The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

فلسطينية بغزة تستذكر بمرارة حرمانها من الأمومة بعد اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية

reuters_tickers

من بسام مسعود وصالح سالم

الدوحة (رويترز) – لم تشعر نجوى أبو حمادة بأي إحساس بالعدالة حين اعتبرت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة أن تدمير مركز للتلقيح الصناعي من ضمن أعمال تُظهر أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في قطاع غزة.

لكن ما خلصت إليه اللجنة أحيا لدى نجوى ذكريات مريرة عن النطف المجمدة التي كانت تضعها في مركز البسمة للتلقيح الصناعي والتي فقدتها عندما قصفته قوات إسرائيلية في أواخر عام 2023.

وكغيرها من سكان قطاع غزة، تشعر نجوى بالعجز وعدم القدرة على الاحتجاج بينما تواصل إسرائيل حملتها العسكرية منذ ما يقرب من عامين على غزة رغم سقوط عشرات الألوف من الفلسطينيين قتلى.

* تدمير النطف

قالت نجوى “لاحقت الإبادة، مش بس على الأطفال وعلى النساء وعلى الرجال، لا. لاحقت كمان النطف المجمدة اللي في المركز علشان آخر أمل إلي في الدنيا بعد ابني”.

وأضافت “أنا خسرت كل إشي. خسرت ابني. إيش بدو يعوضني؟”

وأنجبت نجوى من قبل ابنا عن طريق التلقيح الصناعي في غزة، لكنه قُتل في عملية عسكرية إسرائيلية بغزة عام 2022، ولا تزال تتساءل هل يمكنها إنجاب طفل آخر وهي في سن التاسعة والأربعين.

وتحدثت نجوى وزوجها إياد أبو حمادة يوم الثلاثاء مع طبيبها بهاء الدين الغلاييني، وهو طبيب نساء وولادة أنشأ مركز البسمة للتلقيح الصناعي، حول إمكانية الخضوع لمزيد من علاجات الخصوبة.

وقال زوجها إن الطبيب طلب منهم ألا يفقدوا الأمل.

وسافر الزوجان إلى قطر لتلقي علاجات الخصوبة قبل بدء الحرب على غزة. وبدد فقدان نجوى للنطف المجمدة في موطنها بغزة عام 2023 آمالها في إنجاب طفل آخر.

* إسرائيل: التقرير “تشهير”

لم يتسن لرويترز التحقق بصورة مستقلة من تفاصيل قصة نجوى. لكن الغلاييني أكد على نحو منفصل لرويترز أن نجوى كانت لديها نطف مخزنة في المركز في غزة قبل أن يتعرض للهجوم في أواخر 2023.

وخلصت لجنة الأمم المتحدة إلى أن تدمير مركز البسمة “إجراء يهدف إلى منع الإنجاب بين الفلسطينيين في غزة”، وهو أحد خمسة أفعال أو انتهاكات تُعد إبادة جماعية بموجب اتفاقية 1948.

وأضاف البيان “أطلقت قوات الأمن الإسرائيلية قذيفة دبابة أصابت المركز مباشرة وتسببت في انفجار خمسة خزانات نيتروجين مسال، وبالتالي تدمير جميع النطف المخزنة فيه من أجل إنجاب فلسطينيين مستقبلا”.

ولم تؤكد إسرائيل قصف المركز. وتنفي ارتكاب إبادة جماعية أو تعمدها استهداف المدنيين أو البنية التحتية المدنية خلال حملتها العسكرية في قطاع غزة، وتقول إن الحملة تهدف إلى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في أعقاب الهجوم الذي قادته الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء “في تناقض صارخ مع هجمات حماس المتعمدة على الرجال والنساء والأطفال الإسرائيليين، فإن جيش الدفاع الإسرائيلي يتبع القانون الدولي ويتخذ الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين”.

وقال دانيال ميرون، مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف، إن استنتاج لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بأن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية “مشين ” و”كاذب”، ووصف تقريرها بأنه “تشهير”.

* تدمير 4000 نطفة

وكالة رويترز هي أول من نشر نباء الهجوم الذي قال الغلاييني إنه أسفر عن تدمير أربعة آلاف نطفة بالإضافة إلى ألف عينة أخرى من الحيوانات المنوية والبويضات غير الملقحة.

والتحليل القانوني للجنة المكون من 72 صفحة هو أقوى ما توصلت إليه جهة تابعة للأمم المتحدة حتى الآن، لكن اللجنة مستقلة ولا تتحدث رسميا باسم الأمم المتحدة. ولم تستخدم الأمم المتحدة مصطلح “الإبادة الجماعية” ولكنها تتعرض لضغوط متزايدة لاستخدامه.

واتهمت إسرائيل مقاتلي حماس بتنفيذ عمليات انطلاقا من منشآت طبية، وهو ما تنفيه حماس.

وإلى جانب تدمير مركز التلقيح الصناعي، ذكرت لجنة التحقيق أن نطاق أعمال القتل في غزة وحظر المساعدات والتهجير القسري من ضمن الأدلة على ارتكاب الإبادة الجماعية.

وكان لنجوى ابن اسمه خليل حملت به من خلال إجراءات التلقيح الصناعي في مركز آخر. وقُتل عندما كان عمره 17 سنة في أثناء اندلاع أعمال العنف بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في 2022.

وقالت نجوى “الله عطاني إياه بعد 12 سنة وخمس عمليات زراعة. وراح بعد ما صار عريس وشاب وبدي أجوزه أفرح فيه يعني وخسرته”.

وأضافت أن الفلسطينيين يريدون أن يقف الجميع إلى جانبهم وأن العالم كله يشاهد دون أن يحرك ساكنا.

(شارك في التغطية الصحفية تمار أوريئيل بيئيري – إعداد محمد علي فرج ومحمد أيسم للنشرة العربية – تحرير محمود رضا مراد)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية