
صحيفة سويسرية: الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط بين التهديد والتراجع الديموغرافي

ناقشت الصحف السويسرية هذا الأسبوع تدهور أوضاع الأقليات الدينية، وعلى رأسها الطوائف المسيحية في كل من سوريا والعراق ولبنان وإسرائيل وفلسطين. وتناولت تقريرًا حول مبادرة إقليمية مدعومة دوليًا تطالب بإنهاء حكم حركة حماس وإنهاء الحرب في غزة. ومن العناوين أيضًا، تصاعد الجدل حول التناول الإعلامي لوضع الأطفال المصابين بسوء التغذية في القطاع المحاصر.
سلَّطت صحيفة تاغيس انتسايغير، في تقريرين، الضوء على تدهور أوضاع الأقليات الدينية في الشرق الأوسط، لا سيما الطائفة المسيحية. ويأتي هذا التدهور في ظل تصاعد العنف الطائفي والانتهاكات في عدد من دول المنطقة، من سوريا والعراق إلى إسرائيل وفلسطين.
اشترك.ي في نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية
فبحسب تقرير الصحفي توماس أفيناريوس، طال العنف في سوريا، منذ بداية العام، الأقليات العلوية والدرزية. وتعرَّضت هذه الأقلية لهجمات من ميليشيات إسلامية موالية للحكومة، وأخرى على يد قوات النظام نفسها. ويشير التقرير إلى أن الخط الفاصل بين الجيش النظامي والفصائل المسلحة بات ضبابيًا، خصوصًا بعد سيطرة “هيئة تحرير الشام” بقيادة الجهادي السابق، أحمد الشرع، على مناطق واسعة من البلاد.
ويضيف أفيناريوس أن أفراد المجتمع المسيحي لم يعودوا يشعرون بالأمان. واستشهد بالهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق في يونيو الماضي، وأودى بحياة ما لا يقل عن 30 شخصًا. ويُعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هو من نفّذ الهجوم.
ووفقًا للصحيفة، انخفضت نسبة السكَّان المسيحيين في سوريا من حوالي 8% إلى أقل من 2% منذ عام 2011. وجاء هذا الانخفاض بفعل الهجمات والتهجير، لا سيما على يد الجماعات المتشددة.
إسرائيل وفلسطين: تزايد في الاعتداءات وغياب الاستجابة الرسمية
وفي الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، تشير الصحفية كريستيانا لودفيغ إلى تصاعد ملحوظ في الاعتداءات على المسحيين والمسيحيات. وذكر مركز روسينغ للحوار بين الأديان، أن عدد الاعتداءات ارتفع من 89 حالة في عام 2023 إلى 111 حالة في عام 2024.
وينقل التقرير عن الأب نيكوديموس شنابل، رئيس دير دورميتسيو في القدس، قوله: “اليوم يحدث ذلك عدة مرات يوميًا، في وضح النهار عند باب يافا، بينما يشاهد نحو خمسين شخصًا”. وأشار شنابل إلى وجود ارتباط واضح بين هذه الاعتداءات وسياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية، خاصة مع وجود شخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ضمن التشكيل الوزاري.
غزة: طائفة منسية في قلب الحرب
وفي قطاع غزة، تراجع عدد السكَّان المسيحيين من نحو 5 ألاف عام 2005 إلى نحو 800 شخص حاليًا، وفق التقرير. وأشارت الصحيفة إلى تعرض الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة لهجوم جوي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. ونقلت تصريح السلطات الإسرائيلية، التي قالت إن الهجوم كان نتيجة “قصف غير مقصود”، وهو تفسير لم يُقنع شخصيات كنسية من بينها الفاتيكان.
أما في لبنان، فيبدو وضع المجتمع المسيحي أكثر استقرارًا نسبيًّا. ورغم تراجع حضوره السياسي أمام تنامي نفوذ “حزب الله”، لا يزال يشكل نحو ثلث السكان. ويستفيد المجتمع المسيحي من نظام سياسي طائفي يضمن تمثيله في مؤسسات الدولة، وفق ما ذكرت الصحيفة.
«حرب الصور» تشتعل بشأن صور أطفال غزة المصابين بسوء التغذية

سلَّطت صحيفة لوتون الضوء على الجدل المتصاعد حول صور أطفال من غزة يعانون من سوء تغذية حاد، والتي انتشرت مؤخرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتصدرت عناوين الصحف الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى بعض الشكوك حول صحة الصور، مصدرها بعض مستخدمي.ات الإنترنت ووسائل إعلام إسرائيلية. وادعى هؤلاء أن الصور تعود لأطفال مصابين بأمراض وراثية، أو أُخذت في دول أخرى مثل اليمن. ونقلت الصحيفة منشورًا رسميًا لهيئة “كوغات” الإسرائيلية، التابعة لوزارة الدفاع، على منصة إكس في 28 يوليو، أكدت فيه أن صورة الطفل أسامة الرقاب، البالغ من العمر 5 سنوات، “تم استخدامها زورًا لتصوير إسرائيل كأنها مسؤولة عن حالته الصحية”، وأنه “يعاني من مرض جيني خطير، وليس من الجوع”، مشيرة إلى أنه يتلقى العلاج في إيطاليا منذ 12 يونيو.
لكن الصحيفة لفتت إلى أن هذه الحملة الإعلامية تتجاهل تقارير ميدانية موثقة. وقالت إن تقارير من منظمات إنسانية وصحفيين.ات على الأرض، تؤكد وجود أزمة غذائية خطيرة في القطاع. وبحسب “إطار الأمم المتحدة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، استقبلت المستشفيات أكثر من 20 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد بين أبريل ومنتصف يوليو. وشملت هذه الحالات أكثر من 3 آلاف حالة مزمنة، و16 حالة وفاة لأطفال دون سن الخامسة منذ 17 يوليو.
وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن صورًا لأطفال آخرين، بينهم الطفل محمد المتوق، أثارت جدلاً مماثلًا. وانتشرت صور محمد، التي أظهرت نحوله الشديد، في وسائل إعلام عالمية من بينها الغارديان ونيويورك تايمز وهآرتس. وهو ما دفع صحفيين.ات مؤيدين.ات لإسرائيل إلى الادعاء بأنه يعاني من مرض مزمن، وليس من الجوع.
وفي مقال رأي نشرته هآرتس، وجه الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي انتقادًا حادًا لما وصفه بـ”إنكار” الواقع الإنساني في غزة. وقال إن “إنكار المجاعة لا يقل بشاعة عن إنكار الهولوكوست”، متهمًا بعض وسائل الإعلام في إسرائيل بتعمد التعتيم على الوضع الميداني، وفق الصحيفة.
وفي ختام تقريرها، ردت لوتون على مزاعم طالت صورة نشرتها على صفحتها الأولى، قيل إنها قديمة. وأكدت أن الصورة التقطت بتاريخ 24 يوليو الجاري، وتظهر الطفل يوسف الذي يعاني من الشلل الدماغي وسوء التغذية. وأكَّدت أن الصورة وثَّقها المصور محمود عيسى لصالح وكالة رويترز للأنباء.
(المصدر: صحيفة لوتون، 30 يوليو 2025،رابط خارجي بالفرنسية)
دول عربية تطالب بنزع سلاح حماس: وثيقة دولية تدعو لإنهاء الصراع في غزة

كشفت صحيفة بليك عن مبادرة جديدة أطلقتها عدة دول عربية، تدعو إلى نزع سلاح حركة حماس. ومن بين الدول الموقعة مصر وقطر، اللتان تؤديان دور الوساطة في محادثات بشأن اتفاق يتعلق بقطاع غزة. وجاء الإعلان خلال مؤتمر عقدته الأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع. إذ طرحت مجموعة مكوّنة من 17 دولة وثيقة من سبع صفحات تدعو إلى خطوات عملية لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، وتؤكد بوضوح دعمها لحل الدولتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدول الموقعة تشمل السعودية، والأردن، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وكندا والبرازيل، وإيطاليا، وإسبانيا، والنرويج وأيرلندا. ومن المنتظر أن تُعتمد الوثيقة رسميًا في الأمم المتحدة بحلول سبتمبر، وسط توقعات بانضمام دول أخرى. وأوضحت الصحيفة أن ألمانيا لم تكن بين الدول الداعمة عند نشر الوثيقة.
وترى بليك أن الوثيقة تُعد خارطة طريق نحو حل شامل يقوم على مبدأ دولتين متجاورتين، إسرائيل وفلسطين. وأكدت الوثيقة أن «الحرب في غزة يجب أن تنتهي الآن»، معتبرة ذلك شرطًا أساسيًا لتحقيق التسوية، التي يفترض بإسرائيل أن تلتزم بها بشكل واضح.
وانتقدت الوثيقة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وطالبت بانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، ووقف لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن. كما دعمت الدول الموقعة فكرة نشر قوة استقرار تابعة للأمم المتحدة في المنطقة.
وختمت الصحيفة تقريرها بنقل تأكيد الدول الموقعة أن الاعتراف بدولة فلسطين «جزء أساسي لا يمكن الاستغناء عنه» لتحقيق حل الدولتين.
(المصدر: صحيفة بليكرابط خارجي، 29 يوليو 2025، بالألمانية)
للمشاركة في النقاش الأسبوعي:
المزيد
يمكنك الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديك رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 8 أغسطس مع عرض صحفي جديد.
مراجعة : ريم حسونة
للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
للاشتراك في العرض الصحفي الأسبوعي

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.