
أمريكا تكثف الجهود الدبلوماسية بعد غارات هددت الهدنة في غزة

من نضال المغربي وستيفن شيير
القاهرة/القدس (رويترز) – التقى مبعوثان أمريكيان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين في إطار جهود تهدف إلى حمل إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إعادة خطة وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى مسارها، بعد تفجر للعنف في مطلع الأسبوع هدد بعرقلة الهدنة المستمرة منذ أسبوع.
وأعادت إسرائيل وحماس الالتزام بخطة وقف إطلاق النار بضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ اندلاع العنف يوم الأحد. وأسفر هجوم فلسطيني خلال أعمال العنف عن مقتل جنديين، مما أدى إلى قصف إسرائيلي أودى بحياة 28 شخصا على الأقل في غزة.
لكن مع الهزات التي تواجه المراحل الأولى من وقف إطلاق النار بسبب نوبات العنف المتكررة، بما في ذلك يوم الاثنين، فمن غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على مواصلة الضغط على الجانبين والحفاظ على الزخم لإنهاء الصراع.
وتعكس التطورات التي وقعت في الآونة الأخيرة العقبات التي تعترض الحفاظ على وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره وإحلال سلام دائم بعد حرب استمرت عامين في غزة. ولا تزال مسائل رئيسية متعلقة بنزع سلاح حماس وانسحاب المزيد من القوات الإسرائيلية وحكم غزة دون حل.
* المرحلة الثانية من الخطة
قال ترامب يوم الاثنين إن الولايات المتحدة تتخذ خطوات كثيرة للحفاظ على وقف إطلاق النار. ويواصل الرئيس الأمريكي الضغط على كل من حماس وإسرائيل في مسعى للحفاظ على أبرز إنجاز دبلوماسي له في العام الأول من ولايته الثانية.
وأضاف للصحفيين أن “الوضع المتعلق بحماس” سيُعالج سريعا، لكنه أوضح أنه لم يطلب من إسرائيل “التحرك والتعامل معه”. وذكر أنه رغم انتهاك الحركة للاتفاق، فإنه لا يعتقد أن قيادتها هي المسؤولة عن ذلك لكنها تواجه “بعض التمرد” في صفوفها.
وهدد الرئيس الأمريكي بأنه إذا لم يصوب قادة حماس أوضاعهم، “فسنقضي عليهم إذا اضطررنا إلى ذلك”. لكنه شدد على أن مثل هذه الإجراءات لن تشمل قوات أمريكية على الأرض.
ومن المتوقع أن يدفع المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر ترامب، تجاه تعزيز الهدنة وبدء المحادثات بشأن المرحلة التالية الأصعب من الخطة المؤلفة من 20 نقطة خلال زيارتهما التي بدأت يوم الاثنين.
ومن المقرر أن يزور جيه.دي فانس نائب الرئيس الأمريكي إسرائيل يوم الثلاثاء. وقال نتنياهو إنه سيبحث مع فانس التحديات والفرص في المنطقة.
وتبرز الجهود الدبلوماسية الأمريكية رفيعة المستوى في المنطقة، إلى جانب محادثات مزمعة أيضا في وقت لاحق يوم الاثنين مع حماس في مصر، أهمية تثبيت وقف إطلاق النار لترامب الذي أعلن الأسبوع الماضي “الفجر التاريخي لشرق أوسط جديد”.
وقالت السلطات الصحية في القطاع يوم الاثنين إن نيران الدبابات الإسرائيلية قتلت ثلاثة قرب “الخط الأصفر”. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار على مسلحين عبروا الخط.
وعبر سكان في مدينة غزة عن شعورهم بالارتباك فيما يتعلق بمكان امتداد الخط، إذ تتوفر خرائط إلكترونية لكن دون وضع علامات واضحة على الأرض في معظم المسار.
وقال سمير (50 عاما) ويعيش في حي التفاح “كل المنطقة والبلد صارت ركام وأنقاض، صحيح شفنا الخرايط بس شو يعرفنا شو هاي الخطوط بتعني”.
* حماس تسلم جثة رهينة آخر
قالت مصادر أمريكية وإسرائيلية إن زيارة ويتكوف وكوشنر إلى إسرائيل كانت مقررة قبل تجدد أعمال العنف يوم الأحد. وتهدف الزيارة إلى مناقشة البدء في تنفيذ المرحلة التالية من خطة ترامب المعقدة لوقف إطلاق النار.
لكن من غير المرجح أن تعلن إسرائيل عن أي تقدم في المحادثات قبل أن تتسلم عددا إضافيا من رفات الرهائن.
وقال مكتب نتنياهو إن الصليب الأحمر تسلم جثة رهينة آخر من حماس يوم الاثنين ونقلها إلى الجيش الإسرائيلي.
وترى إسرائيل أن حماس قادرة على تسليم ما يصل إلى خمس جثث على الفور. وقد يصعب استعادة جثث أخرى، من بين 15 جثة لا تزال بالقطاع، بسبب الدمار.
وذكرت حركة حماس في بيان أن مصر ستستضيف محادثات في القاهرة يوم الاثنين مع خليل الحية رئيس الحركة في غزة لمناقشة سبل متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع إن وفد الحركة سيناقش سبل الدفع قدما بتشكيل هيئة تكنوقراط لإدارة قطاع غزة دون أن يكون هناك تمثيل لحماس بها.
وترفض حماس وفصائل متحالفة معها أي إدارة أجنبية لقطاع غزة كما هو وارد في خطة ترامب المؤلفة من 20 نقطة. وترفض الحركة حتى الآن دعوات إلقاء السلاح مما قد يعقد تنفيذ الاتفاق.
* سكان يخشون تجدد العنف
قالت إسرائيل إنها شنت غارات على القطاع يوم الأحد ردا على هجوم فلسطيني أدى إلى مقتل جنديين كانا يعملان داخل خط الانتشار المتفق عليه في رفح جنوب قطاع غزة.
وقالت كتائب القسام، الجناح المسلح لحماس، في بيان “لا علم لنا بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث أن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في مارس من العام الجاري”.
وتحدثت حماس بالتفصيل عما قالت إنها سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية أدت إلى مقتل 46 شخصا ومنع وصول الإمدادات الأساسية إلى القطاع.
وحذر يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي من مغبة عدم مغادرة أي مسلحين من حماس على الفور للمناطق من القطاع التي ما زالت تخضع لسيطرة إسرائيل وقال إن أي فرد منهم يبقى خلف الخط الأصفر سيستهدف دون سابق إنذار.
(شارك في التغطية ألكسندر كورنويل ومعيان لوبيل من القدس – إعداد شيرين عبد العزيز ومروة غريب ومحمد أيسم ومعاذ عبدالعزيز للنشرة العربية – تحرير محمد عطية)