مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فلسطيني اصابه قناصة اسرائيليون على حدود قطاع غزة يؤكد انه لم يشكل خطرا عليهم

الفلسطيني تامر ابو دقة الذي اصيب على حدود قطاع غزة يحمل صورة له في المستشفى فيما يستريح داخل منزله في خان يونس في 11 نيسان/ابريل 2018 afp_tickers

اعلن شاب فلسطيني يقول انه أصيب برصاص اسرائيلي أنه الشخص الذي يظهر في فيديو مثير للجدل انتشر خلال الايام الماضية على نطاق واسع، مؤكدا انه لم يكن يحمل سلاحا آنذاك ولم يكن يشكل خطرا على الجنود الاسرائيليين.

واوضح تامر ابو دقة (28 عاما) انه تعرف على نفسه في مقطع الفيديو من خلال ملابسه وقال “عرفت نفسي حين رايت الفيديو من السترة التي كنت ارتديها والمنطقة التي كنت اقف فيها”.

وروى لفرانس برس ان الحادثة وقعت اثناء مشاركته في تظاهرة ضد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في 22 كانون الاول/ديسمبر الماضي، الامر الذي يتطابق مع الرواية الاسرائيلية حول تاريخ وقوع الحادثة.

ويوم الحادثة بث اصدقاء ابو دقة مناشدة مرفقة بصورته على مواقع التواصل الاجتماعي للتبرع بالدم له حيث بدا مرتديا سترة وردية ومضرجا بدمائه وهو ممدد على سرير المستشفى.

ولا تزال ساقه اليسرى مثبتة بجسر من البلاتين منذ اصابته في الحادثة.

وانتشر في اليوم التالي فيديو له تم تصويره من الجهة الفلسطينية للحدود يوثق اصابته بالسترة نفسها.

وفي حين اقر بانه كان يرشق الجنود الاسرائيلين قبيل اصابته بالحجارة قال “حين اطلقوا النار علي لم اكن ارشق حجارة، كنت انادي على اصدقاء لي عالقين بالقرب من السياج للخروج حتى نذهب الى بيوتنا”.

واثار شريط فيديو بثته القناة الاسرائيلية العاشرة الخاصة من دون ان تكشف كيف حصلت عليه ردود فعل واسعة بعد ان جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي او عبر محطات تلفزيونية اخرى. وقد تم تصويره من الجانب الاسرائيلي من الحدود مع قطاع غزة.

ويمكن سماع صوت جندي اسرائيلي بالعبرية يقول “اقترب صوبي المكان هنا افضل”.

ويُسمع اطلاق صوت رصاصة واحدة اصابت الشاب الذي كان يرتدي سترة وردية قبل ان يسقط على الأرض وحوله شبان حملوه لاسعافه. ثم يسمع اطلاق نار ويعلو هتاف عدد من الجنود، ويقول أحدهم “يا له من فيديو، ابن +العاهرة+، يا له من فيديو، بالطبع صوّرت، لقد أصيب في رأسه”.

وعبر الجنود الاسرائيليون في الفيديو عن فرحهم الشديد بقنص الشاب، وينتهي الفيديو برؤية السواتر الترابية والسياج الحدودي، ويقول المصور بلهجة حاقدة “كلهم أولاد عاهرات”.

وعلق ابو دقة على الفيديو بغضب “يقولون انهم قتلوني، قناص فاشل لقد اصابني في ساقي فقط”.

واكد الجيش الإسرائيلي على صحة شريط الفيديو لكنه قال “انه تم تصويره في 22 كانون الاول/ديسمبر الماضي في منطقة كيسوفيم (شرق خان يونس) وان اطلاق النار حدث بعد مواجهات واعمال شغب عنيفة استمرت ساعتين تقريبا، وان الفيديو يصور فقط جزءاً قصيراً من الرد على اعمال الشغب العنيفة التي شملت رشق الحجارة ومحاولات تخريب السياج الأمني​​”.

واشاد وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بالقناص الذي ظهر في الشريط يطلق النار على الفلسطيني.

– “لو كانوا رجالا” –

وقال ابو دقه من منزله شرق مدينة خان يونس “يضحكون علي ويشتموني في الفيديو، لو كانوا رجالا لواجهوني بدون سلاح كما واجهتهم، السلاح يحميهم فقط”.

وتابع “هذا الفيديو الذي نشروه لاصابتي يكشف انهم الارهابيون، ليرى العالم كيف كنت اقف امامهم فقط بدون ان اشكل اي خطر عليهم واستمتعوا باطلاق النار علي”.

ويأتي نشر هذا الشريط في الوقت الذي يواجه فيه الجيش الاسرائيلي انتقادات شديدة بسبب اطلاقه الرصاص الحي على المتظاهرين الفلسطينيين.

وبدأ الفلسطينيون في 30 آذار/مارس حركة احتجاجية أطلق عليها “مسيرة العودة” بالتزامن مع ذكرى “يوم الأرض”، ومنذ ذلك قتل 31 فلسطينيا برصاص الجيش الاسرائيلي في أكبر حصيلة منذ حرب 2014 بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس.

كما اصيب في موجة العنف هذه اكثر من 1500 فلسطيني بينما لم تقع اي اصابات بين الاسرائيلين.

ودافع الجيش الاسرائيلي عن جنوده مبررا ان قواته لم تفتح النار إلا عند الضرورة ضد من رموا الحجارة والقنابل الحارقة أو حاولوا دفع الإطارات المشتعلة نحو الجنود.

وتتهم اسرائيل حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة والتي خاضت ثلاثة حروب ضدها منذ العام 2008 باستخدام التظاهرات لتنفيذ أعمال عنف.

ويصر الفلسطينيون على أن المتظاهرين الذين تعرضوا لإطلاق نار لم يكونوا يشكلون خطرا على الجنود

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والاتحاد الأوروبي إلى فتح تحقيق مستقل وهو ما رفضته اسرائيل.

وقالت منظمة حقوق الانسان الاسرائيلية (بتسيلم) ان حوادث كالتي ظهرت في الفيديو “وقعت مئات المرات خلال الاسابيع الاخيرة في قطاع غزة، مسفرة عن وقوع قتلى وجرحى”.

وختم ابو دقة “ساواصل التظاهر من اجل ارضنا وحقوقنا حتى لو اصابوني في كل جسمي”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية