The Swiss voice in the world since 1935

نوفارتيس تنضم إلى سباق التكنولوجيا الحيوية لإبطاء الشيخوخة  

الشيخوخة
SWI swissinfo.ch / Helen James

قرّرت شركة نوفارتيس، الرائدة في صناعة الأدوية في سويسرا، العودة إلى أبحاث الشيخوخة، وهي من أكثر مجالات التكنولوجيا الحيويّة الواعدة من حيث الإمكانيات العلمية والفرص التجارية. وتسعى الشركة إلى تطوير علاج فعّال في سوق تُعتبر الأسرع نموًّا والأكثر ربحيّة، وهي سوق الحفاظ على صحّة المتقدّمين.ات في العمر. 

في ديسمبر الماضي، أعلنت شركة نوفارتيس عن شراكة غير تقليديّة مع شركة “بيو إيج” (BioAge Labs)، الناشئة نسبيًّا في مجال التكنولوجيا الحيوية ومقرّها ولاية كاليفورنيا. وقد تصل قيمة هذه الصفقة إلى 550 مليون دولار ، رغم عدم تضمّنها لأيّ مرشحات دوائيّة جديدة أو تقنيات محدّدة. وتسعى الشركة السويسرية من خلال هذه الصفقة، إلى الحصول على كنز مختلف، وهو كمية ضخمة من البيانات التي تمتلكها “بيو إيج”، التي تُعتبر موردًا حيويًّا في مجموعة متزايدة من القطاعات، بما في ذلك صناعة الأدوية، حتى أنّ البعض يصفها بـ”النفط الجديدرابط خارجي“. 

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

وتروّج شركة “بيو إيج” لنفسها بالقول إنها توفّر للبحوث الدوائية إحدى أضخم قواعد البيانات في العالم، وأكثرها شمولًا، بشأن العوامل المرتبطة بطول العمر. وقد جمعت هذه البيانات من بنوك حيوية منحتها حقوقًا حصرية للاطلاع على الملفات الجينية، والسجلات الطبية، وبيانات صحية أخرى تخص آلاف الأشخاص الذين جرى تتبّعهم على مدى يصل إلى خمسين عامًا. وبالاستعانة بأدوات تحليل متقدّمة، من بينها الذكاء الاصطناعي، تسعى الشركة إلى تحديد المؤشرات البيولوجية المرتبطة بالحفاظ على الصحة مع التقدّم في العمر، بما يُمهّد الطريق أمام تطوير علاجات جديدة. 

سعى البشر منذ قرون لاكتشاف أسرار طول العمر. وقد أدت الطفرات الهائلة في علم الشيخوخة، إضافة إلى تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي خلال العقد الأخير، إلى منح العلماء أسبابًا للاعتقاد بأننا على أعتاب اختراق كبير.
هذا التطور أسهم في إطلاق حركة جديدة معنية بطول العمر، وتم افتتاح عيادات وشركات متخصصة في أنحاء متعددة من العالم، مثل السعودية، والولايات المتحدة، وسويسرا. تقدم هذه العيادات اختبارات متطورة، وعلاجات مبتكرة، إلى جانب من الوعود.

لطالما لعبت سويسرا دورًا رئيسيًا في السعي وراء “الشباب الأبدي”، حيث قصدها الناس منذ قرون للاستفادة من القوى العلاجية لحماماتها الحرارية. وقد ساهمت العيادات الصحية السويسرية، والعلماء، والمستثمرون.ات، وشركات الأدوية في تطوير مجال علوم طول العمر.

فإلى أي مدى تمثل هذه الصيحة الجديدة مجرد دعاية وتسويق ذكي؟ وهل بإمكاننا حقًا إطالة عمر الإنسان؟ ولماذا نسعى إلى ذلك؟

تندرج هذه المقالة ضمن سلسلة من التحقيقات الصحفية التي تستكشف تنامي ظاهرة السعي إلى طول العمر ودور سويسرا المحوري فيها. يمكنك الاطلاع على جميع المقالات ومقاطع الفيديو الخاصة بالسلسلة هنا.

ويتقاطع هذا التوجّه تمامًا مع خطط نوفارتيس، التي فاتها قطار أدوية السمنة. فالشركة، التي تتخذ من مدينة بازل مقرًّا لها، لا تمتلك نسختها الخاصة من الأدوية الرائجة مثل “ويغوفي” أو “أوزمبيك”، وليس لديها حاليًّا أي عقار مشابه قيد البحث أو التطوير. ومنذ فترة، تسعى نوفارتيس إلى البحث عن محفزات جديدة للنمو. وفي عام 2023، أنشأت وحدة “أمراض الشيخوخة والطب التجديدي” (DARe)، وهي وحدة بحثية جديدة تهدف إلى البناء على خبرات نوفارتيس في الأمراض العضلية الهيكلية، وفهم الأسباب الجزيئية الكامنة وراء الأمراض المرتبطة بالتقدّم في السن. 

وفي حديثها مع سويس إنفو (SWI swissinfo.ch)، أوضحت ميكايلا كنيسل، التي انضمّت إلى نوفارتيس في عام 1996 وتشغل حاليًّا منصب الرئيسة العالميّة لمجموعة أمراض الشيخوخة والطبّ التجديدي، أنّ “هدفنا هو فهم الآليّات البيولوجيّة التي تؤدّي إلى الشيخوخة، لتطوير علاجات جديدة للأمراض المرتبطة بتقدّم العمر… ونتطلّع إلى أن يفتح هذا الطريق ليس لعلاج مرضٍ واحدٍ فحسب، بل لمجموعات كاملة من الأمراض”. 

وأصبحت الحاجة إلى إيجاد أدوية للأمراض التي تظهر أو تتفاقم مع تقدمنا في العمر أكثر إلحاحًا، وربما أكثر جذبًا للاستثمار بالنسبة إلى شركات الأدوية، وذلك في ظل تحوّل سكاني غير مسبوق تشهده دول العالم المتقدّم. وتقدّر الأمم المتحدة أنه بحلول عام 2050، سيتضاعف عدد السكّان من الشريحة العمرية فوق 60 عامًا، من مليار واحد في عام 2020 إلى 2،1 مليار، أي ما يعادل نحو 20% من سكان العالم، في حين من المتوقع أن يتضاعف عدد السكّان من الشريحة العمرية فوق 80 عامًا ثلاث مرات ليصل إلى نحو 430 مليون شخص. 

محتويات خارجية

ومع التقدّم في السن، يزداد خطر الإصابة بأمراض مثل قصور الشريان التاجي، والخرف، والسرطان. ولمواكبة هذه الاحتياجات المتزايدة، يُتوقّع أن يشهد سوق الأدوية المخصّصة لكبار السنرابط خارجي نموًّا ملحوظًا، ليرتفع من 153 مليار دولار في عام 2023 إلى 222،5 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقًا لتقديرات شركة “البحوث والأسواق” (Research and Markets)، ومقرّها أيرلندا. 

وفي هذا الإطار، تستثمر دول مثل البرازيل، والصين، والمملكة العربية السعودية، واليابان مبالغ كبيرة لتحسين صحّة الفئات المسنّة والوقاية من الأمراض المزمنة. ففي عام 2024، أطلقت البرازيل أوّل خطّة وطنيّة شاملة لرعاية مرضى الخرف. وتعتبر البرازيل سابع أكبر دولة من حيث عدد السكّان، حيث تشير التوقّعات إلى أنّ عدد مرضى الخرف فيها سيرتفع بشكل حادّ، من نحو 1،8 ملايين في عام 2019 إلى 5،6 ملايين بحلول عام 2050. 

ورغم أنّ شركات الأدوية، مثل نوفارتيس، قد استثمرت مليارات الدولارات في تطوير علاجات تهدف إلى معالجة الأمراض المرتبطة بالشيخوخة وتخفيف أعراضها، لم تُخصّص في السابق سوى جزءٍ من الموارد لدراسة بيولوجيا الشيخوخة؛ تشمل العمليّات والآليّات الحيويّة التي تفسّر لماذا تفقد الخلايا والأنسجة والأعضاء وظائفها بشكل تدريجي، مما يسهم في تدهور الصحّة وزيادة فرص الإصابة بأمراض الشيخوخة. 

ولكن، وفي ظلِّ التقدّم المتسارع في العلوم والتكنولوجيا، والاستثمارات الضخمة التي تضخها شخصيات فائقة الثراء، مثل جيف بيزوس وسام ألتمان، في شركات ناشئة تطوّر علاجات لإطالة العمر، دخلت نوفارتيس، وغيرها من كبريات شركات الأدوية، هذا السباق بقوة. 

وتقول ميكايلا كنيسل: “نحن الآن في عصر القياس الكمي في علم الأحياء. فكمية البيانات المتاحة حول بيولوجيا الإنسان ضخمة للغاية. وبفضل ذلك، نستطيع الآن استكشاف مجالات لم يكن بالإمكان دراستها سابقًا، من خلال الاعتماد على البيانات البشرية بدلاً من التركيز الزائد على البيانات الناتجة عن التجارب على الحيوانات.” 

ويمكن للذكاء الاصطناعي تحليل ملايين السجلات الصحية، والملفات الجينية، والنتائج المخبرية لاستخلاص أنماط تُسهم في التنبؤ بالأمراض. وبفضل هذه التطورات، أصبح البحث في مجال الشيخوخة أسهل، وأسرع، وأقل تكلفةً بكثير. 

ويقول فيتوريو سيباستيانو، أستاذ بيولوجيا التكاثر في جامعة ستانفورد ومؤسّس شركة “تيرن بيوتكنولوجيز” (Turn Biotechnologies)، وهي شركة ناشئة في مرحلة ما قبل التجارب السريرية، تُركّز على تطوير علاجات تعكس التدهور الخلوي المرتبط بالتقدّم في العمر: “بات بإمكاننا اليوم إجراء تسلسل للجينوم الكامل مقابل بضع مئات من الدولارات. في الماضي، لم يكن الوصول إلى هذا الكم من المعلومات بهذه التكلفة الزهيدة متاحًا. ولدينا اليوم أيضًا أدوات أفضل بكثير لإدارتها”. 

دروس من الماضي 

سبق لنوفارتيس أن خاضت غمار أبحاث الشيخوخة؛ ففي عام 2014، أجرت تجارب سريريةرابط خارجي على دواء السرطان “إيفيروليموس” (everolimus)، لاختبار خصائصه المحتملة في إبطاء الشيخوخة، وذلك بعد أن أظهرت دراسات سابقة أن دواءً قريبًا منه، يُدعى “راباميسين” (rapamycin)، ساهم في إطالة عمر عدد من الكائنات الحية. ويستهدف كلا العقارين بروتين mTOR، الذي ينظّم العديد من العمليات الخلوية المتأثرة بالتقدّم في السن. 

المزيد
عقار الرابامايسين: علاج لإطالة العمر والحفاظ على الصحة

المزيد

مايكل هول… باحث من بازل أحدث ثورة في فهم الشيخوخة

تم نشر هذا المحتوى على العالِم مايكل هول، المقيم في مدينة بازل، اكتشف جين “هدف الرابامايسين” (TOR)، وأسهم في تعزيز أحد أسرع الميادين نموًا اليوم، وهو مجال إطالة العمر.

طالع المزيدمايكل هول… باحث من بازل أحدث ثورة في فهم الشيخوخة

آنذاك، احتفترابط خارجي وسائل الإعلام بالتجارب السريرية لدواء “إيفيروليموس”، ورأت فيها مؤشرًا على اقتراب شركات الأدوية الكبرى من تحقيق اختراق في السعي نحو “إكسير الشباب”. وتزايدت الآمال بأن يُمهّد هذا التوجّه لعهد جديد في تطوير أدوية تستهدف الشيخوخة، وهو مجال لطالما واجه صعوبة في استقطاب اهتمام الشركات الدوائية الكبرى. 

ولكن هذا الجهد باء بالفشل، فبعد بضعة أعوام، نقلت نوفارتيس أبحاثها إلى شركة صغيرة تُدعى “ريستور بيو” (ResTORbio)، محتفظة بحصة صغيرة فيها، وذلك في إطار إعادة هيكلة واسعة شرعت فيها الشركة بهدف التركيز على أدوية جديدة ومبتكرة. فقد كان من الصعب تحقيق أرباح مجزية من هذا الدواء، لا سيّما في ظل اقتراب انتهاء صلاحية براءة اختراعه، ورفض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، آنذاك، الاعتراف بالشيخوخة كحالة قابلة للعلاج.  

واليوم، هناك أسباب وجيهة تجعل نوفارتيس تعود إلى هذا المجال؛ إذ أصبحت تمتلك رؤية جديدة، وأدوات متطورة، وبيانات ذات جودة أعلى، في وقت لا تزال فيه الكثير من الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن صعبة العلاج باستخدام الطرق التقليدية لاكتشاف الأدوية. 

فعلى سبيل المثال، لم تؤدِّ عقود من الأبحاث حول مرض ألزهايمر إلى تطوير سوى خيارات علاجية محدودة. ولا يزال السبب الدقيق وراء الإصابة بهذا المرض غير معروف حتى الآن، بينما أظهرت الأدوية الحديثة تحسّنًا طفيفًا فقط في إبطاء فقدان الذاكرة. 

المزيد
إطالة العمر

المزيد

عيادات إطالة العمر: بدعة حديثة أم سرُّ الشيخوخة المفعمة بالصحة؟ 

تم نشر هذا المحتوى على لم يعثر العلماء حتى الآن على إكسير الحياة، لكن هذا لم يمنع عيادات تمديد العمر من بيع العلاجات والحبوب والأدوات التي تدعي أنها تبطئ الشيخوخة.

طالع المزيدعيادات إطالة العمر: بدعة حديثة أم سرُّ الشيخوخة المفعمة بالصحة؟ 

وينطبق الأمر نفسه على مرض هشاشة العظام، وهو حالة تنكّسية في المفاصل تؤثر في شريحة تُقدَّر بنحو 600 مليون شخص، معظمها يتجاوز عمرها 55 عامًا. ففي أبريل الماضي، أوقفت نوفارتيس تطوير مرشَّحَين دوائيَّينرابط خارجي لعلاج هشاشة العظام، كانا في المرحلة الثانية من التجارب السريرية، وذلك لعدم تحقيقهما تخفيفًا كافيًا للألم. 

وقد مهَّدت هذه التجارب الطريق لتركيز أكبر على الأسباب الأساسية للأمراض. وتقول كريستين فورتني، المديرة التنفيذية ومؤسِّسة شركة “بيو إيج”: “بدأت شركات الأدوية الكبرى تُظهر اهتمامًا متزايدًا بعلم بيولوجيا الشيخوخة كمصدر جديد للأهداف العلاجية”، مما يعني استهداف جزيئات بيولوجية جديدة بالعلاج. وتضيف: “في ما يتعلق بأمراض مثل ألزهايمر، أصبح من الواضح أن العلاج يحتاج إلى التدخل في مرحلة مبكرة جدًا من المرض، أي قبل ظهور الأعراض”. 

المزيد

المزيد

 الشيخوخة ليست مرضا او عبئا اجتماعيا!

تم نشر هذا المحتوى على أصبحت فئة المتقاعدين والمتقدمين في السن في البلدان الصناعية الثريّة تجسّد شريحة هامة ورئيسية من فئات المستهلكين، وتشكل في ذلك قطاعا من القطاعات الاقتصادية الحيوية القائمة في حد ذاتها. ولا غرابة إذن أن تتصاعد العروض والمقترحات للمتقاعدين والطاعنين في السن، لتشمل جميع ميادين الحياة اليومية، كشغل أوقات الفراغ حتى استعادة ما أمكن من الحيوية والنشاط.…

طالع المزيد الشيخوخة ليست مرضا او عبئا اجتماعيا!

لم تكشف نوفارتيس عن تفاصيل الأمراض التي تستهدفها وحدة “أمراض الشيخوخة والطب التجديدي”، لكنها أكدت أن “بيولوجيا التمارين الرياضية” تُعد من أولوياتها الأساسية، لأن التمارين “تُعدّ تدخّلاً مثبت الفعالية في عدد كبير من أمراض الشيخوخة”، بحسب تصريحات ميكايلا كنيسل. وقد يقود هذا التوجه، على سبيل المثال، إلى اكتشاف سُبل للحفاظ على الكتلة العضلية أثناء فقدان الوزن، أو تجديد غضروف الركبة لدى المصابين بهشاشة العظام.  

وتوضّح كنيسل قائلة: “مع تقدم أبحاث الشيخوخة، سنتمكن في مرحلة ما من الوصول إلى فئات المرضى في المراحل المبكرة جدًا، أو ربما حتى العمل على الوقاية في المستقبل. هذا هو الهدف البعيد الذي نسعى لتحقيقه”. 

تحسين الحوافز 

يؤكد يوهان أورويكس، الخبير في علم التمثيل الغذائي الخلوي في المعهد التقني الفدرالي العالي في لوزان (EPFL)، أن الأعباء المالية المتزايدة للأمراض المرتبطة بالتقدّم في العمر ، سواء على الحكومات أو الأفراد، تفرض على الجهات التنظيمية والسلطات الصحية إعادة النظر في آلية مكافأة شركات الأدوية، بهدف تحفيزها على تطوير علاجات جديدة لمعالجة هذه الأمراض أو الوقاية منها. 

ففي عام 2022، شكّلت الفئة العمرية فوق 60 عامًا أكثر من نصف (52%) إجمالي تكاليف الرعاية الصحية في سويسرا، رغم أنها لم تمثّل سوى ربع عدد السكان. 

محتويات خارجية

وفي الوقت الراهن، لا تعتبر الجهات التنظيمية الشيخوخة مرضا، ما يعني أن الأدوية التي تستهدفها بحد ذاتها، لا تحصل على موافقات رسمية. ومن غير المرجّح أن تشملها تغطيات التأمين الصحي. وبدلًا من ذلك، تركّز الشركات على حالات مرضية محدّدة يمكن تشخيصها، وتكون مرتبطة بالتقدّم في العمر، مثل ألزهايمر، وهشاشة العظام، وضمور العضلات (الساركوبينيا) – للحصول على الموافقة التنظيمية. ومع ذلك، يُشكّل هذا الواقع تحديًا أمام تطوير علاجات تهدف إلى إبطاء العمليات البيولوجية المرتبطة بالشيخوخة أو عكسها، بدلًا من التركيز على علاج أمراض معيّنة. 

ويقول أوركس، الذي شارك في تأسيس عدّة شركات ناشئة تركز على أمراض الشيخوخة: “لن تتمكّن أنظمة الصحّة وشركات التأمين من التأقلم مع الزيادة في الإنفاق الناجمة عن شيخوخة السكّان. وعليها إنشاء نموذج يضمن لمن يعملون بجدّ لخفض هذه التكاليف إمكانيّة استعادة أموالهم. عندئذٍ سترى صناعة الأدوية تنخرط في الأمر”. 

الوصول إلى خط النهاية  

وفي المقابلة التي أجرتها معها سويس إنفو، أوضحت ميكايلا كنيسل أنّ تركيز وحدة أمراض الشيخوخة والطب التجديدي ينصبّ على تطوير أدوية فعليّة. وأضافت أنّ هذا يختلف عن نهج إطالة العمر، حيث يسعى البعض ببساطة إلى العيش لسنوات أطول… أمّا في حالتنا، فليست إطالة العمر سوى نتيجة غير مباشرة”. 

ورغم أن نوفارتيس لا تستهدف رسميًّا إطالة العمر، فإن أي دواء ناجح يستند إلى بيولوجيا الشيخوخة قد يُشكّل نقطة تحوّل كبرى في هذا المجال، الذي لطالما واجه صعوبات في تحويل المعرفة العلمية الرصينة إلى حلول علاجية متداولة في الأسواق. 

ففي عام 2013، أُنشئت شركة “كاليكو” (Calico)، وهي شركة فرعية تابعة لمجموعة ألفابت ، الشركة الأمّ لـغوغل، بدعم استثماري قدره 3،5 مليارات دولار، لتطوير تدخّلات طبية تطيل العمر البشري. ولكن، وبعد أكثر من عشر سنوات من البحث، لم تُسفر جهود الشركة سوى عن عدد كبير من المنشورات الأكاديمية، دون التوصّل إلى أي دواء مُجاز رسميًّا. وفي يناير الماضي، أعلنت الشركة فشل التجارب السريريةرابط خارجي لعقار “فوسيغوتيفاتور” (fosigotifator)، الذي طُوِّر بالتعاون مع شركة الأدوية الأمريكية “آبفي” (AbbVie)، لعلاج مرض التصلب الجانبي الضموري. 

ففي عام 2013، تم تأسيس شركة “كاليكو” (Calico) كفرع من مجموعة ألفابت (Alphabet) ، الشركة الأم لغوغل، بدعم استثماري بلغت قيمته 3.5 مليار دولار، بهدف تطوير تدخلات طبية لإطالة العمر البشري. ومع ذلك، بعد أكثر من عشر سنوات من الأبحاث، لم تحقق الشركة أي تقدم ملموس سوى العديد من المنشورات الأكاديمية، دون الوصول إلى دواء معتمد رسميًا. وفي يناير الماضي، أعلنت الشركة عن فشل التجارب السريريةرابط خارجي لعقار “فوسيغوتيفاتور” (fosigotifator)، الذي تم تطويره بالتعاون مع شركة الأدوية الأمريكية “آبفي” (AbbVie)، لعلاج مرض التصلب الجانبي الضموري. 

وفي مطلع مايو الجاري، أعلنت شركة “يونيتي بيوتكنولوجي” (Unity Biotechnology)، المتخصصة في أبحاث الشيخوخة وأمراض العيون، ومقرها سان فرانسيسكو، عن تسريح جميع موظفيها وموظفاتها، وذلك بعد أن أظهرترابط خارجي نتائج تجربة سريرية أن علاجها لم يُقدّم أداءً أفضل من علاج آخر متوفّر في السوق. وتعرّضت شركة “بيو إيج” أيضًا لنكسة في شهر يناير الماضي، لا علاقة لها بشراكتها مع نوفارتيس، إذ قررت التوقف عن تطوير أحد أدوية علاج السمنة، بعد ظهور مخاوف تتعلق بالسلامةرابط خارجي خلال التجارب. 

وفي هذا السياق، تقول كريستين فورتني: “بدأ الناس يُدركون فعلاً أن للوقاية قيمة كبيرة ضمن أنظمة الرعاية الصحية. وهذه، في جوهرها، هي الرسالة التي لطالما روّج لها مجال أبحاث الشيخوخة”. وما نحتاج إليه الآن هو نجاح بعض هذه الأدوية في الوصول إلى مرحلة التنفيذ النهائية”.

تحرير: نيريس أفيري

ترجمة: ريم حسونة

مراجعة: عبد الحفيظ العبدلي

التدقيق اللغوي: لمياء الواد

المزيد

نقاش
جيسيكا
يدير/ تدير الحوار: جيسيكا دافيس بلوس

ما رأيك في فكرة إطالة عمر الإنسان؟

يشهد سوق إطالة العمر ازدهارًا، بفضل التقدّم في علم الشيخوخة. ما رأيك في فكرة تمديد عمر الإنسان إلى حدّ كبير؟

19 إعجاب
15 تعليق
عرض المناقشة

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية