مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

روسيا والصين تستخدمان الفيتو ضد مشروع قرار أمريكي بشأن إسرائيل وغزة

أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك يوم الأربعاء يصوتون خلال اجتماع حول الصراع الدائر بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة. تصوير: ديفيد ديلجادو - رويترز . reuters_tickers

من ميشيل نيكولز

الأمم المتحدة (رويترز) – استخدمت روسيا والصين يوم الأربعاء حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة بشأن الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين دعا إلى وقف مؤقت للقتال للسماح بوصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين ووقف تسليح حماس والجماعات الأخرى في قطاع غزة.

وطرحت الولايات المتحدة مشروع القرار يوم السبت مع تزايد الغضب العالمي من استمرار الأزمة الإنسانية المتفاقمة وارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة. واتخذت هذه الخطوة بعد أيام قليلة من اعتراضها على مشروع قرار طرحته البرازيل يركز على الشؤون الإنسانية بحجة أن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت للدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة.

وصدمت مسودة أولية للنص العديد من الدبلوماسيين بصراحتها في القول إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ومطالبتها إيران بالتوقف عن إرسال الأسلحة إلى الجماعات المسلحة. ولم تتضمن دعوة لهدنة إنسانية من أجل توصيل المساعدات. لكن واشنطن خففت إلى حد كبير من حدة النص النهائي الذي طُرح للتصويت.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد أمام المجلس المؤلف من 15 عضوا بعد استخدام روسيا والصين للفيتو وهو ما وصفته بأنه مخيب للآمال “لقد استمعنا إليكم جميعا. على الرغم من أن تصويت اليوم يعد انتكاسة، إلا أنه يجب ألا يثبط عزيمتنا”.

وكانت هذه خطوة أمريكية نادرة لاقتراح مثل هذا الإجراء في مجلس الأمن إذ دائما ما تحمي واشنطن حليفتها إسرائيل في المنظمة الدولية.

وصوت عشرة أعضاء لصالح النص الأمريكي في حين عارضته الإمارات وامتنعت البرازيل وموزمبيق عن التصويت.

وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون للمجلس بعد التصويت “مشروع القرار لا يعكس أقوى الدعوات في العالم لوقف إطلاق النار وإنهاء القتال ولا يساعد في حل القضية. في هذه اللحظة، وقف إطلاق النار ليس مجرد مصطلح دبلوماسي. إنه يعني حياة وموت العديد من المدنيين”.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.

– “التزام بالتصرف”

في أعقاب الجمود الذي وصل إليه مجلس الأمن، ستصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوا يوم الجمعة على مشروع قرار قدمته دول عربية يدعو إلى وقف إطلاق النار. ولا تملك أي دولة حق النقض في الجمعية العامة. والقرارات غير ملزمة لكنها تحمل ثقلا سياسيا.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس التي تحكم قطاع غزة بعد هجوم شنته في السابع من أكتوبر تشرين الأول أدى إلى مقتل 1400 شخص.

ثم قصفت إسرائيل غزة جوا وفرضت حصارا على القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة وتستعد لتوغل بري. وتقول السلطات الفلسطينية إن أكثر من 6500 شخص قُتلوا في القطاع.

واتهم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الولايات المتحدة بتقديم مشروع قرار يمثل تفويضا من مجلس الأمن لتشن إسرائيل هجوما بريا على غزة “بينما سيستمر موت آلاف الأطفال الفلسطينيين”.

وبعد الفيتو الروسي والصيني، صوت مجلس الأمن على نص منافس صاغته روسيا يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وسحب الأمر الإسرائيلي للمدنيين في غزة بالتحرك إلى الجنوب قبل الهجوم البري.

ولم يتمكن النص الروسي من الحصول على الحد الأدنى من الأصوات المطلوبة، وحصل على تأييد أربعة أصوات فقط. ويحتاج القرار لكي يصدر من المجلس إلى تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام حق النقض من قبل الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو روسيا أو الصين.

وكانت هذه هي المحاولة الثانية لروسيا للتوصل إلى حل. وصوت خمسة فقط من أعضاء المجلس لصالح النص الروسي الأول في 16 أكتوبر تشرين الأول.

وقالت فانيسا فريزير سفيرة مالطا لدى الأمم المتحدة إن الأعضاء العشرة المنتخبين في مجلس الأمن يعتزمون الآن العمل على مشروع قرار جديد.

وأضافت “هذه الأزمة يكتنفها أيضا خطر متزايد بامتدادها إقليميا. وهذا يتطلب اهتمامنا الكامل. لدينا واجب والتزام بالتصرف”. 

(إعداد رحاب علاء للنشرة العربية)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية