اليونان وأوكرانيا توقعان اتفاقا لتوريد الغاز حتى آذار/مارس 2026
وقّعت اليونان وأوكرانيا في أثينا الأحد اتفاقا لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى كييف بين كانون الأول/ديسمبر 2025 وآذار/مارس 2026، لتلبية احتياجات البلاد خلال الشتاء.
وأعلنت شركتا الغاز اليونانية “ديبا كوميرشال” والأوكرانية “نافتوغاز” في بيان مشترك إنهما “وقعتا اليوم إعلان نوايا لتزويد السوق الأوكرانية بالغاز الطبيعي المسال خلال فترة الشتاء، من كانون الأول/ديسمبر 2025 إلى آذار/مارس 2026″، وذلك على هامش لقاء في أثينا بين رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأوضح البيان أن الاتفاق “يشكّل مساهمة أساسية في الأمن والمرونة الإقليمية على صعيد الطاقة”.
وسيتيح الاتفاق الذي وُقّع في حضور السفيرة الأميركية الجديدة في اليونان كيمبرلي غيلفويل، “دعم أوكرانيا خلال شتاء قاس”، وفق البيان.
شنت موسكو في تشرين الأول/اكتوبر أكبر حملة قصف طاولت منشآت الغاز الأوكراني منذ بدء غزوها في 2022. وأدى ذلك الى قطع ستين في المئة من إنتاج الغاز الذي يشكل وسيلة حيوية للتدفئة.
وقال ميتسوتاكيس إن “العلاقات بين بلدينا تكتسب بُعدا جديدا بالغ الأهمية: مسار آمن للطاقة يمتد من الجنوب إلى الشمال، من اليونان إلى أوكرانيا”.
وأضاف أن هذا المسار “يتجسّد في إنشاء ممر الطاقة +العمودي+ وفي البنى التحتية الحيوية في ميناء أليكساندروبوليس، التي تتيح لأوكرانيا الوصول مباشرة إلى مصادر طاقة متنوّعة وموثوقة”.
وأعرب زيلينسكي من جانبه عن شكره للرئيس الأميركي دونالد ترامب “لأننا سنتمكن من الحصول على الغاز الطبيعي ليس فقط من اليونان، بل أيضا عبر اليونان”.
وقبل أن يتوجّه لاحقا إلى فرنسا وإسبانيا لبحث ملفات الدفاع والطاقة، شدّد الرئيس الأوكراني على أن “الشتاء المقبل يمثّل تحديا هائلا للشعب الأوكراني”.
وأضاف خلال لقائه الرئيس اليوناني كونستانتينوس تاسولاس “إنه شتاء في ظل الطائرات المسيّرة والصواريخ الروسية، وفي ظل هجمات يومية”.
وتأتي زيارة زيلينسكي، وهي الأولى إلى اليونان منذ 2023، إثر إعلان مشاريع كبرى للطاقة في اليونان بدعم من الولايات المتحدة.
وفضلا عن أوروبا والولايات المتحدة، تحدث الرئيس الاوكراني عن عمل “كثيف مع أذربيجان”، مبديا أمله في التوصل مع هذا البلد الى “عقود طويلة الأمد” لاستيراد الغاز.
وكان ميتسوتاكيس قد اعتبر أن اليونان “هي المدخل الطبيعي للغاز الطبيعي الأميركي المسال ليحل محل الغاز الروسي في المنطقة”.
وساهم تشغيل خط الأنابيب العابر للبلقان، الذي يربط اليونان ببلغاريا، في تعزيز الممر “العمودي” نحو بلغاريا ورومانيا ومولدافيا وأوكرانيا والمجر وسلوفاكيا.
كما ساهم افتتاح مرافق التخزين في ميناء أليكساندروبوليس، قرب الحدود التركية، حيث يُستقبل الغاز الطبيعي المسال الأميركي، في إضعاف موقع روسيا داخل السوق الإقليمية.
وتعرّض قطاع الطاقة الأوكراني في الأيام الأخيرة لضربات شديدة نتيجة سلسلة هجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيّرة، ما أغرق أجزاء واسعة من البلاد في الظلام.
ياب/ع ش/ب ق