مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بن علي يطالب الاتحاد الافريقي “بالتصدي لتدخلات أجنبية” في شؤون بلاده

تونس (رويترز) – قال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يوم الخميس ان بلاده طالبت رئاسة الاتحاد الافريقي واتحاد المغرب العربي باتخاذ موقف حازم ضد ما أسماه “تدخلات خارجية في شؤون بلاده” في ما يبدو انه أكبر احتجاج من نوعه على انتقادات فرنسية لتونس بسبب سجلها في مجال الحقوق الانسان.
وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر عبر هذا الأسبوع عن خيبة أمل بلاده إزاء توقيف صحفيين وطالب تونس بالافراج فورا عن الصحفي توفيق بن بريك المعروف بانتقاده لبن علي. كما انتقد الحزب الاشتراكي الفرنسي مُعاملة تونس للصحفيين المستقلين.
وردت وزارة الخارجية التونسية على كوشنر بالقول انها ترفض التدخل في شؤونها مؤكدة تشبثها بسيادتها.
كما ذكر حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم الحزب الاشتراكي الفرنسي بأن تونس مستقلة منذ عام 1956.
وقال بن علي في خطاب بمناسبة اداء القسم أمام البرلمان “ان هذا التدخل يتجاوز المساس بسيادة بلادنا لينال كذلك من سيادة المغرب والاتحاد الافريقي اللذين ننتمي اليهما وقد أحلنا الموضوع على رئاسة كليهما لاتخاذ الموقف اللازم والتصدي لهذه الخروقات التي تتنافى مع مبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها”.
لكن رد بن علي وهو الاول له على هذه الانتقادات كان الأكثر حزما.
وترأس ليبيا الاتحاد الافريقي. والزعيم الليبي معمر القدافي هو صديق لبن علي وقد هنأه بالفوز الساحق في انتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي.
اما اتحاد المغرب العربي الذي يضم تونس والمغرب وليبيا والجزائر وموريتانيا فيرأسه التونسي الحبيب بن يحي وزير الخارجية التونسي الأسبق.
وفرنسا أول شريك تجاري لتونس حيث تنشط نحو ثلاثة الاف مؤسسة تشغل الاف العمال اضافة الى أكثر من مليون سائح فرنسي يتدفقون على البلاد كل عام من اصل سبعة ملايين سائح يأتون لتونس.
كما هاجم بن علي بشدة بعض معارضيه متهما اياهم باللجوء للخارج والاستقواء بالاجنبي على حساب مصالح بلادهم.
وقال “يخال بعض الافراد ان الصفات التي يمنحونها لانفسهم تتيح لهم مخالفة قوانين البلاد والاساءة اليها حتى اذا وقعوا تحت طائلة القانون لجأوا الى غطاء سياسي يبررون به أفعالهم في حين ان هذه الافعال تدخل في اطار افعال حق عام وليست لها أي علاقة بانتماءاتهم وأفكارهم”.
ويُعتقد على نطاق واسع ان بن علي كان يشير الى الصحفي توفيق بن بريك الذي يقول انه معتقل منذ نهاية الشهر الماضي بسبب مقالاته لكن وزارة العدل قالت انه اعتقل بسبب اعتدائه على امرأة في الشارع.
وقال بن علي “اشير هنا الى ان مبدأ المساواة أمام القانون قد أقره الدستور وهو ما يتعارض مع اي استثناء او حصانة يمكن ان يتعلل بها هؤلاء فالقانون فوق الجميع والجميع أمامه سواء”.
واضاف منتقدا على ما يبدو معارضين لهم صلات بمنظمات وبلدان أجنبية ” الوطني الحقيقي هو الذي لاينتقل بالخلاف مع بلاده الى الخارج للتشويه والاستقواء بالاجنبي فهذا السلوك مرفوض أخلاقيا وسياسيا وقانونيا وهو لايجلب لصاحبه الا التحقير حتى من اولئك الذي لجأ اليهم لتأليبهم على بلاده كما ان هذا السلوك لا يمنح اي حصانة”.
من طارق عمارة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية