
إغلاق طريق مساعدات يفاقم نقص الإمدادات في شمال غزة المنكوب بالمجاعة

من نضال المغربي وأوليفيا لو بواديفان وإيما فارج
القاهرة/جنيف (رويترز) – قال سكان ووكالات تابعة للأمم المتحدة إنه منذ أن أغلقت إسرائيل ممرا حيويا إلى شمال غزة المنكوب بالمجاعة قبل تصعيد هجومها البري هذا الشهر، توقفت المطابخ الخيرية والعيادات الصحية عن تقديم خدماتها وتباطأت تدفقات الغذاء الحيوية.
تم إغلاق معبر زيكيم في 12 سبتمبر أيلول، قبل أيام من الهجوم البري الإسرائيلي على مدينة غزة في شمال القطاع، مما أثار تحذيرات من وكالات الإغاثة.
دخلت الدبابات الإسرائيلية إلى مدينة غزة في إطار هجوم تقول إسرائيل إنه يهدف إلى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد هجومها على إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023، الذي أشعل فتيل الحرب التي تسببت في دمار واسع النطاق وكارثة إنسانية وتفش للجوع في غزة.
ومنذ ذلك الحين، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لرويترز إنه لم يتمكن من إدخال أي إمدادات عبر زيكيم، الذي كان في السابق الطريق الذي تسلكه نصف شحنات الغذاء إلى غزة.
وقال أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إن عدد الوجبات اليومية التي تقدم كمساعدات في شمال غزة انخفض إلى 59 ألف وجبة اعتبارا من 22 سبتمبر أيلول من 155 ألف وجبة حتى 30 أغسطس آب، إذ أغلقت بعض المطابخ الخيرية في مدينة غزة التي كانت تقدم وجبات مجانية.
* سكان غزة يقولون إن الطعام أصبح أكثر ندرة
يقول السكان إن الأوضاع تزداد سوءا. فقد نزح مئات الآلاف من السكان بسبب الهجوم الأخير، بينما بقي آخرون رغم أوامر الإجلاء الإسرائيلية، بسبب المخاوف من الأمن والجوع في حال نزوحهم.
وقالت أم زكي، وهي أم لخمسة أطفال بقيت في حي الصبرة في مدينة غزة، واصفة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتزايد نقصها “الوضع كل ماله بيصير أصعب… الناس اللي كانت بتبيع حاجات زي الأكل نزحت للجنوب “
وقال إسماعيل زايدة (40 عاما) الذي نزح مع طفلته الرضيعة التي تبلغ من العمر أسبوعا وطفلين صغيرين من مدينة غزة إلى مخيم بالقرب من الساحل، إنه كان يعتمد على المواد الغذائية المعلبة.
وقال “لا يوجد خضار بالمرة”.
وتقول بلدية مدينة غزة إنها تواجه أيضا أزمة مياه متفاقمة، حيث تلبي الإمدادات أقل من 25 بالمئة من الاحتياجات اليومية. وقد أدى نقص الوقود والمخاطر الأمنية إلى تقليص إمدادات المياه.
وتقول إسرائيل إنه لا يوجد حد لكميات المساعدات الغذائية التي تدخل إلى غزة وتتهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي تخوض حربا معها منذ نحو عامين، بسرقة المساعدات، وهي اتهامات تنفيها الحركة.
وقال مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، وهو ذراع الجيش الإسرائيلي التي تشرف على تدفق المساعدات إلى القطاع، إن المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة مستمرة، وإنه يسعى إلى توسيع الطاقة الاستيعابية لمعبر كيسوفيم إلى وسط القطاع إلى ثلاثة أمثال.
* صعوبة توزيع المساعدات
قال مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق إن حوالي 300 شاحنة مساعدات معظمها محملة بالمواد الغذائية دخلت غزة يوميا في الأسابيع الماضية، وإنه ينسق نقل الوقود لمنشآت تحلية المياه وآبار المياه.
وردا على سؤال حول ما إذا كان معبر زيكيم سيفتح، قال المكتب نه سيتم تسهيل دخول الشاحنات “وفقا للاعتبارات التشغيلية”.
وتقول إسرائيل إن المسؤولية عن توزيع المساعدات في غزة تقع على عاتق الوكالات الدولية، التي ذكر مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية أنه يحاول مساعدتها.
ومع ذلك، قال برنامج الأغذية العالمي إنه يواجه تحديات لوجستية في نقل المواد الغذائية من جنوب غزة إلى شمالها بسبب الازدحام على الطريق الوحيد المؤدي إليها.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بإن إسرائيل رفضت 40 بالمئة من طلبات التحرك إلى شمال غزة في الأيام العشرة التي تلت إغلاق زيكيم.
وقال ريكاردو بيريز المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في جنيف “إن إغلاق معبر زيكيم يجعل المجاعة بالنسبة لمن بقوا أكثر فتكا”.
وأضاف “الأطفال يتلاشون حرفيا أمام أعيننا بينما يعتاد العالم على معاناتهم”.
وأكد مرصد عالمي للجوع الشهر الماضي أن المجاعة تفشت في مدينة غزة ومن المرجح أن تنتشر، وهو ما رفضته عليه إسرائيل.
* معاناة المرافق الصحية
أولئك الذين يحتاجون إلى علاج لسوء التغذية لديهم خيارات قليلة.
فقد أغلقت أربعة مرافق صحية في مدينة غزة أبوابها هذا الشهر، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وتقول الأمم المتحدة إن بعض مراكز علاج سوء التغذية أغلقت أيضا. ولا تستطيع المستشفيات في جنوب غزة استيعاب المزيد من المرضى الفارين.
وقال خليل الدقران المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة لرويترز إن المستشفى وصل إلى طاقته الاستيعابية القصوى ويفتقر إلى الأدوية والمستلزمات والوقود.
وذكر أنطوان رينارد المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في فلسطين أن النزوح الجماعي من الشمال يستنفد مخزون الغذاء في خان يونس ودير البلح في جنوب غزة، وهما منطقتان معرضتان لخطر المجاعة.
(إعداد سها جادو للنشرة العربية)