
بكين مستعدة للقتال “حتى النهاية” في الحرب التجارية مع واشنطن

أكدت الصين الثلاثاء أنّها مستعدّة لأن تقاتل “حتى النهاية” في الحرب التجارية الدائرة بينها وبين الولايات المتحدة مع إعلانها في الوقت ذاته أنها منفتحة على النقاش، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة فرض رسوم جمركية جديدة عليها.
وبدأت بكين الثلاثاء فرض “رسوم خاصة” على السفن الأميركية التي تدخل موانئها رداً، كما قالت، على إجراءات أميركية مماثلة.
وأتت الإجراءات الأميركية بعد تحقيق شمل قطاع بناء السفن في الصين باشرته الإدارة السابقة، وتواصل في عهد إدارة ترامب.
وبعد أشهر من جولات التوتر والتهدئة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ظهرت مؤشرات في تشرين الأول/أكتوبر الحالي تُنذر باستعار المواجهة الاقتصادية بين البلدين.
وقال ناطق باسم وزارة التجارة الصينية في بيان “إن كنتم تريدون القتال، فسنقاتل حتى النهاية. وإن كنتم ترغبون في التفاوض، فبابنا يبقى مفتوحا”.
والخميس، أعلنت الصين فرض ضوابط إضافية على تصدير تقنيات وعناصر المعادن النادرة، مشددة بذلك القواعد الحالية المُتعلقة بهذا القطاع الحيوي.
في اليوم التالي، أعلن ترامب أنّ الولايات المتحدة ستفرض على وارداتها من الصين رسوما جمركية إضافية بنسبة 100%، تضاف إلى تلك السارية أساسا، وذلك اعتبارا من الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل أو حتى “قبل ذلك”.
ووضع الرئيس الأميركي خطوته التصعيدية تلك في إطار الردّ على قرار الصين فرض القيود الجديدة “العدوانية للغاية” على صادراتها من المعادن النادرة.
– عقوبات جديدة –
والصين هي المنتج الأول في العالم لهذه المعادن التي تعتبر أساسية في صناعات عدة مثل القطاع الرقمي والسيارات والطاقة وحتى الأسلحة.
والثلاثاء، أعلنت الصين فرض عقوبات على خمسة فروع أميركية لواحدة من أكبر الشركات الكورية الجنوبية لصناعة السفن، في ردّ على إجراءات أميركية طالت قطاع صناعة السفن في الصين.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان إنها حظرت أي تعامل أو تعاون في الصين مع خمسة فروع لمجموعة “هانوا أوشن” الكورية الجنوبية المتخصصة في صناعة السفن.
وهذه الفروع الخمسة هي: هوانا شيبيع أل سي سي، وهوانا فيلي شيبيارد، وهوانا أوشن يو أس ايه إنترناشونال أل سي سي، وهوانا شيبينغ هولدينغ أل سي سي، ويو أس أيه هولدينغ كورب.
واتهمت الوزارة هذه الشركات بأنّها “ساهمت ودعمت” تحقيقا أعدته السلطات الأميركية عن قطاع صناعة السفن في الصين، مما “يقوّض سيادة الصين وأمنها وتنميتها”.
وإذ ذكّرت وزارة التجارة الصينية بالجولات التفاوضية العديدة التي جرت بين بكين وواشنطن منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض مطلع هذا العام، شدّدت على أنّ سياسة التهديد والوعيد لا تنفع معها.
وقالت الوزارة في بيانها “لا يمكن للولايات المتحدة أن تسعى إلى الحوار وتهدّد في الوقت نفسه بفرض قيود جديدة. هذه ليست الطريقة التي يُتحدّث بها مع الصين”.
وأوضح الناطق أن الترتيبات الجديدة حول التكنولوجيا المرتبطة بالمعادن النادرة تنبع من إرادة الحكومة الصينية ضبط الصادرات بشكل أفضل. وأكد أن الترتيبات الجديدة “لا تشكل حظرا على الصادرات”.
– “الند للند” –
وأضاف “طلبات التصدير التي تستوفي الشروط المعمول بها ستحصل على ترخيص كما في السابق وسنحافظ في آن على أمن السلاسل الصناعية وسلاسل التموين العالمية واستقرارها”.
وأجرت الولايات المتحدة والصين جولات مفاوضات عدة لتبديد التوتر التجاري بينهما. وأفضت مفاوضات في مدريد في أيلول/سبتمبر إلى اتفاق حول بيع منصة تيك توك في الولايات المتحدة ما خفض منسوب التوتر بعض الشيء.
وقد ذكر الناطق الصيني هذا الاتفاق لتأكيد استعداد الصين المتواصل للحوار.
وأكد “الجولات الأربع الأخيرة من المفاوضات الاقتصادية والتجارية أظهرت بشكل واسع أن بإمكان الصين والولايات المتحدة إيجاد حلول للمشاكل على أساس الاحترام المتبادل ومشاورات الند للند”.
وأبلغت الصين مسبقا الولايات المتحدة بالضوابط الجديدة على تصدير المعادن النادرة، على ما أوضح الناطق.
وأضاف أنه منذ لقاء مدريد “يصر الطرف الأميركي على فرض قيود جديدة على الصين ما يمس كثيرا بمصالحها ويضر بأجواء المفاوضات الاقتصادية والتجارية بين البلدين”.
بور-لال/بم-خلص/غ ر