
مقتل 81 من الأمن السوري بعد نشره للسيطرة على اشتباكات طائفية بالسويداء

دمشق (رويترز) – قالت وزارة الدفاع السورية إن ما لا يقل عن 18 من أفراد قوات الأمن قتلوا في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية بعد نشرهم للسيطرة على اشتباكات طائفية خلفت قتلى وذكرت وسائل إعلام محلية أنها تجددت يوم الاثنين، في حين قالت إسرائيل إنها استهدفت دبابات في بلدة بمحافظة السويداء.
والمواجهات التي اندلعت يوم الأحد بين مسلحين من الطائفة الدرزية والعشائر البدوية هي أول أحداث عنف طائفي داخل مدينة السويداء نفسها، بعد توتر واسع النطاق نشب على مدى شهور في المحافظة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع حسن عبد الغني في تعليقات نقلتها الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الرسمية إن عددا من الجنود أصيب أيضا خلال هجمات نفذتها جماعات خارجة عن القانون على نقاط عسكرية.
وقالت الوزارة في وقت سابق في بيان أرسلته إلى رويترز إن هذه الجماعات، التي لم تحدد هويتها، هاجمت عددا من وحداتها فجرا.
وأضافت أن قواتها ردت على الهجوم وطاردت الجماعات التي رفضت وقف الأعمال القتالية واستمرت في استهداف قوات الأمن.
في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عدة دبابات في بلدة بمحافظة السويداء. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الضربات بمثابة “تحذير واضح للنظام السوري”، مضيفا أن إسرائيل لن تسمح بإلحاق الأذى بالدروز المقيمين في سوريا.
والعلاقات الوثيقة بين إسرائيل والدروز الذين يعيشون فيها وعددهم 120 ألف نسمة هي أحد الأسباب التي أدت إلى زيادة التدخل الإسرائيلي في سوريا. وتوطدت هذه العلاقات بسبب خدمة الرجال الدروز في الجيش الإسرائيلي.
وقالت وزارة الدفاع السورية في بيان صدر في وقت سابق إن الاشتباكات الطائفية أدت إلى مقتل 30 شخصا، مضيفة أنها “باشرت… بالتنسيق مع وزارة الداخلية نشر وحداتها العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم”.
لكن شبكة السويداء 24 الإخبارية ذكرت أن “موجة العنف انفجرت من جديد في ريف السويداء الغربي” يوم الاثنين.
وقال مصدر أمني آخر إن القوات السورية تعمل على فرض سيطرة الدولة على كامل أنحاء محافظة السويداء لمنع المزيد من العنف لكن ذلك ربما يستغرق أياما.
وتلك الوقائع أحدث حلقة في سلسة من أعمال عنف طائفية في سوريا. وتزايدت المخاوف لدى أقليات منذ إطاحة جماعات من المعارضة المسلحة السابقة ببشار الأسد في ديسمبر كانون الأول قبل أن تتولى السلطة وتشكل قوات الأمن.
وفي ديسمبر كانون الأول، وافقت جماعات معارضة مسلحة من السنة قاتلت الأسد خلال الحرب الأهلية على حل نفسها والاندماج في وزارة الدفاع، لكن جهود دمج فصائل مسلحة من أقليات مثل الدروز والأكراد لم تمض بسلاسة.
وفي جنوب سوريا، زادت الأمور تعقيدا بسبب سياسة إسرائيل المعلنة عدم السماح للجيش السوري الجديد بالانتشار إلى الجنوب من العاصمة دمشق ومطالبتها بأن تكون السويداء ومحافظات مجاورة ضمن منطقة منزوعة السلاح.
وقال وزير الداخلية أنس خطاب في بيان مكتوب نشرته وسائل إعلام رسمية “غياب مؤسسات الدولة، وخصوصا العسكرية والأمنية منها، سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توتر مستمر، ولا حل لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها بكل تفاصيلها”.
وقال شهود إن أعمال العنف التي نشبت يوم الأحد بدأت بعد موجة من عمليات خطف شملت تاجرا درزيا يوم الجمعة على طريق سريع يربط دمشق بالسويداء.