مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بلينكن يرفض مساعي الدول العربية لوقف فوري لإطلاق النار في غزة

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحفي في عمان بالأردن يوم السبت. تصوير: علاء السخني - رويترز. reuters_tickers

من سايمون لويس وسليمان الخالدي

عمان (رويترز) – دعا وزراء خارجية عرب يوم السبت إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وضغطوا على وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإقناع إسرائيل بذلك، لكنه قال إن تطبيق مثل هذه الهدنة الآن سيسمح لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بإعادة تنظيم صفوفها ومهاجمة إسرائيل مجددا.

وفي خلاف علني نادر خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الأردنية عمان، حث وزيرا خارجية الأردن ومصر، بينما يقفان إلى جانب بلينكن، على وقف الأعمال القتالية، مؤكدين أن مقتل الآلاف من المدنيين لا يمكن تبريره على أنه دفاع عن النفس.

كما رفضا إجراء مناقشة متعمقة لمستقبل غزة فيما بعد حماس، وقالا إن التركيز يجب أن ينصب الآن على الجهود الرامية لوقف الأعمال العدائية.

وهذه هي ثاني زيارة لبلينكن إلى منطقة الشرق الأوسط منذ أن هاجمت إسرائيل قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس ردا على هجوم شنته الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وقالت إنه أدى إلى مقتل 1400 شخص واحتجاز أكثر من 240 رهينة.

وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره حماس إن عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ ذلك الحين لا يقل عن 9488 فلسطينيا.

وقصف الجيش الإسرائيلي غزة من الجو وفرض عليها حصارا وشن هجوما بريا مما أثار قلقا عالميا إزاء الأوضاع الإنسانية في القطاع في ظل شح المواد الغذائية وعدم القدرة على مواصلة الخدمات الطبية.

وأدى العدد المتزايد من القتلى المدنيين في غزة إلى تكثيف الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار. لكن واشنطن، مثل إسرائيل، لا تزال ترفض هذه الدعوات رغم أنها سعت لإقناع إسرائيل بقبول هدنة في القطاع، وهي فكرة قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يرفضها بعد أن التقى مع بلينكن يوم الجمعة.

وقال بلينكن “وقف إطلاق النار الآن يعني ببساطة أن تظل حماس في مكانها وتعيد تنظيم صفوفها وتكرر ما فعلته في السابع من أكتوبر… لا توجد دولة ولا أحد منا يقبل بذلك… لذا من المهم التشديد مجددا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها والتزامها بذلك”.

والتقى بلينكن في وقت سابق بوزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات ومصر والأردن بالإضافة إلى ممثلين فلسطينيين في عمان. وقالت وزارة الخارجية الأردنية إنهم سيشددون خلال الاجتماع على “الموقف العربي الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وعاجل للقطاع ويبحثون مع بلينكن كل التداعيات وسبل إنهاء هذا التدهور الخطير الذي يهدد أمن المنطقة برمتها”.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في المؤتمر الصحفي ذاته إن مسؤولية المجتمع الدولي دائما هي السعي إلى وقف الأعمال العدائية وليس تشجيع استمرار العنف.

وأشار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى الحاجة إلى ترتيب الأولويات. وذكر بيان لوزارة الخارجية أن الصفدي أكد “ضرورة الوقف الفوري لهذه الحرب المستعرة على غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي تُسبب، مشددا على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية الفورية والعاجلة للقطاع، وضمان حماية المدنيين”.

وتحدثت واشنطن مع إسرائيل والدول العربية والمنظمات الدولية بشأن مستقبل غزة، لكن يبدو أن شكري والصفدي مترددان في مناقشة ذلك بشكل علني لضمان استمرار التركيز على ضرورة وقف إطلاق النار.

وتساءل الصفدي عن جدوى الحديث عن مستقبل غزة الآن بينما ليس معروفا ما سيكون عليه الوضع في القطاع بعد هذه الحرب.

وتشعر الدول العربية بالقلق أيضا من خطر اتساع نطاق الصراع في المنطقة، حيث تشن جماعة حزب الله اللبنانية وفصائل شيعية عراقية مدعومة من إيران هجمات على إسرائيل منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول بينما تطلق فصائل شيعية عراقية النار على القوات الأمريكية في العراق وسوريا.

وقال مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إنه شدد خلال اجتماع مع بلينكن في عمان في وقت مبكر يوم السبت على أهمية العمل من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي في جنوب لبنان.

* هدنة إنسانية

قال نتنياهو بعد لقائه مع بلينكن يوم الجمعة إن إسرائيل ترفض وقفا مؤقتا لإطلاق النار لا يشمل إطلاق سراح الرهائن.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن محادثات بلينكن مع نتنياهو وحكومة الحرب التي يرأسها حول الهدنة الإنسانية يوم الجمعة في إسرائيل جاءت انعكاسا لجهود سابقة الشهر الماضي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وأضاف المسؤول أن إسرائيل رفضت في بادئ الأمر لكنها رضخت في نهاية المطاف والآن تعبر أكثر من 100 شاحنة مساعدات يوميا إلى القطاع. ويقول مسؤولون أمريكيون إن هناك حاجة إلى ما بين 500 و600 شاحنة يوميا لتلبية الاحتياجات في غزة.

وتطلب الولايات المتحدة من إسرائيل حاليا الموافقة على إقرار فترات هدنة مؤقتة ومحددة المواقع للسماح بتوزيع المساعدات داخل غزة، لكن إسرائيل تشعر بالقلق من أن تستخدم حماس تلك الفترات عند الاتفاق عليها في إعادة تنظيم صفوفها والحصول مجددا على إمدادات.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد للصحفيين المرافقين لبلينكن إنه يتفهم مخاوف إسرائيل لكن ضمان أن إسرائيل لن تستهدف أماكن أو طرقا بعينها “ضرورة استراتيجية” لإيصال المساعدات إلى من هم بحاجة إليها.

(إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية – تحرير دعاء محمد)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية