا اقترب من مطار بن جوريون في تل أبيب يوم الثلاثاء دفع إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية لفرض حظر على الرحلات الأمريكية هناك.

وحذت شركات اجنبية حذو الولايات المتحدة الأمر الذي أدى لخلو صالات الوصول الدولية التي عادة ما تكون مزدحمة وللإضرار باقتصاد إسرائيل في ذروة الموسم السياحي الصيفي. وأشادت حماس بذلك باعتباره انتصارا ودفع ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأن يطلب من إدارة الرئيس باراك أوباما التدخل.

وقالت مصادر في مطار القاهرة إن شركة مصر للطيران أوقفت يوم الخميس إلى أجل غير مسمى رحلات شركة أير سينا التابعة لها إلى تل أبيب. وعزا مصدر القرار إلى “خطورة الوضع الأمني في إسرائيل”.

وقال المصدر إن السفير الإسرائيلي في القاهرة حاييم كورن وباقي طاقم السفارة المكون من تسعة أفراد حجزوا بعد إلغاء رحلة أير سينا يوم الخميس مقاعد على رحلة متجهة إلى العاصمة الأردنية عمان في طريقهم إلى إسرائيل لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.

وكانت أير سينا تنظم أربع رحلات أسبوعيا إلى تل أبيب. وأوقفت شركة العال الإسرائيلية رحلاتها إلى مصر قبل نحو عامين لانخفاض أعداد المسافرين.

وألغت إدارة الطيران الاتحادية الحظر مساء الاربعاء بعد مراجعة الوضع الأمني. وقالت يو.إس. إير وايز وهي وحدة تابعة لشركة أمريكان إيرلاينز يوم الخميس انها ستواصل رحلاتها من تل أبيب إلى فيلادلفيا.

وتوقعت إسرائيل أن تحذو شركات طيران أمريكية أخرى حذو الشركة خلال ساعات رغم أن الشركات الأوروبية قد تستغرق وقتا أطول. وقالت شركتا لوفتهانزا وإير برلين الألمانيتان ان وقف الرحلات لتل أبيب سيستمر حتى يوم الجمعة.

وقال جادي ريجيف رئيس أركان هيئة الطيران المدني الإسرائيلية “لم يفكر الأوروبيون مليا في الأمر لكنهم تحركوا بناء على القرار الأمريكي.”

وتم تحويل بعض الطائرات الأوروبية إلى مطار لارناكا في قبرص حيث استقل المسافرون طائرات إسرائيلية إلى مطار بن جوريون.

وفيما بدا انه محاولة للتسبب في حظر امريكي جديد قالت حماس انها أطلقت صاروخين على الأقل على مطار بن جوريون يوم الخميس. لكن لم تسمع أي صافرات إنذار في المطار فيما طارت الصواريخ عاليا قبل أن يسقطها نظام القبة الحديدية فوق تل أبيب إلى الغرب وبتاح تيكفا إلى الشمال.

وفي قطر أشاد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بمقاتلي الحركة وقال إنهم حققوا مكاسب ضد إسرائيل. وقال انه يؤيد هدنة إنسانية لكن اتفاق وقف إطلاق النار لن يكون مقبولا إلا إذا كان في مقابل رفع المعاناة عن سكان قطاع غزة. وتريد حماس من مصر أيضا فتح حدودها مع غزة.

وقال “المطلوب الآن تنفيذ مطالبنا ثم تحديد ساعة الصفر للتهدئة.. لا نقبل أي مبادرة لا ترفع الحصار عن شعبنا … لا نريد الحرب ولا نريد استمرارها لكننا لن ننكسر أمام العدوان.”

وقالت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي إن هناك “احتمالا قويا” أنها ترتكب جرائم حرب في غزة حيث يقول مسعفون ان معظم القتلى مدنيون.

ونددت أيضا بقيام اسلاميين باطلاق صواريخ دون تمييز من غزة وقال مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان انه سيطلق تحقيقا دوليا في الانتهاكات المزعومة.

ورد نتنياهو بغضب شديد على انباء عن تحقيق محتمل من جانب الامم المتحدة لعلمه بالتقرير الذي أدان اسرائيل في عملية غزة 2008/ 2009 التي قتل فيها اكثر من 1000 فلسطيني. وقال “قرار اليوم من مجلس حقوق الانسان هو صورة زائفة.” وأضاف “يجب على مجلس حقوق الانسان ان يبدأ تحقيقا في قرار حماس بتحويل المستشفيات إلى مراكز قيادة عسكرية واستخدام المدارس كمخازن للاسلحة ووضع بطاريات الصواريخ بجوار الملاعب والمنازل الخاصة والمساجد.” وعبر الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الاربعاء عن إنزعاجه لاخفاء 20 صاروخا عثر عليها مخبأة في مدرسة تديرها الامم المتحدة في قطاع غزة. ويزور بان المنطقة في مسعى للتوصل لهدنة. وعثرت وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) على الصواريخ في إحدى مدارسها الخالية قبل اسبوع. واكتشفت مجموعة ثانية من الصواريخ في مدرسة خالية اخرى يوم الثلاثاء لكنها قالت في بيان انه بسبب انسحاب موظيفها بسرعة فانهم “لم يكن بمقدورهم التأكد من العدد على وجه التحديد.” وقال بان ان تخزين الصواريخ هناك حول “المدارس إلى أهداف عسكرية محتملة الأمر الذي يعرض حياة الأطفال الأبرياء للخطر” بالاضافة لموظفي الامم المتحدة وعشرات الالاف من الفلسطينيين الذين يحتمون بهذه المباني. ودعا لفتح تحقيق.

وعاد وزير الخارية الأمريكية جون كيري إلى مصر يوم الأربعاء بعد لقاء جمعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة. كما اجتمع مع بان ونتنياهو في القدس.

وقال كيري الذي يقوم بواحدة من أكثر زياراته تكثيفا للجهود في المنطقة منذ انهيار مفاوضات السلام التي توسط فيها بين نتنياهو وعباس في ابريل نيسان “لقد أحرزنا بالتأكيد بعض التقدم إلى الامام. ومازال يوجد عمل ينبغي القيام به.”

ورفضت حماس المبادرة المصرية وهي تريد تلبية شروطها بالكامل قبل انهاء الصراع.

وتكبد الحرب قطاع غزة الفقير خسائر فادحة ويقول مسؤولون فلسطينيون ان مالا يقل عن 475 منزلا دمر بالكامل بسبب القصف الإسرائيلي بينما لحقت أضرار بنحو 2644 منزلا. وتعرضت 46 مدرسة و56 مسجدا وسبعة مستشفيات لدرجات مختلفة من التدمير.

ويقول الجيش الإسرائيلي ان أحد جنوده مازال مفقودا أيضا ويعتقد انه مات. وتقول حماس إنها أسرته لكنها لم تنشر صورة له.

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية