مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مفوضية الانتخابات في العراق تبحث تأجيلها بسبب خلاف على القانون

بغداد (رويترز) – دعت مفوضية الانتخابات العراقية يوم الجمعة الى ارجاء الاقتراع المقرر في يناير كانون الثاني الى فبراير شباط بعد فشل البرلمان مرة اخرى في الاتفاق على القانون المنظم للتصويت.
وصرح رئيس المفوضية فرج الحيدري بأنه اذا اصر البرلمان على اجراء الانتخابات في الموعد المقرر في 16 يناير فلن تضمن المفوضية اجراء الاقتراع وفق المعايير الدولية نظرا لضيق وقت التحضير.
وقال الحيدري لرويترز “عملية تأخير اقرار قانون الانتخابات وضعنا في موقف لا نحسد عليه.”
وأضاف “تأخير اقرار القانون واصرار القادة السياسيين على عدم تأجيل الانتخابات سوف يجعلنا نلغي بعض الاجراءات” مما قد يجعلها “غير كاملة ولا تطابق المعايير الدولية.”
واختلف السياسيون طوال اسابيع حول قانون الانتخابات التي تمثل نقطة تحول للعراق وهو يخرج من المجازر الطائفية التي فجرها الغزو الامريكي عام 2003 وفي الوقت الذي بدأت فيه القوات الامريكية الانسحاب.
وتتركز نقطة الخلاف الرئيسية حول كيفية اجراء الانتخابات في مدينة كركوك الشمالية والتي يعتبرها الاكراد موطن أجدادهم.
ويسعى الاكراد الذين يريدون ضم كركوك الى المنطقة الشمالية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي لاجراء التصويت هناك استنادا الى السجلات الانتخابية المحدثة لعكس الزيادة في اعدادهم منذ سقوط الرئيس الراحل صدام حسين.
ويعارض بشدة العرب والتركمان في المدينة الطموحات الكردية. وكان صدام قد شجع بعضهم على الانتقال الى كركوك خلال حملة التعريب.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها حيال وصول السياسيين العراقيين الى طريق مسدود.
ويمكن ان يؤثر تأجيل موعد الانتخابات على خطط الولايات المتحدة العسكرية لانهاء العمليات القتالية في اغسطس اب 2010 وسحب كل القوات الامريكية عدا 50 الف جندي من العراق بحلول سبتمبر ايلول.
ويريد القائد الامريكي الجنرال راي اوديرنو الاحتفاظ بتواجد قوي في العراق لستين يوما بعد الانتخابات. فهذه الفترة ستكون حاسمة في تحديد فيما اذا كان البلد في طريقه الى استقرار اكبر او سينحدر مجددا الى الفوضى.
وفوت السياسيون العراقيون العديد من المهل لتمرير القانون الانتخابي فيما طرحت تسويات عديدة من قبل الامم المتحدة والقيادات السياسية العراقية ورفضت.
وقال بعض اعضاء مجلس النواب ان المجلس قد يصوت على أحدث مقترح يوم السبت. ولا يوجد مؤشر قوي على ان ممثلي الاكراد والعرب والتركمان قد ضيقوا من خلافاتهم.
ودستوريا يجب ان تجرى الانتخابات بحلول نهاية يناير من العام القادم. غير ان اجراء الانتخابات في الاسبوع الاخير من الشهر غير مناسب للاغلبية الشيعية في العراق لتزامنه مع اربعينية الامام الحسين.
من مهند محمد

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية