مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات
التدريب المهني السويسري نموذح يستحق أن يُحتذى به

التدريب المهني يؤدي إلى ارتفاع مستوى المؤهلات الجامعية في سويسرا

طلاب وطالبات يتابعون محاضرة في مدرج كلية
اتضح أن الزيادة في التحصيل الجامعي كانت قوية بشكل خاص في صفوف النساء. Keystone / Martin Ruetschi

تضاعفت نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا الحاصلين على مؤهل جامعي في سويسرا في غضون عشرين عامًا، وبوتيرة أسرع من العديد من البلدان الأخرى، وفقًا لدراسة أجرتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. ومن العوامل الرئيسية التي أسهمت في الظاهرة: التدريب المهني عالي الجودة والدرجات العلمية الممنوحة للمتدربين.

يتزايد التحصيل التعليمي في جميع البلدان الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، ولا سيما على مستوى التعليم العالي، وفقا لتقرير “التعليم في لمحة” الذي نُشرته المنظمة يوم 3 أكتوبر الجاري. 

بين عامي 2000 و2021، زادت نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا من ذوي التعليم العالي بمعدل 21 نقطة مئوية. وفي سويسرا، زادت الحصة “بوتيرة أسرع”، بمقدار 27 نقطة مئوية (من 26٪ في عام 2000 إلى 52٪ في عام 2021)، بحسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

وقال الأمين العام للمنظمة ماتياس كورمان في بيان: “إن الارتفاع الهائل في التحصيل التعليمي يوفر فرصة فريدة لدفع التقدم الاقتصادي والاجتماعي في بلداننا”، وأشار إلى أنه “من الضروري أن تستمر البلدان في ابتكار وتحسين أنظمتها التعليمية لضمان استفادة الجميع من مزايا التعليم الجيّد واكتساب المهارات التي يحتاجون إليها للنجاح”.

وكتب مؤلفو التقرير أن الدافع المهم وراء الزيادة في التحصيل الجامعي يتلخص في المزايا التي يجلبها في سوق العمل. وهي تشمل متوسط معدل بطالة منخفض وقوة أعلى على الكسب لأولئك الذين حصلوا على التعليم العالي مقارنة بأقرانهم الحاصلين على الباكالوريا أو غير المتحصلين عليها. وأفادت دراسة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن الزيادة المُسجلة في التحصيل الجامعي كانت مرتفعة بشكل خاص في صفوف النساء.

المزيد
متدرب مهني

المزيد

التلمذة الصناعية السويسرية تستعيد عافيتها بعد جائحة كوفيد 19

تم نشر هذا المحتوى على في شهر أغسطس، بدأ العديد من الشبان من الذكور والاناث في سويسرا تدريبهم المهني حيث لا يزال الإقبال كبيرا على الرغم من تأثيرات الجائحة الصحية.

طالع المزيدالتلمذة الصناعية السويسرية تستعيد عافيتها بعد جائحة كوفيد 19

استثناء سويسري

يتميز التعليم العالي في سويسرا باتساع مداه، فهو لا يقتصر على الجامعات، بل يشمل أيضًا المؤهلات المهنية عالية المستوى، والتي يُمكن متابعتها بعد الانتهاء من التدريب المهني (وهو المسار الذي يسلكه ثلثا الشبان من الذكور والاناث الذين يغادرون المدرسة بعد إنهاء سنوات التعليم الالزامي التسع). ويُعتبر هذا النوع من التعليم المهني تخصصا سويسريا، لكن برامجه ومؤهلاته تحظى بشهرة أقل في الخارج.

في السياق، قال يورغ شفيري، الأستاذ في المدرسة الفدرالية العليا للتدريب المهني: “إن تضمين هذا (التعليم المهني) بين الدبلومات الجامعية يعزز مستوياتنا”. وأضاف في تصريحات لـ SWI swissinfo.ch: “بالطبع، عادة ما تكون شهادات التعليم المهني هذه ذات جودة عالية بشكل عام وتُهيّئ (المتحصل عليها) لشغل مناصب إدارية (في الغالب في الشركات الصغرى والمتوسطة)، لذا فهي ليست مجرد زينة”.

سويسرا هي واحدة من أربع عشرة دولة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لا تقل نسبة الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا والحاصلين على تعليم جامعي فيها عن النصف.

وقال إن النقطة الجديرة بالملاحظة هي أنه في معظم البلدان، عادة ما تكون الشهادات المهنية الجامعية مخصّصة للأشخاص الحاصلين على تعليم عام، والذين يرغبون في متابعة تدريب في مجال مهني محدد قبل دخول سوق العمل. أما في سويسرا فإن التعليم المهني العالي مخصّص لأولئك الذين لديهم بالفعل مهارات مهنية وخبرة في السوق، ولكنهم يرغبون في توسيع أو تعميق أو استكمالها (على سبيل المثال، نجّار يسعى لاكتساب مهارات تجارية).

جامعات من نوع خاص

وأضاف شفيري أن السبب الثاني للمستوى المرتفع وللزيادة المسجلة بالخصوص على مستوى التعليم العالي يكمن في جامعات العلوم التطبيقية المُوجّهة نحو المجالات الصناعية، والتي تعد جزءًا من القطاع الجامعي جنبًا إلى جنب مع الجامعات التقليدية والجامعات المخصصة لتأهيل المعلمين.

في سويسرا، تمنح جامعات العلوم التطبيقية لروادها درجات البكالوريوس والماجستير. وأوضح شفيري أن المجموعة الرئيسية المُستهدفة من طرفها تشمل أيضا خريجي التعليم المهني. ذلك أن المتدربين يحتاجون للحصول على مؤهل إضافي (أي البكالوريا المهنية)، للتمكن من الدخول إلى جامعات العلوم التطبيقية.

وأشار شفيري إلى أن “خط الأساس يتمثل في أنه لا يُمكن في سويسرا، التي تتميز بنصيبها العالي من (متابعي) التلمذة الصناعية في المرحلة الثانوية العليا، تحقيق زيادات في نسب التحصيل الجامعي إلا من خلال إنشاء مسارات تعليمية (تسمح بانتقال الشخص المعني) من التدريب المهني إلى التعليم العالي”.

وأضاف أنه في الوقت الذي توصلت فيه دراسة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية إلى أن التعليم العالي يوفر فرص عمل أفضل، فإن هذا لا يعني أن التعليم العام (الجامعي) يتفوق على التعليم المهني. وكان شفيري الذي شارك في تأليف دراسة العام الماضي قد وجد – في السياق السويسري – أن الأشخاص الذين بدأوا كمتدربين وأضافوا درجة جامعية لديهم أعلى درجة من المشاركة في سوق العمل وأدنى معدل للبطالة.

ترجمة: كمال الضيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية