مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تحقيق حول العراق يستمع الى تحول رأي بلير بشأن تغيير النظام العراقي

لندن (رويترز) – قال سفير بريطاني سابق في واشنطن يوم الخميس ان الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير “تقاربا” فيما يبدو بشأن تغيير النظام العراقي بعد محادثات جرت بينهما في مزرعة الرئيس الامريكي في تكساس في ابريل نيسان عام 2002.
وقال كريستوفر ميير الذي عمل سفيرا لبريطانيا في واشنطن بين عامي 1997 و2003 ان محادثات ثنائية خاصة جرت بين بوش وبلير ويبدو أنها مثلت نقطة مهمة على الطريق الى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في مارس اذار عام 2003.
وقال ميير في تحقيق بريطاني بشأن الحرب في العراق أن التصريحات التي أدلى بها بلير عقب اجتماع تكساس بدا أنها تشير الى أن اراءه بشأن الاطاحة بالنظام العراقي بزعامة صدام حسين قد تحولت نحو موقف بوش.
وقال “هناك مؤشرات في الخطاب الذي أدلى به بلير في اليوم التالي… على حد معرفتي وربما اكون مخطئا كانت هذه المرة الاولى التي يقول فيها بلير علنا عبارة تغيير النظام.
“ما كان يحاول فعله هو الاستفادة من دروس 11 سبتمبر وتطبيقها على الموقف في العراق وهو ما قاد -أعتقد عمدا لا عن غير قصد- الى دمج التهديد الذي يمثله أسامة بن لادن وصدام حسين.”
وقال ميير متحدثا خلال اليوم الثالث للتحقيق الذي يجري في لندن “عندما سمعت هذا الخطاب اعتقدت أن ذلك يمثل تقوية للتحالف البريطاني الامريكي ودرجة من التوافق بشأن الخطر الذي مثله صدام حسين.”
وجادل بعض المسؤولين الامريكيين بوجود صلات محتملة بين صدام والقاعدة التي ألقي عليها باللائمة في تدبير هجمات 2001 على الولايات المتحدة. غير أن هذه المزاعم فقدت مصداقيتها.
ويبحث فريق التحقيق المكون من خمسة أفراد يرأسهم الموظف العام السابق جون تشيلكوت في الاسباب التي أدت الى مشاركة بريطانيا في غزو العراق عام 2003 والاحتلال اللاحق له مع وعد بتحقيق شامل وصارم في الاحداث.
وقال ميير عن محادثات كروفورد التي قضى خلالها الزعيمان اكثر الوقت وحدهما دون مستشارين “لم يكونا هناك للحديث عن الاحتواء أو تشديد العقوبات. لقد حدث تغير واسع في المواقف في الادارة الامريكية وتعين على الحكومة البريطانية… منذ أكتوبر وبعده ان تتكيف معه وتحدد موقفها.”
وأضاف ميير أنه تحدث في 11 سبتمبر أيلول 2001 الى كوندليزا رايس التي كانت تشغل في ذلك الوقت منصب مستشار الامن القومي في ادارة الرئيس بوش وقالت حينها ان الهجوم على الولايات المتحدة كان بلا شك من عمل القاعدة وان هناك وكالات تبحث في صلات محتملة للعراق بهذه الهجمات.
وأشار ميير الى أن قانون تحرير العراق الصادر عام 1998 والذي وقعه الرئيس بيل كلينتون أعلن السياسة الامريكية كأحد الجهود الداعمة للاطاحة بالنظام الذي يرأسه صدام حسين.
وقال “تغيير النظام كان السياسة الرسمية للولايات المتحدة الامريكية. ولم يكن ذلك يعني بالضرورة حينها غزوا مسلحا للعراق.”
وأضاف السفير البريطاني السابق الى واشنطن أن “الطبيعة غير المتسامحة” للجدول الزمني العسكري لغزو العراق عام 2003 لم يعط مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة تحت قيادة هانز بليكس الوقت الكافي لاداء عملهم.
وقال “كان من المستحيل أن ينهي بليكس عملية التفتيش ويصل بها الى نتيجة جيدة أو سيئة بحلول مارس اذار.”
من بيتر ميلرشيب

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية