مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ايران والقوى الكبرى تستأنف محادثاتها يوم الاربعاء

فيينا (رويترز) – استؤنفت المحادثات بين ايران وثلاث قوى كبرى يوم الاربعاء بعد المزيد من التأخير بسبب تردد طهران في التصديق على اتفاق مبدئي يساعد على نزع فتيل أزمة مستمرة منذ فترة طويلة بشأن طموحاتها النووية.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ان التقدم في المحادثات النووية التي تستغرق ثلاثة أيام أبطأ مما كان متوقعا.
وقال دبلوماسيون غربيون ان هذا التأخير نتيجة تردد ايران في الموافقة على تفاصيل اتفاق مبدئي تم التوصل اليه في الاول من أكتوبر تشرين الاول في جنيف يقضي بارسال كمية كبيرة من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب الى روسيا وفرنسا لتخصيبه لدرجة أكبر.
وأضاف الدبلوماسيون أن القوى الكبرى تهدف الى التوصل لاتفاق يوم الاربعاء ولكنها غير متأكدة مما اذا كانت ايران ستوافق على المطلوب منها أم أنها ستهدر الوقت كما كانت تفعل في المحادثات النادرة التي أجريت في الماضي ولم تكن حاسمة.
وصرح مسؤول ايراني بارز لوكالة الطلبة الايرانية للانباء يوم الاربعاء بأن ايران سيكون لديها “انباء سارة” تتعلق بانجازاتها النووية خلال الاشهر المقبلة.
وقال محمد قنادي نائب مدير هيئة الطاقة الذرية الايرانية “في الاشهر المقبلة سيكون لدينا انباء سارة لدولتنا تتعلق بانجازاتنا النووية”.
وتعثرت المحادثات المتعددة الاطراف التي بدأت يوم الاثنين بعدما قالت ايران انها لن توافق على الحد من تخصيب اليورانيوم وقالت ان فرنسا لا يمكنها أن تكون جزءا من ذلك الاتفاق. وتريد القوى الكبرى الحد من التخصيب كي يتسنى انجاح الاتفاق.
وبدأ اجتماع يوم الاربعاء الساعة 0900 بتوقيت جرينتش وتولى رئاسة الاجتماع محمد البرادعي مدير عام وكالة الطاقة الذرية بعد المزيد من التأخير نظرا لاجراء الوفود الامريكية والفرنسية والروسية والايرانية مشاورات فيما بينها.
وقال دبلوماسيون غربيون ان القوى تريد من ايران ارسال نحو 75 في المئة من مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب لتخصيبه لدرجة أعلى. ويتم تحويل هذا اليورانيوم الى قضبان وقود واعادته لطهران لتعويض الكميات التي تنفد من مخزون الوقود لمفاعل في طهران لصناعة النظائر المشعة التي تستخدم في علاج السرطان.
وأي بنود أقل صرامة لن تحقق الثقة الكافية في أن ايران ملتزمة فعلا بالطاقة النووية المدنية.
وقال الدبلوماسيون ان البرادعي أبلغ كل الاطراف خلف الابواب المغلقة خلال اجتماع قصير يوم الثلاثاء ان مثل هذا الاتفاق حيوي لانهاء مشاعر الريبة. وكان رد فعل ايران ايجابيا ولكنه مبهم غير أنه كان من الواضح أنها لم تحسم رأيها بعد.
وأتاحت المحادثات التي رأسها البرادعي أول فرصة للبناء على الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الاول من أكتوبر لتهدئة مواجهة طويلة بشأن مخاوف الغرب من ان يكون برنامج الطاقة النووية الايراني واجهة لجهود لصنع قنابل ذرية.
وقال البرادعي للصحفيين مساء يوم الثلاثاء “أعتقد أننا نحرز تقدما. ربما يكون أقل مما توقعت. ولكننا نمضي قدما.”
وذكر البرادعي ان يوم الثلاثاء كان مخصصا لتحقيق تقدم في مشاورات ثنائية منفصلة شملت ايران وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة وهو يعتقد أنه ما زال في الامكان التوصل الى اتفاق لكن لم يتم بعد تسوية مسائل فنية صعبة وأخرى متعلقة ببناء الثقة.
وقال يوم الثلاثاء علي أصغر سلطانية سفير ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للصحفيين ان المشاورات “كانت بناءة والاجتماع مع كل الدول المعنية سيستمر غدا.”
واتهم منوشهر متكي وزير الخارجية الايراني ومسؤولون اخرون في طهران باريس بالتراجع عن عقود لتوريد مواد نووية في الماضي وقالوا ان من الضروري استبعاد فرنسا من أي اتفاق.
وقال دبلوماسيون على دراية بالمحادثات ان الاطراف تبحث حلا وسطا لانقاذ ماء الوجه أعدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقوم ايران بموجبه بتوقيع عقد مع روسيا وتقوم روسيا بالتعاقد من الباطن على اعمال اخرى مع فرنسا.
ويأمل الغرب أن تقلل خطوة ارسال جزء كبير من المخزون الايراني من اليورانيوم منخفض التخصيب لتحويله الى وقود لمفاعل النظائر المشعة الطبية من خطر تخصيب ايران لليورانيوم بدرجة نقاء أعلى تصلح لصنع قنابل.
ويقول دبلوماسيون غربيون انه يجب على طهران في نهاية المطاف ان تقيد برنامجها لتبديد مخاوف من امكانية تخصيب مخزوناتها المتزايدة من اليورانيوم منخفض التخصيب سرا بقدر يسمح بانتاج اسلحة نووية.
ولكن متكي قال ان ايران لا تنوي التخلي عن انشطة تخصيب اليورانيوم كما يطالب مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة.
وأضاف متكي في المؤتمر الصحفي “ستواصل ايران تخصيب اليورانيوم. هذا لا يرتبط بشراء الوقود من الخارج.”
ويستخدم اليورانيوم منخفض التخصيب كوقود للمفاعلات النووية بينما يتطلب صنع قنبلة يورانيوم عالي التخصيب. ويخشى الغرب من ان يكون برنامج الطاقة النووية المدني الايراني المعلن واجهة لانتاج مواد انشطارية لصنع قنابل ذرية. وتنفي ايران ذلك.
من مارك هاينريك وسيلفيا وستال

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية