مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحوثيون يهددون بمنع مرور السفن المتوجهة الى إسرائيل في البحر الأحمر

يمنيون يرفعون علما فلسطينيا عملاقا خلال تظاهرة دعما لقطاع غزة في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2023 afp_tickers

توعد المتمرّدون اليمينيون بمنع مرور السفن المتوجهة الى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، ما لم يتم إدخال الأغذية والأدوية إلى غزة، ردًا على حرب إسرائيل على القطاع الفلسطيني المحاصر.

وبعد ساعات من هذا التهديد الذي صدر السبت، أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أن فرقاطة تابعة لها في البحر الأحمر أسقطت مسيّرتين كانتا متجّهتين نحوها، انطلقتا من اليمن.

وعلمت وكالة فرانس برس من مصدر عسكري طلب عدم الكشف عن هويته، أن الفرقاطة متعدّدة المهام “لانغدوك”، الموجودة في البحر الأحمر للقيام بمهمّة وطنية تتعلّق بالأمن البحري، أطلقت صواريخ “أستر 15” المضادة للطائرات لإسقاط المسيّرتين اللتين كانتا متجهتان نحوها مباشرة. ويعد مثل هذا الإطلاق لصواريخ أرض جو دفاعاً عن النفس، وهو الأول من نوعه بالنسبة للبحرية الفرنسية.

وهذا الاستهداف الذي لم يعلن الحوثيون بعد مسؤوليتهم عنه، هو الأحدث في سلسلة عمليات شهدها البحر الأحمر والمياه المحيطة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وتبنّى المتمردون المقرّبون من إيران العمليات السابقة التي شملت احتجاز سفينة تجارية وإطلاق صواريخ ومسيرات نحو أهداف بحرية، وأخرى نحو مدينة إيلات بجنوب إسرائيل.

وأكد الحوثيون أن هذه الهجمات ستستمر الى أن “يتوقف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني”.

ومساء السبت، نشر المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع بيانًا على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) جاء فيه: “أعلنت القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ عن منعِ مرورِ السُّفُنِ المتجهةِ إلى الكيانِ الصهيونيِّ من أيِّ جنسيةٍ كانتْ، إذا لم يدخلْ لقطاعٍ غزةَ حاجتُهُ من الغذاءِ والدواء”.

وفي الآونة الأخيرة، استهدف الحوثيون سفنًا يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، إلا أنّ تهديدهم السبت توسّع ليشمل كل السفن المتّجهة إلى إسرائيل.

والأسبوع الماضي، هاجم الحوثيون سفينتين قبالة السواحل اليمنية، قالوا إنهما إسرائيليتان، إحداهما كانت ترفع علم جزر باهاماس. والشهر الفائت، احتجزوا سفينة الشحن “غالاكسي لدير” المرتبطة برجل أعمال إسرائيلي.

– إسرائيل ترى “حصاراً بحرياً” –

وحذّر البيان اليمني “جميعَ السُّفُنِ والشركاتِ من التعاملِ مع الموانئِ الإسرائيلية”، مؤكدا عدم التعرض “لكافةِ السُّفُنِ والدولِ عدا السُّفُنِ المرتبطةِ بالإسرائيلي أو التي ستقومُ بنقلِ بضائعَ إلى الموانئ الإسرائيلية”.

وردا على التهديد، شدد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي السبت على رفض بلاده “الحصار البحري”.

وأشار الى أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو طلب من الرئيس الأميركي جو بايدن والقادة الأوروبيين اتخاذ إجراءات لمواجهة هذا الوضع.

وحذر هنغبي عبر القناة الإسرائيلية الثانية عشرة “إذا لم يهتم العالم بالأمر، سنتحرك لإزالة الحصار البحري”.

من جهتها، أشادت حماس بالإعلان.

وقالت في بيان “نثمّن قرار الإخوة في اليمن الشقيق منع مرور السفن الصهيونية، وكل السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء”

وأضافت “حماس تعتبر هذا القرار شجاعا وجريئا ينتصر لدماء شعبنا في قطاع غزّة، ويقف ضدّ العدوان الصهيو أمريكي الذي يمعن في حرب الإبادة الجماعية”، داعية الدول العربية والإسلامية الى التحرك “نحو كسر الحصار عن غزة”.

– تدخّل فرنسي –

وفجر الأحد، أعلنت فرنسا أن قواتها البحرية أسقطت مسيّرتين من اليمن.

وبحسب الجيش، تمت عمليّتا الاعتراض الساعة 21,30 و23,30 بالتوقيت الفرنسي (20,30 و22,30 ت غ)، أي الساعة 23,30 و1,30 الأحد بتوقيت اليمن، على بُعد 110 كيلومترات من سواحل البلاد قرب مدينة الحديدة (شمال) التي يسيطر عليها الحوثيون.

وهذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الحوثيون سفينة حربية فرنسية منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وسبق أن أعلنت واشنطن أنّ مدمّرة أميركيّة أسقطت ثلاث طائرات مسيّرة خلال تقديمها الأحد الفائت الدعم لسفن تجاريّة في البحر الأحمر استهدفتها هجمات من اليمن، مندّدةً بـ”تهديد مباشر” للأمن البحري.

وأثارت التهديدات الحوثية لحركة الملاحة انتقادات من أطراف غربية.

ونهاية الشهر الماضي، دعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع الحوثيّين إلى “التوقّف فوراً” عن تهديد النقل البحري والإفراج عن طاقم السفينة “غالاكسي ليدر” المحتجزة.

واندلعت الحرب في غزة في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أسفر عن مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين، وفقاً للسلطات الإسرائيلية. واقتادت الحركة حوالى 240 شخصاً رهائن، لا يزال 138 منهم محتجزين لديها.

ورداً على ذلك، تعهدت إسرائيل “القضاء” على حماس، وتواصل شن قصف مكثف على قطاع غزة كما باشرت عمليات برية اعتباراً من 27 تشرين الأول/أكتوبر. وفي آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس مساء السبت، أفادت بمقتل 17700 شخص في القطاع، معظمهم من النساء والأطفال.

كما شددت إسرائيل حصارها على القطاع الذي دخلته كميات محدودة من المساعدات منذ بدء الحرب، ما يتسبب بأزمة انسانية حادة وظروف “مروعة” بحسب الأمم المتحدة ومنظمات دولية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية