كينشاسا وحركة إم23 توقعان في الدوحة خارطة طريق جديدة للسلام
وقّعت جمهورية الكونغو الديموقراطية وحركة “إم23” المدعومة من رواندا السبت في الدوحة إطار عمل جديدا نحو السلام، ضمن مساعي التوصل إلى نهاية دائمة للقتال الذي دمّر شرق الكونغو.
انخرطت قطر، إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي، في محادثات متواصلة على مدى أشهر، بهدف إنهاء الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية وهي منطقة غنية بالمعادن يسيطر متمرّدو حركة “إم23” على مدن رئيسية فيها.
تمّ توقيع الاتفاق المسمى “إطار الدوحة لاتفاق سلام شامل بين جمهورية الكونغو الديموقراطية وحركة إم23” في العاصمة القطرية وسط مراسم حضرها مسؤولون من الجانبين، إضافة إلى الولايات المتحدة وقطر.
وفي بيان لوكالة فرانس برس، قال بنجامين مبونيمبا ممثل وفد حركة إم23 في الدوحة، إن الاتفاق لا يتضمن “أي بنود ملزمة” ولن يغير “الوضع على الأرض”.
وأضاف أنّ النص يتضمن ثمانية فصول مخصصة لـ”الأسباب الجذرية للصراع”، والتي سيتم التفاوض عليها “قبل التوصل إلى اتفاق سلام شامل”.
من جانبه، قال مسعد بولس مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إفريقيا لفرانس برس، إن تنفيذ الاتفاق هو “الجانب الأكثر أهمية”، ولهذا السبب “تم وضع العديد من الآليات لمعالجة عناصر مختلفة من التنفيذ”.
وأضاف “ناقشنا ثمانية مجالات مثيرة للقلق، وثمانية مواضيع اتفق عليها الطرفان”.
وأشار إلى أنّهم “وقعوا (الاتفاق) اليوم، وهذا إنجاز كبير، ويمكن النظر إليه باعتباره نقطة انطلاق للعملية بأكملها”.
ووصف كبير المفاوضين القطريين وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي هذه الخطوة بـ”الإنجاز التاريخي”، مضيفا أن “الجهود مستمرة لتحقيق السلام على الأرض من خلال وضع آليات التنفيذ الملائمة”.
وتتناول الفصول الثمانية إمكان إيصال المساعدات الإنسانية وعودة النازحين وحماية القضاء. وكان قد تمّ توقيع اثنين من هذه الفصول يشملان آلية مراقبة وقف إطلاق النار.
فقد وقّع طرفا النزاع اتفاقا لوقف إطلاق النار وإطارا سابقا في الدوحة في تموز/يوليو، لكن رغم ذلك وردت تقارير عن انتهاكات، واتُهم الجانبان بخرق الهدنة.
وفي تموز/يوليو، وقّعت سلطات كينشاسا وحركة “إم23” إعلانا مبدئيا في الدوحة لوقف إطلاق النار، عقب اتفاق سلام وُقّع بين الكونغو الديموقراطية ورواندا نهاية حزيران/يونيو في واشنطن.
لكن هذه المبادرات لم تُفلح في إعادة فتح المصارف وتخفيف الأزمة الاقتصادية أو وضع حدّ للعنف.
منذ معاودتها حمل السلاح في نهاية العام 2021، سيطرت جماعة “إم23” على مساحات شاسعة في المنطقة بدعم من رواندا المجاورة، ما تسبب في أزمة إنسانية متفاقمة.
يشهد شرق الكونغو الغني بالموارد الطبيعية نزاعات مسلحة متواصلة منذ نحو ثلاثة عقود. لكن حدة العنف تصاعدت بعدما سيطر مقاتلو “إم23” على مدينتي غوما وبوكافو الرئيسيتين بين كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير.
كسب/م ل-ناش/ب ق