The Swiss voice in the world since 1935

بايدن: إسرائيل عرضت “خريطة طريق” جديدة لإنهاء الحرب في غزة

afp_tickers

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أنّ إسرائيل عرضت “خريطة طريق” جديدة نحو سلام دائم في غزة، في مبادرة قابلتها حماس بـ”إيجابيّة” بينما شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أنّ الحرب لن تنتهي قبل “القضاء” على الحركة الفلسطينيّة.

ميدانياً، شنّ الجيش الإسرائيلي الجمعة سلسلة ضربات دامية امتدّت من شمال قطاع غزّة إلى جنوبه، مكثّفا في الوقت ذاته ضغوطه على رفح حيث ينفّذ عمليّات في وسط هذه المدينة في مواجهة مقاتلين من حماس.

وفي أوّل خطاب رئيسي له بشأن حلّ النزاع المستمرّ منذ قرابة ثمانية أشهر، قال بايدن إنّ المقترح الجديد الذي أعلن عنه يبدأ بمرحلة مدّتها ستّة أسابيع تشهد انسحاب القوّات الإسرائيليّة من كلّ المناطق المأهولة في غزّة.

وأضاف في خطاب متلفز من البيت الأبيض “حان وقت انتهاء هذه الحرب، وليبدأ اليوم التالي. لا يمكننا أن نُفوّت هذه اللحظة” لاغتنام فرصة السلام.

وأردف أنّ “إسرائيل عرضت اقتراحا جديدا شاملا. إنّها خريطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن”.

ودعا الديموقراطي البالغ 81 عاما حماس إلى قبول المقترح، قائلا إن الحركة الفلسطينيّة “يجب أن تقبل الصفقة”. 

وأوضح بايدن أنّ المرحلة الأولى التي تستمرّ ستّة أسابيع تتضمّن “وقفا كاملا وتاما لإطلاق النار، انسحاب القوّات الإسرائيليّة من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في غزّة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيّين”.

ولفت إلى أنّ الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني سيتفاوضان خلال تلك الأسابيع الستّة حول وقف دائم للنار، لكنّ الهدنة ستستمرّ إذا ظلت المحادثات جارية.

وأعلنت حركة حماس أنّها “تنظر بإيجابيّة” إلى المقترح الذي أعلنه بايدن.

وقالت الحركة في بيان إنّ “حماس تنظر بإيجابيّة إلى ما تضمّنه خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم من دعوته لوقف إطلاق نار دائم، وانسحاب قوّات الاحتلال من قطاع غزّة، وإعادة الإعمار، وتبادل للأسرى”.

وفي حين أنّ المباحثات الهادفة إلى إقرار هدنة في قطاع غزّة معطّلة راهنا، قال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنيّة في وقت سابق الجمعة إنّ “المقاومة أبلغت الوسطاء من جديد أنّ القواعد الراسخة لموقف فصائل المقاومة لا تنازل عنها”، ولا سيّما التمسّك بوقف دائم للنار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزّة.

وقال هنيّة “لقد بدا واضحاً أنّ الاحتلال يستخدم المفاوضات غطاءً لاستمرار عدوانه على شعبنا، ويرفض الاستجابة لمطالبنا المُحقّة، وبالتالي فإنّ فصائل المقاومة لا تقبل أن تكون جزءاً من هذه المناورات”.

ودعا وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن خلال محادثات هاتفيّة مع نظرائه السعودي والأردني والتركي إلى الضغط على حماس لدفعها إلى قبول خريطة الطريق الإسرائيليّة الجديدة التي أعلن عنها بايدن الجمعة. 

وتعقيبًا على ما أعلنه بايدن، أكّد نتانياهو الجمعة أنّ حرب غزّة لن تنتهي حتّى “القضاء” على حماس.

وقال مكتب نتانياهو في بيان إنّ “رئيس الوزراء أجاز لفريق التفاوض تقديم خطّة لتحقيق هذا الهدف، مع تشديده على أنّ الحرب لن تنتهي حتّى تحقيق كلّ أهدافها، ويشمل ذلك عودة جميع الرهائن والقضاء على قدرات حماس”.

وأضاف أنّ “الخطة المحدّدة التي عرضتها إسرائيل والتي تشمل انتقالاً مشروطاً من مرحلة الى أخرى، تُتيح لإسرائيل التمسّك بهذه المبادئ”.

من جهتها رحّبت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بخريطة الطريق الإسرائيلية “الواقعيّة” لوقف النار في غزّة، معتبرة أنّها توفّر “فرصة حقيقية” لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر.

بدورها رحّبت وزيرة الخارجيّة الألمانيّة أنالينا بيربوك بالمقترح الإسرائيلي الجديد لوقف النار، ورأت فيه “بصيص أمل” لإنهاء الحرب.

إلى ذلك، أعلن رئيس مجلس النوّاب الأميركي مايك جونسون الجمعة أنّ قادة الكونغرس الديموقراطيّين والجمهوريّين وجّهوا إلى نتانياهو دعوة لإلقاء خطاب أمام المشرّعين الأميركيّين في غضون أسابيع. 

ميدانيا، أفاد شهود في ساعات الفجر الأولى بوقوع ضربات إسرائيليّة قرب رفح في أقصى جنوب قطاع غزّة والتي تتركّز فيها أعنف العمليّات في الحرب الدائرة منذ قرابة ثمانية أشهر بين إسرائيل وحماس، وفي النصيرات في وسط القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّه عثر في وسط رفح على “قاذفات صاروخيّة لحماس وفتحات أنفاق وأسلحة” وإنّه “هدم مخزن أسلحة”.

أضاف الجيش أنّه تمكّن من القضاء على مقاتل من حماس بضربة جوّية في رفح. وأعلن كذلك مقتل اثنين من جنوده في غزّة ما يرفع إلى 292 عدد العسكريّين الذين قتلوا منذ دخول القوّات الإسرائيليّة إلى القطاع الفلسطيني المحاصر في 27 تشرين الأول/اكتوبر.

في وسط قطاع غزّة، أسفرت ضربات ليليّة عن مقتل 11 شخصا بينهم طفلان على ما أفادت مصادر طبية في دير البلح وفي مخيم النصيرات. 

وقال الجيش إنه “قضى” على مقاتلين كانوا يتحركون قرب قواته في هذه المنطقة.

ورغم موجة التنديد الدولية التي أثارها قصف أوقع عشرات القتلى في مخيم للنازحين في رفح الأحد، واصل الجيش هجومه البري المستمر منذ السابع من أيار/مايو في المدينة التي تعج بالسكان والنازحين مع هدف معلن هو القضاء على آخر كتائب حماس.

وقال الجيش إنه قتل نحو 300 من مقاتلي حماس منذ بدء الهجوم على رفح.

وفي مقابلة مع محطة “ال سي إي” الفرنسية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتانياهو أن الاتهامات التي تفيد بأن إسرائيل تستهدف عمدا المدنيين وتجوعهم هي “افتراءات معادية للسامية”.

وقال إنّ “نسبة القتلى المدنيّين إلى الخسائر في صفوف المقاتلين (الفلسطينيين) هي الأدنى مما رأيناه في أيّ حرب مُدن حتّى الآن”.

وأثارت هذه المقابلة احتجاجات في فرنسا.

– أزمة إنسانية –

سمح التوغّل البرّي في رفح، لإسرائيل بالسيطرة على “محور فيلادلفيا” وهو منطقة عازلة على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إن حماس استخدمت محور فيلادلفيا “باستمرار لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة”.

غير أن مصر نفت وجود انفاق كهذه تحت الحدود متهمة إسرائيل بالسعي إلى تبرير هجومها في رفح.

وتتبادل مصر وإسرائيل المسؤولية في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح بين قطاع غزة ومصر المغلق أمام المساعدات منذ أن سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه مطلع أيار/مايو.

ومعبر رفح حيوي لدخول المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع الذين هم في أمسّ الحاجة إليها في حين تحذر الأمم المتحدة باستمرار من مجاعة وشيكة في القطاع الفلسطيني الذي تحكم إسرائيل حصاره ولا تسمح سوى بدخول كميات محدودة من المساعدات عبر معبر إيريز.

ويواصل الفلسطينيون النزوح من رفح بأعداد كبيرة حاملين أمتعتهم على أكتافهم او في سيارات أو على عربات تجرها حمير، في حركة نزوح تكررت مرارا على وقع اشتداد الحرب.

وقال المكتب الاعلامي الحكومي في غزة “مضى 24 يوما على احتلال معبر رفح البري من قبل جيش الاحتلال، وإغلاق معبر كرم أبو سالم، مما أدى إلى وقوع أزمات إنسانية”.

من جانبها، قالت قبرص، الدولة الأوروبية الأقرب إلى ساحل غزة، إن المساعدات الإنسانية التي تُنقل بحرا مستمرة، بعد أن تضرر رصيف بنته الولايات المتحدة بسبب سوء الأحوال الجوية. 

– “لا تنازل” –

بدأت الحرب في قطاع غزة مع شنّ حماس هجوما غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر تسبّب بمقتل 1189 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أحدث البيانات الإسرائيلية الرسمية.

واحتُجز خلال الهجوم 252 رهينة ونقلوا إلى غزة. وبعد هدنة في تشرين الثاني/نوفمبر سمحت بالإفراج عن نحو مئة منهم، لا يزال 121 رهينة محتجزين في القطاع، بينهم 37 لقوا حتفهم، بحسب الجيش.

وردت إسرائيل متوعدة بـ”القضاء” على حماس، وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة تترافق مع عمليات برية، ما تسبب بسقوط 36284 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وقالت الوزارة إن ما لا يقل عن 60 شخصا قتلوا خلال 24 ساعة حتى صباح الجمعة، مضيفة أن 82057 شخصا أصيبوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب.

وتسببت الحرب بدمار هائل، وشردت غالبية سكان غزة الذين يقدر عددهم بنحو 2,4 مليون نسمة، وتسببت بكارثة إنسانية كبرى. 

بور/غ ر-ص ك-جص

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية