مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دبلوماسيون: ايران تبلغ الامم المتحدة انها تريد الوقود النووي اولا

الامم المتحدة (رويترز) – صرح دبلوماسيون يوم الجمعة بان ايران ابلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها تريد وقودا جديدا لمفاعل في طهران قبل ان توافق على شحن معظم مخزوناتها من اليورانيوم المخصب الى روسيا وفرنسا.
وفيما وصفته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانه رد مبدئي على اقتراح اعدته الوكالة بشأن الوقود النووي قال دبلوماسيون غربيون شريطة عدم نشر اسمائهم ان الدول الغربية الكبيرة وجدت ان الطلب الايراني للحصول الفوري على وقود نووي جديد غير مقبول.
وتصر طهران على ان برنامجها النووي سلمي وترفض وقفه في حين تخشى الدول الغربية من ان ايران تطور سرا اسلحة نووية.
وقال دبلوماسي لرويترز ان”الايرانيين يريدون الحصول على وقود يورانيوم مخصب لمفاعلهم اولا قبل ان يرسلوه الى الخارج وهو شيء ببساطة غير مقبول.”
واكد دبلوماسي اخر ان هذه التصريحات صحيحة.
وقال الدبلوماسيون انه لم يتضح ما اذا كان هذا الاقتراح جاد ام ان الايرانيين يحاولون اطالة العملية التفاوضية.
وقال مسؤول غربي في واشنطن لرويترز”هناك بعض من نفاد الصبر. من غير الواضح كم يوم نبقى هنا ولكن على ايران ان تظهر بسرعة انها ستتعاون مع الاقتراح المطروح.
“قد نعرف بحلول بداية الاسبوع المقبل ..هل هم جادون ام هل هم عائدون باشياء مقبولة ام هل انهم متمسكون بموقف غير مقبول.”
ولم يتسن الاتصال على الفور بالمكتب الصحفي للبعثة الايرانية في الامم المتحدة ولا بممثل ايران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتعليق .
وامتنع ايضا محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجود في نيويورك لعقد سلسلة من الاجتماعات في مقر الامم المتحدة عن التعليق عندما سألته رويترز عن رد طهران.
ويدعو اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية طهران الى ارسال نحو 75 بالمئة من مخزونها المعروف من اليورانيوم المنخفض التخصيب وقدره 1.5 طن الى روسيا لزيادة تخصيبه بحلول نهاية العام الحالي ثم الى فرنسا لتحويله الى الواح وقود تعاد الى طهران لتشغيل مفاعل أبحاث صنعته الولايات المتحدة لانتاج نظائر مشعة لعلاج السرطان.
وقال المسؤول الغربي في واشنطن لرويترز ان “اي اقتراح يبتعد عن هذا غير مقبول.”
وقالت ادارة اوباما انها تفضل المحادثات مع ايران على البدائل الاخرى غير المستساغة من عقوبات او عمل عسكري ولكن المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز قال يوم الجمعة ان ” وقت /اوباما/ ليس غير محدود.
“انها ليست محادثات من اجل اجراء محادثات. انه امر يتعلق بالتوصل لاتفاق كان يبدو قبل بضعة اسابيع امرا يريده الايرانيون.”
وحث الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في وقت سابق من الاسبوع الماضي على قبول اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية قائلا انه”سيمثل اجراء مهم لبناء الثقة.”
وحث زعماء الاتحاد الاوروبي ايران على قبول صفقة الوكالة قائلين ان التقدم سيساعد على فتح الباب امام مزيد من التعاون.
وصرح دبلوماسيون بان ايران لم تقدم بعد ردا رسميا على اقتراح الوقود النووي الذي صاغته الامم المتحدة بعد أن أشارت الى أنها ستعطي هذا الرد الاسبوع الماضي ثم سربت مطالب باجراء تغييرات كبيرة من شأنها تقويض الاتفاق المبدئي.
وشكا دبلوماسيون غربيون من تكتيكات التعطيل والتسويف التي تستخدمها ايران مشيرين الى أنها ليست مهتمة بتنفيذ خطة يرون أنها مهمة جدا لاثبات أن طهران تريد اليورانيوم المعالج لاغراض سلمية.
وقالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية يوم الجمعة ان طهران لم تعط ردها النهائي بعد وانها مستعدة لاجراء المزيد من المحادثات.
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله “حتى اذا عقدت جولة تالية من المحادثات فان ايران ستعلن رأيها ولن تعلن ردا.”
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان ايران لم تعط على ما يبدو سوى اشارة لفظية لموقفها واقترحت تغييرات لم يحددها.
وبالاضافة الى مطلب الحصول على وقود نووي اولا ذكرت اجهزة الاعلام الايرانية ان طهران تريد شحن اليورانيوم المنخفض التخصيب بكميات صغيرة متفرقة وليس دفعة واحدة كما يقضي نص مسودة الاتفاق.
ومن شأن هذا ان يقوض جوانب رئيسية من الاتفاق في نظر القوى الكبرى التي تريد تقليل احتمالات قيام ايران بصنع قنابل ذرية من مخزونات المتزايد من اليورانيوم المنخفض التخصيب.
وحذرت هذه القوى ايران من أنها تخاطر بأن تفرض عليها جولة رابعة من العقوبات اذا لم تستطع تخفيف حدة المخاوف بشأن برنامجها النووي. وتصر ايران على أن برنامجها النووي سلمي يهدف الى توليد الكهرباء.
وامتنعت القوى الغربية عن اصدار أي تعليقات جوهرية على تأخر ايران في الرد ومطالباتها بادخال تعديلات على الاتفاق.
وأشارت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة الى أن الولايات المتحدة ستسمح باجراء محادثات مع ايران بشأن برنامجها النووي قبل فرض عقوبات جديدة.
ووافقت المؤسسة الدينية الايرانية على اجراء محادثات مع القوى العالمية لضمان مصداقيتها بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتيجتها والتي أجريت في يونيو حزيران وما أعقبها من اضطرابات اضرت بشرعية القيادة الايرانية.
وانتقد بعض المتشددين المؤسسة واتهموها بالرضوخ للضغط الدولي لقبول الاتفاق والذي سيكون اختبارا لسياسة الرئيس الامريكي باراك أوباما الدبلوماسية وتوجهه نحو اخلاء العالم من الاسلحة النووية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية