مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل مصور تلفزيون رويترز عصام عبد الله بجنوب لبنان في إطلاق صواريخ من ناحية إسرائيل

عصام عبد الله مصور التلفزيون من رويترز في محطة قطار مدمرة عقب ضربة عسكرية روسية في ميكولايف بأوكرانيا في صورة من أرشيف رويترز. reuters_tickers

(رويترز) – لقي مصور تلفزيون من رويترز حتفه وأصيب ستة صحفيين آخرين في جنوب لبنان يوم الجمعة عندما أصابتهم صواريخ أطلقت من اتجاه إسرائيل، وذلك وفقا لمصور تلفزيون من رويترز كان في موقع الحادث.

كانت مجموعة من الصحفيين، بما في ذلك من قناة الجزيرة ووكالة فرانس برس، تعمل قرب قرية علما الشعب القريبة من الحدود مع إسرائيل عندما تبادل الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني إطلاق النار في اشتباكات عبر الحدود.

واتهم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وعضو برلمان من حزب الله إسرائيل بالمسؤولية عن الحادث.

ولم ترد القوات الإسرائيلية حتى الآن على طلب للتعقيب. وقال مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان في إفادة يوم الجمعة “بالتأكيد لا نريد مطلقا إيذاء أو قتل أو إطلاق النار على أي صحفي يؤدي عمله. لكن كما تعلمون، نحن في حالة حرب، وقد تحدث أشياء نأسف لها”، مضيفا أن بلده سيحقق في الأمر.

وقالت رويترز في بيان يوم الجمعة إن عصام عبد الله مصور التلفزيون بوكالة الأنباء قُتل أثناء نقله للأحداث في بث مباشر. وكانت الكاميرا موجهة إلى جانب أحد التلال عندما هز انفجار قوي الكاميرا وملأ الدخان الجو وسُمع صوت صرخات.

وجاء في البيان “نشعر بحزن شديد لمعرفة نبأ مقتل مصور التلفزيون عصام عبد الله”.

وأضاف “نسعى بشكل عاجل للحصول على مزيد من المعلومات، ونعمل مع السلطات في المنطقة، وندعم عائلة عصام وزملاءه”.

وقالت رويترز إن صحفيين آخرين من رويترز، هما ثائر السوداني وماهر نزيه أصيبا في الحادث وغادرا المستشفى بعد تلقي العلاج الطبي.

وقال نزيه إن رويترز ومؤسستين إعلاميتين أخريين كانوا يصورون إطلاق الصواريخ القادم من اتجاه إسرائيل عندما أصاب أحدها عصام الذي كان يجلس على جدار حجري منخفض قرب بقية مجموعة الصحفيين، ثم بعد ثوان أصاب صاروخ آخر السيارة التي كانت تستقلها المجموعة مما أدى لاشتعال النيران بها.

وعلى الرغم من أن مؤسسات إعلامية أخرى منها أسوشيتد برس والجزيرة قالت إن الصواريخ كانت إسرائيلية، فإن رويترز لم تتمكن من تحديد ما إذا كانت إسرائيل قد أطلقت الصواريخ بالفعل.

وقالت وكالة فرانس برس إن اثنين من صحافييها أصيبا.

وذكرت قناة الجزيرة الممولة من قطر أن اثنين من صحفييها أصيبا أيضا في الحادث وكان من الواضح أنهما صحفيان. وألقت باللوم على إسرائيل في الحادث، قائلة إنه يجب محاسبة كل من يقف وراء هذا العمل الإجرامي.

وقالت الجزيرة في بيان “تعرضت سيارة البث للقصف والاحتراق الكامل رغم تواجد فريقنا بالقرب من وجنبا إلى جنب مع بقية الطواقم الإعلامية العالمية في مكان متفق عليه”.

وكانت قرية علما الشعب مسرحا لاشتباكات متكررة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تربطها علاقات وثيقة بحزب الله.

وتسلل مقاتلو حماس من قطاع غزة قبل أسبوع إلى داخل إسرائيل وشنوا هجوما مميتا على المدنيين والجنود الإسرائيليين مما دفع إسرائيل إلى شن قصف عنيف على القطاع.

وفي مقابلة مع رويترز اتهمت فاطمة والدة عبد الله إسرائيل بالمسؤولية عن مقتل ابنها.

وأضافت “قتلت إسرائيل ابني عمدا. كانوا جميعا يرتدون ملابس الصحفيين وكانت كلمة “صحافة” واضحة للعيان. ولا يمكن لإسرائيل أن تنكر هذه الجريمة”.

وقبل وقت قصير من مقتل عبد الله، نشر على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لنفسه وهو يرتدي خوذة وسترة واقية من الرصاص وعليها كلمة “صحافة”.

ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب للتعليق على تصريحات والدة عبد الله.

وقال إردان في إفادة صحفية “نحاول دائما الحد من الخسائر في صفوف المدنيين وتجنبها”.

وأضاف “نحن نأسف عليهم. نشعر بالأسف. وسوف نقوم بالتحقيق في الأمر. وقال “في الوقت الحالي، من السابق لأوانه معرفة ما حدث هناك”.

وعبرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وهي وحدة حفظ السلام التي تقوم بدوريات على حدود لبنان مع إسرائيل، عن حزنها لهذا النبأ، ودعت إلى وقف إطلاق النار.

وذكرت في بيان “احتمال خروج هذا التصعيد عن نطاق السيطرة واضح ويجب وقفه”.

(إعداد دعاء محمد ومروة سلام للنشرة العربية)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية