الهجوم الإسرائيلي على مخيم في رفح يقتل 45 ويفجر إدانات عالمية

من نضال المغربي ودان وليامز
القاهرة/القدس (رويترز) – قال مسؤولون يوم الاثنين إن غارة جوية إسرائيلية تسببت في اندلاع حريق هائل أسفر عن مقتل 45 شخصا في مخيم في مدينة رفح بقطاع غزة، مما أثار غضب زعماء العالم الذين حثوا على تنفيذ حكم محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الإسرائيلي على المدينة.
وفي مشاهد قاتمة باتت مألوفة في الحرب التي دخلت شهرها الثامن، هرعت أسر فلسطينية إلى المستشفيات لتكفين جثامين ذويها من القتلى لدفنهم بعد أن أدى الهجوم الذي وقع في ساعة متأخرة من مساء الأحد إلى اشتعال النيران في الخيام المتهالكة.
وبينما كانت نساء تنتحب، أدى رجال صلاة الجنازة.
وقال بسام، وهو من سكان رفح، عبر تطبيق للتراسل “العالم كله بيطلع ع رفح وهي بتنحرق من قبل إسرائيل ولا حدا بيعمل شي ليوقف هالشي”.
وقال مسؤولو صحة محليون إنه على الرغم من الاستنكار العالمي لسقوط قتلى في صفوف المدنيين في رفح، واصلت دبابات إسرائيلية قصف المناطق الشرقية والوسطى من المدينة يوم الأحد، مما أدى لمقتل ثمانية أشخاص.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الجوي الذي وقع يوم الأحد، استنادا إلى “معلومات مخابراتية دقيقة”، أدى إلى مقتل رئيس مكتب حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الضفة الغربية وقيادي كبير آخر بالحركة كان يقف وراء هجمات على إسرائيليين.
وكان الجيش أعلن في وقت سابق يوم الأحد اعتراض ثمانية صواريخ بعد إطلاقها من منطقة رفح. وقال أحد الوزراء إن ذلك يظهر الحاجة إلى استمرار العمليات ضد حماس.
لكن المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية الميجر جنرال يفعات تومر-يروشالمي وصفت الغارة الجوية بأنها واقعة “جسيمة جدا”، وقالت إن التحقيقات جارية.
وأضافت خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين إن الجيش الإسرائيلي “يأسف على أي أذى يلحق بغير المقاتلين خلال الحرب”.
ووقع الهجوم في حي تل السلطان حيث كان الآلاف يحتمون بعد أن بدأت القوات الإسرائيلية هجوما بريا في شرق رفح قبل أكثر من أسبوعين.
وقال مسؤولو الصحة إن كثيرا من القتلى نساء وأطفال، مضيفين أن عدد القتلى من المرجح أن يرتفع لأن بعضهم في حالة حرجة ومصابون بحروق شديدة.
وتواصل إسرائيل هجماتها على رفح رغم قرار محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة بوقف الهجمات بزعم أن حكم المحكمة يمنحها مجالا للقيام بعمليات عسكرية هناك.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه “غاضب” من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. وقال على إكس “هذه العمليات يجب أن تتوقف. لا توجد مناطق آمنة في رفح للمدنيين الفلسطينيين”.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن احترام حكم المحكمة واجب. وقالت بيربوك “القانون الإنساني الدولي ينطبق على الجميع، وكذلك على سلوك إسرائيل في الحرب”.